ناقش المشاركون في ملتقى الموارد البشرية في دورته الأولى لعام 2022 الذي نظمته دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي موضوعين مهمين حول استخدام البلوك تشين في الموارد البشرية، وتنمية المهارات البشرية للمستقبل.
ابتكار وتميز
وأكد سعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، حرص الدائرة الدائم على الابتكار، والتميز، والمساهمة في إطلاق المشاريع الذكية التي تخدم المورد البشري في دبي، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لجعل دبي مدينة المستقبل، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لتحويل حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل.
وقال إن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، تنسق وتتعاون مع الجهات الحكومية في دبي، خاصة دبي الذكية، ومركز دبي للأمن الإلكتروني، بهدف الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية وتطوير الكفاءات بما يلبي احتياجات وتطلعات المدينة الذكية، ويرسخ مكانة دبي في استخدام البلوك تشين، وتطبيقاته في قطاع الموارد البشرية.
وأضاف أن تطبيق تقنية البلوك تشين في عمليات الموارد البشرية لها آثار ايجابية على بيئة العمل وتعزيز الكفاءة المؤسسية، وتمكين الموظفين، والارتقاء بمستوى تجاربهم، والتحكم بالبيانات الخاصة بهم بخصوصية وأمان والوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان، وتمكّن هذه التقنية الجهات الحكومية من التحقق من البيانات آلياً وإنجاز العديد من المهام بسرعة ودقة، خاصة تخطيط إدارة المواهب والمهارات؛ وتطوير الكفاءات وتقييم الأداء؛ والتطوير والتدريب، بالإضافة لدعم عملية التغييرمن خلال تطبيق منهجيات رقمية حديثة تستند إلى قواعد بيانات موثوقة كبديل عن الأساليب التقليدية القديمة؛ وذلك لضمان سير العمل وتحقيق الأهداف بشكل صحيح.
تعريف “بلوك تشين”
وخلال ملتقى الموارد البشرية، قدم الدكتور مروان الزرعوني، مدير إدارة خدمات المعلومات في مركز دبي للأمن الالكتروني، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمركز دبي للبلوك تشين، تعريفاً للبلوك تشين بأنه نظام لسجل إلكتروني مشترك، مشفر، وغير مركزي لمعالجة وتدوين المعاملات المالية، والعقود، والأصول المادية، ومعلومات سلسلة التوريد، وإنه مفتوح ويمكن للجميع في السلسلة مشاهدة تفاصيل كل سجل أو ما يعرف باسم كتلة، وتتبع المعلومات عبر شبكة آمنة لا تستدعي التحقق من طرف ثالث.
و أوضح أن تقنية البلوك تشين برزت في الآونة الأخيرة باعتبارها تكنولوجيا رقمية حديثة عملت على تغيير نماذج العمل القديمة في المؤسسات واستبدلتها بتطبيقات أكثر تطوراً ومرونة لتواكب أحدث التقنيات والابتكارات المستندة إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات الضخمة، وتشتمل تقنية /البلوك تشين/ على قواعد بيانات مختلفة تقوم بإدارة وتنظيم القوائم والسجلات المسمّاة /كتل او بلوك/ بشكل مستمر، وتحافظ على البيانات المخزنة بشكل آمن، كالبيانات الحكومية، والتي تتطلب قواعد بياناتها الموثوقية والسرية.
وأكد أن دولة الإمارات كانت سباقة دائماً لتبني التقنيات الحديثة؛ فقد تبنت تقنية التعاملات الرقمية /بلوك تشين/ في تنفيذ المعاملات الحكومية، وأطلقت استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية 2021، وأن دبي التي تعيش دائماً في المستقبل، فقد أطلقت من جانبها استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية، والتي تهدف لتحويل دبي إلى أول مدينة تدار بالكامل بواسطة منصة البلوك تشين، وتصبح أسعد مدينة على وجه الأرض.
وأضاف أن دمج تقنية البلوك تشين في عمليات الموارد البشرية له مميزات مهمة فهي تتيح للموظفين إمكانية الوصول الدائم إلى رسائل الموارد البشرية وحماية بياناتهم وإتاحتها لهم بمرونة تامة، في حين يمكن للجهات المعنية التحقق من البيانات بشكل تلقائي ودون الحاجة إلى التدخل يدوياً، بالإضافة لسداد الرواتب بشكل آلي، وتتبّع نشاطات الحضور والرواتب والأجور والطلبات المتعلقة بالمطالبة.
تنمية المهارات
وناقش المشاركون في الدورة الأولى من ملتقى الموارد البشرية، مسألة” تنمية المهارات البشرية للمستقبل” حيث أكدت أسماء الحامد، أخصائية بناء القدرات في مؤسسة دبي للمستقبل، أن طبيعة العمل في تغير سريع ومستمر، ويتمثل التحدي الرئيسي أمام الحكومات في تسليح طلاب المدارس بما سيحتاجونه من مهارات بصرف النظر عما ستكون عليه مهارات المستقبل، بحيث تشمل هذه المهارات حل المشكلات والتفكير الناقد، وكذلك مهارات التفاعل الشخصي مثل التعاطف والتآزر، مشيرة إلى أن على الحكومات اتخاذ خطوات أساسية لتأهيل موظفيها للتنافس في اقتصاد المستقبل.
ولفتت إلى ان دولة الإمارات اتخذت وما زالت تتخذ العديد من الخطوات للاستثمار في مواردها البشرية، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل وتحقيق الأهداف الأساسية لمئوية الإمارات 2071.