أكدت دولة الإمارات أنها تتابع عن كثب واهتمام التطورات الأخيرة في جمهورية أفغانستان الشقيقة، مشدّدة على ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن في أفغانستان بشكل عاجل. وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي عن أملها في أن تعمل الأطراف الأفغانية على بذل كل الجهود لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان، بما يلبي آمال وتطلعات شعبها الشقيق.
وعلّق معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، على تصريحات حركة طالبان التي أكدت فيها على سياسة العفو وليس الانتقام. وفي تغريدة على «تويتر» كتب معاليه: «في ظل وضع ضبابي، جاءت تصريحات المتحدث باسم حركة طالبان، مشجعة، فالأوطان لا تبنى بالانتقام بل عبر العفو، وعبر الحوار والتسامح، والقبول بدور المرأة وعملها، ومن خلال العلاقات الطيبة لتحقيق الرخاء، كما أشار».
أضاف معاليه: «ونتمنى أن يطوي الأفغان صفحات المعاناة لصالح السلام والازدهار».وما زالت ردود الفعل الدولية تتوالى تفاعلاً مع الحدث المزلزل في أفغانستان. ففي برلين قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل إنها تحدثت مع زعماء فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بخصوص الوضع في أفغانستان. وأضاف المتحدث شتيفن زايبرت في بيان أن ميركل تبادلت خلال الاتصالات الآراء حول الجهود الراهنة لإجلاء المواطنين الألمان والموظفين الأفغان وأنها اتفقت مع الزعماء بشأن التعاون الوثيق والدعم المتبادل على الأرض.
واعتبر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن صور الأفغان اليائسين في مطار كابول «عار على الغرب»، مشدداً على «المأساة الإنسانية» التي عاشها الأفغان أثناء محاولتهم بيأس مغادرة البلاد «ونحن مشاركون في المسؤولية عنها».
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يعتزم عقد اجتماع افتراضي لقادة دول مجموعة السبع في أقرب فرصة لمناقشة الوضع في أفغانستان، وذلك بعد أن تحدث مع ميركل. وقال «شدد رئيس الوزراء أيضاً على ضرورة الاتفاق على معايير دولية مشتركة لحقوق الإنسان يلزم بها المجتمع الدولي أي حكومة مستقبلية لحركة طالبان في أفغانستان». وحذرت بريطانيا حركة طالبان قائلة إنه ينبغي ألا تُستخدم أفغانستان أبداً كقاعدة لشن هجمات إرهابية، حيث تخشى بريطانيا أن تسمح عودة طالبان والفراغ الناتج عن الانسحاب الغربي الفوضوي، لتنظيمي القاعدة وداعش باكتساب موطئ قدم في أفغانستان.
وفي بروكسل، انتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ «فشل السلطات الأفغانية» في التصدي لـ «طالبان» ومنعها من السيطرة على كابول. وقال «على طالبان أن تحترم وتسهل الرحيل الآمن لمن يرغبون في مغادرة المطار».
من جانبها، اتّهمت الصين المجاورة لأفغانستان، الولايات المتحدة بـ«ترك فوضى رهيبة» مع انسحابها من البلاد، خصوصاً بعدما مشاهد الهرج والمرج في مطار كابول إثر سيطرة طالبان على العاصمة. ووجهت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ انتقاداً شديداً لحصيلة الضحايا في ضوء التدخل الأمريكي في أفغانستان على مدى عقدين.
وتكرر موسكو عدم قلقها من التطورات الأخيرة، حيث اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن تطمينات طالبان بشأن تقاسم السلطة واحترام حرية التعبير عن الرأي «إيجابية». وقال خلال زيارة لكالينينغراد، إن إعلان طالبان وإثباتها عملياً عن استعدادها لاحترام آراء الآخرين «إشارة إيجابية».
أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس، أن على الاتحاد أن يحاور حركة طالبان في أسرع وقت، لأن هؤلاء ربحوا الحرب في افغانستان. وقال بوريل في مؤتمر صحافي «طالبان ربحت الحرب في افغانستان. إذن، علينا ان نتحدث إليهم بهدف إجراء حوار في أسرع وقت لتفادي كارثة إنسانية». وأضاف «على هذا الحوار أن يركز أيضاً على سبل منع عودة وجود إرهابي اجنبي في افغانستان». لكنه أوضح أن مباحثات مماثلة لا تعني اعترافاً رسميا بنظام طالبان من جانب بروكسل. (بروكسل – أ.ف.ب)