تتحول الصين تدريجيا من الصناعة منخفضة الجودة، إلى العلامات التجارية الرائدة في مختلف المجالات الصناعية.
ووفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الألماني لتصنيع الآلات والمعدات في يوليو المنقضي، فقد تجاوزت الصين ألمانيا لأول مرة العام الماضي لتصبح أكبر مصدر عالمي للآلات.
بينما كانت ألمانيا متقدمة بسبع نقاط مئوية على الصين قبل 10 سنوات.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن إدارة الإحصاء في اتحاد صناعة الآلات الصيني، بلغ إجمالي حجم الواردات والصادرات الصينية لصناعة الآلات في العام 2020 مستوى 784.7 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 1.54٪. وسجلت الصادرات زيادة بـ 1.99 ٪ في ظل تأثيرات الوباء على التجارة الدولية.
وفقًا لتصنيف أفضل 50 مصنعًا عالميًا لآلات البناء في العام 2021 الصادر عن مزود المعلومات الهندسية البريطاني “كي آش آل قروب”، أصبحت شركة “آكس سي آم جي” ثالث أكبر شركة لتصنيع آلات البناء بعد كاتربيلر الأمريكية وكوماتسو اليابانية. وحلت شركتا ساني وزوم ليون المركزين الرابع والخامس، وتجاوزت حصة الشركات الصينية الثلاث 20٪ من حجم السوق العالمية. ومن حيث الكمية، تعد الصين بالفعل أكبر مصنع للآلات والمعدات في العالم، وقد حققت مكانة رائدة في مجالات آلات البناء والآلات الزراعية وآلات الموانئ، كما حققت صادراتها نموا ملحوظا.
وفي مجال آلات الموانئ، قال تشن تشيانغ، المدير العام لقسم الآلات الثقيلة ومنشآت الموانئ بشركة تشنغ هوا، أن آلات الموانئ التي تنتجها الشركة، وسيما رافعات الرصيف والجسور، تمثل ما يزيد على 70٪ من السوق الدولية.
وتعيش صناعة الآلات والمعدات في الوقت الحالي مرحلة جديدة من النمو. مستفيدة من المزايا التكنولوجية ونظام سلسلة التوريد ومستوى خدمة ما بعد البيع القوي وغيرها من المزايا الأخرى.
وتتمتع الآلات والمعدات الصينية بإمكانيات نمو هائلة في السوق العالمية. ومع ذلك، قال لوقانغ، مدير المبيعات في أحد متاجر الآلات الضخمة، إن صناعة الآلات في الصين تسجل أرقاما كبيرة على مستوى الحجم والتصدير، وأن بعض الآلات الصينية قد وصلت إلى أعلى مستويات الجودة العالمية. لكن لا تزال هناك فجوة ضخمة في العديد من الآلات التي لا تزال صناعتها حكرا على بعض الدول الغربية.
ويرى تساس جيان قو، نائب المدير العام لشركة تصنيع المحامل بمقطاعة تشجيانغ، أن أدوات آلة CNC الأعلى دقة في مصنع شركته لا تزال تستورد من اليابان. ولم تتمكن الآلات المحلية من استبدالها، على الرغم من التقدم الذي حققته صناعة هذه الآلات في الصين خلال السنوات الأخيرة. حيث لا تزال هناك فجوة مع أدوات الآلات المتطورة المنتجة في ألمانيا وسويسرا واليابان والولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، تتميز أدوات الآلات المصنعة في ألمانيا بدقة عالية وابتكار تكنولوجي مستمر، مما يجعلها تحتفظ بمكانة رائدة في سوق أدوات الماكينات العالمية.
نفس الوضع تعيشه صناعة الروبوتات الصناعية، حيث يُظهر “تقرير الروبوتات العالمي 2020” الصادر عن الاتحاد الدولي للروبوتات (IFR) أن 2.7 مليون روبوت صناعي يعمل في المصانع حول العالم، وفق صحيفة “الشعب” الصينية.
وعلى الرغم من أن الصين لا تزال أكبر وأسرع سوق للروبوتات الصناعية نموًا في العالم، إلا أن 71٪ من الروبوتات الجديدة يتم استيرادها من الخارج.
وقال لو قانغ أن تحسين مستوى جودة الآلات الصناعية، يمثل مهمة لا يمكن لمؤسسة واحدة تحقيقها، بل يجب ترقية السلسلة الصناعية بأكملها، ورفع مستوى الأتمتة والمستوى التقني وتحسين قيمة الصناعة التحويلية.
من جهة أخرى، أشار تشن تشيانغ إلى ضرورة العمل على معالجة الفجوة بين الشركات الصينية والشركات الغربية في مجال صناعة الآلات والمعدات. لكن في ذات الوقت، أكد على أن التحول الرقمي لشركات تصنيع الآلات في الصين يتقدم بشكل سريع ويستقبل آفاقا واعدة.