استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن أول من أمس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والوفد المرافق له. وصرح كيري إثر اللقاء بأن محادثات السلام السورية في موعدها، محذراً من استمرار انتهاكها من قبل النظام، مشيراً إلى أن العنف تراجع بنسبة 90 في بالمئة.
وجرى خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
حضر اللقاء الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير.
وبعد اللقاء، عقد كيري اجتماعاً مع الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان والجبير قائلاً «أعتقد أن علينا أن نتحدث عن سوريا».
وأعلن كيري عن مشاورات أميركية روسية حول انتهاكات الهدنة في سوريا. وقال خلال مؤتمر صحافي في قاعدة الملك خالد العسكرية إن فرقنا من المراقبين تعقد لقاء مع روسيا في جنيف وعمان فيما يتعلق بانتهاكات الهدنة. وأضاف أنه سيجري من جهته اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرجي لافروف حول قضية الانتهاكات، لكنه أكد أن مثل هذه الخروقات يجب ألا تكون عقبة أمام إجراء محادثات السلام.
وتابع الوزير أن «مستوى العنف تراجع بنسبة 80 أو 90 في المئة وهذا أمر مهم جداً»، مشدداً على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يفترض ألا يستغل فرصة الهدنة لتحقيق مكاسب على الأرض بينما «يحاول الآخرون (المعارضة) احترامها بنية حسنة». وحذر كيري من أن «للصبر حدوداً» في هذا المجال.
وأشار كيري إلى أن الولايات المتحدة ستعقد اجتماعاً مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مرحلة ما خلال الأسابيع القليلة المقبلة بالمنطقة، لكنه لم يحدد موعداً ولا مكاناً معيناً.
ونقل مراسل مرافق لكيري عن الوزير الأميركي والجبير القول إن كل الحضور اتفقوا على دفع المحادثات السورية بقوة والعودة لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لمحاولة إنهاء حرب اليمن ووضع الخطط لمساعدة ليبيا على تخطي أزمتها.
وأدلى كيري بتصريحه قبيل توجهه إلى باريس، حيث يلتقي وزراء أوروبيين، وذلك في ختام زيارته إلى المملكة العربية السعودية.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري يزور باريس يومي السبت والأحد للقاء نظرائه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية قوله إن كيري شدد خلال المحادثات على أهمية المضي قدماً لإنهاء الصراعات في سوريا واليمن.
وقالت مصادر سعودية مطّلعة إن وزير الخارجية الأميركي حرص على تقديم صورة تفصيلية عن خطة للحل السياسي في سوريا والتي تحظى بدعم أميركي وروسي.
واتهمت وزارة الخارجية الأميركية النظام السوري بخرق الهدنة وحضت روسيا على استخدام نفوذها لوقف هذه الهجمات، محذرة من أنها قد تدمر عملية السلام الهشة والتي تهدف إلى إنهاء الحرب. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن الولايات «أدانت بقوة» حكومة الأسد بسبب الهجمات.