الشيماء خليف – أبوظبي
اختتم “أسبوع أبوظبي لسياحة الأعمال” فعاليات دورته الأولى التي شهدت ورش عمل ولقاءات وحوارات مستفيضة على مدار ثلاثة أيام حول مستقبل سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض وتسريع وتيرة النمو، مع التركيز على الابتكار والاستدامة وصياغة استراتيجيات جديدة لتفادي التحديات المستقبلية.
ويهدف الأسبوع، الذي نظمه مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض بدائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي خلال الفترة من 25-27 أكتوبر في “مركز أبوظبي الوطني للمعارض”، إلى توفير منصة سنوية لتبادل الخبرات والرؤى وأفضل الممارسات والتجارب الناجحة، ودعم الابتكار والتعاون في قطاع سياحة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبدأ أول أيام الحدث بحلقة نقاشية تناولت مستقبل سياحة الأعمال وتنظيم الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في منطقة الخليج العربي، والتي أدارها إدوارد ماتي،بمشاركة خبراء من الجهات الحكومية والخاصة، بما في ذلك دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ومكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض، ومركز دبي التجاري العالمي، ومكتب عمان للمؤتمرات، وشركة ايه اس ام العالمية. وتناولت الحلقة التحديات الحالية كالامتثال لإرشادات الصحة والسلامة عند تنظيم الفعاليات الحية، وإدارة الفعاليات الافتراضية، ونموذج الأعمال الربحي للفعاليات التي تجمع الواقع الفعلي والعالم الافتراضي.
كما عقدت جمعية إدارة المؤتمرات المهنية جلسة عامة حول “رحلة العميل”، من المراحل الأولى للتواصل حتى التنفيذ الناجح للفعالية. وسلطت الجلسة الضوء على أهمية فهم أهداف العميل وتوظيفها السليم خلال كافة مراحل التنظيم. وفي ختام اليوم الأول، استضافت الجمعية الدولية للاجتماعات والمؤتمرات حفل استقبال ومأدبة عشاء، جرى خلالهما متابعة افتتاح مؤتمرها العالمي السنوي في بث حي من كارتاخينا دي إندياس بكولومبيا.
وقال سعادة علي حسن الشيبة، المدير التنفيذي لقطاع السياحة والتسويق في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “تجمعنا اليوم رؤى مشتركة لتحفيز الابتكار والأفكار الطموحة التي تدعم سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، في ضوء الأهمية المتزايدة لهذا القطاع الذي يُتوقع أن تتجاوز قيمته 1.3 مليار دولارأمريكي بحلول العام 2028. ورغم المتغيرات الكثيرة على مدار الـ 18 شهراً الماضية، والتي أثرت على توجهات سياحة الأعمال وتنظيم الفعاليات، لم تتغير المبادئ والأهداف الرئيسية، لكن أصبح اتباع أساليب إبداعية ومبتكرة الركيزة الأساسية للمضي قدماً لتحقيق النجاح والازدهار”.
وخلال جلسة حوار “مستقبل السياحة والسفر” في اليوم الثاني، أشار سعادة علي الشيبة،
إلى أن تنظيم “أسبوع أبوظبي لسياحة الأعمال” جاء وفق استراتيجية تطمح إلى دعم المرتكزات الرئيسية للرؤية الاقتصادية أبوظبي 2030، وقال سعادته: “تشكل إقامة الفعاليات المتخصصة واستضافة هذه النخبة من خبراء سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض من الإمارات والمنطقة والعالم، خطوة مهمة نحو المزيد من التطوير. ويفتح الأسبوع آفاقاً واسعة للمزيد من الفرص ومجالات النمو، سواء لقطاع السياحة في الإمارة أو للعاملين والمعنيين بسياحة الأعمال في العالم. ويعتبر هذا الحدث منصة للحوار وتبادل الخبرات والآراء والأفكار، تعزيزاً للتواصل والتعاون نحو شراكات جديدة، حيث نتطلع بثقة للنتائج الإيجابية لفعالياته في المستقبل القريب”.
وتخللت الجلسة مناقشات بين عدد من الخبراء استعرضوا رؤيتهم لتطور سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، بمشاركة زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية؛ وأنيتا مينديراتا، مستشار الأمين العام؛ وستين جاكوبسن، مساعد نائب رئيس “فعاليات دبي للأعمال”؛ وجوليان مونوز، نائب رئيس أول للمبيعات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في “مجموعة فنادق راديسون”؛ وجيرالد لوليس، سفير المجلس العالمي للسفر والسياحة؛ وتيري دالي، المدير التنفيذي لشؤون تجارب الضيوف والعلامة التجارية والتسويق في الاتحاد للطيران.
وأثناء المناقشات، أكد سعادة علي الشيبة أن مبادرة دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي شهادة الأمان Go Safeتسهم في تعزيز مستويات الثقة لدى منظمي الفعاليات والجمهور على حد سواء، وأوضح سعادته: “نكرس مواردنا وجهودنا للتأكد من اتباع تدابير احترازية ووقائية تكفل صحة وسلامة الجميع في كافة الفنادق ومراكز التسوق ومعالم الجذب والمطاعم والحدائق الترفيهية والأماكن العامة في الإمارة. وعبر الامتثال للبروتوكولات والإجراءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ولجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة كورونا في أبوظبي، نسعى إلى إتاحة المجال أمام المجتمع المحلي والزوار للاستمتاع بتجاربنا السياحية والثقافية في أجواء صحية وآمنة. وندرك أن النجاح في تحقيق ذلك يعتمد على التنسيق والتعاون المستمر مع الشركاء في قطاع السياحة والجهات الحكومية المعنية وذات الصلة، في إطار مبادرات مشتركة تضمن حماية الصحة العامة بالتزامن مع زيادة المساهمة الاقتصادية لأنشطة السياحة والضيافة”.
واستمرت اللقاءات والحوارات في اليوم الثالث لاستكشاف أطر التعاون والشراكات الاستراتيجية المحتملة عبر استشراف المستقبل. وأدار سكوت ليفرمور، كبير الاقتصاديين في “أكسفورد إيكونوميكس”، جلسة حول توقعات تعافي قطاع السفر والسياحي العالمي استناداً إلى نتائج تقارير “أكسفورد إيكونوميكس”، قبل بدء حوار مفتوح مع الحضور. وشهد اليوم الختامي أيضاً جلسة أخرى حول سبل التعافي بحضور ممثلين عن الجمعيات الدولية المتخصصة، من بينهم كاثي بريدن عن “الاتحاد الدولي للمعارض والفعاليات”، وجيسي ستايتس عن “اتحاد مُنظمي الاجتماعات المحترفين”، وبادريك جيليجان عن “جمعية سياحة الحوافز”.