أكدت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي باسم القطاع الطبي في الدولة،أن تطعيم «سينوفارم» الصيني أثبت فاعلية بنسبة 100% في الوقاية من مضاعفات المرض.
وكشفت الحوسني عن وجود اختلافات في طرق تصنيع اللقاحات الثلاثة المتوافرة في الدولة، إلا أنها جميعها آمنة، وناجحة في تحفيز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تمنع الإصابة بفيروس «كورونا».
وكشف الدكتور جمال الكعبي، وكيل دائرة الصحة في أبوظبي أن لقاح كورونا آمن وفعال، نافياً أن يكون له أي تأثر سلبي في الخصوبة.
وأضافت الحوسني أن الإمارات كانت سبّاقة في توفير اللقاح منذ أكتوبر من العام الماضي، واليوم يأتي دور المجتمع من خلال المشاركة بإيجابية وتلقي اللقاح والتعاون مع الجهات الصحية تحصيناً لمجتمعنا، حتى تتمكن دولتنا من مواصلة مسيرتها الريادية والتنموية في مختلف القطاعات.
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني: ثقتنا في قيادتنا الرشيدة كبيرة، حيث لم تترك مجالاً يمكن مواجهة الجائحة من خلاله إلا وتم السعي إلى أن تكون الإمارات سبّاقة فيه، وبفضل رؤية قيادتنا الثاقبة صنّفت الإمارات الثالثة عالمياً في أمان التعامل مع الحالات المصابة بـ«كوفيد 19» وتوفير العلاج اللازم لها.
وأكدت أن التشكيك في فعالية اللقاحات ضد فيروس كورونا الذي يتم مواجهته ليس أمراً جديداً، وأنه تحدٍ سبق مواجهته في كل التطعيمات السابقة، وأن التطعيمات من أهم الأسلحة البشرية للقضاء على الأمراض المعدية، وأن انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة يقف عائقاً أمام الوصول للتعافي.
وأشارت إلى أن الأهداف الرئيسية من التطعيمات هي تقليل الوفيات وتقليل المضاعفات الناجمة عن المرض، وتقليل معدل الإصابة بالفيروس والذي يؤدي إلى زيادة السيطرة على انتشاره، موضحة أن تلقي اللقاح لا يمنع من إصابة متلقيه بالفيروس ولكن يقلل نسبة إصابته.
وأضافت: قد نحتاج تطعيماً ضد فيروس كورونا بشكل سنوي، حيث لاحظنا خلال الآونة الأخيرة ظهور تحورات في مكونات الفيروس، وكلما زادت تحورات الفيروس كلما كانت احتمالية وجود تطعيم سنوي له ضرورية، مشيرة إلى فيروس الإنفلونزا المتحور وتلقي المجتمعات لقاحاً سنوياً ضده.
وبيّنت أن بعض اللقاحات المتوفرة تقدم من عمر 16 عاماً والبعض الآخر بدءاً من عمر 18 عاماً، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تظهر مستقبلاً نتائج دراسات تجرى لتقديم اللقاح للأطفال، حيث تخضع حالياً 3 تطعيمات للدراسة السريرية لتقديمها مستقبلاً للأطفال.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني أن توافر أكثر من لقاح في الإمارات، يُعد ميزة لإتاحة أكثر من خيار أمام الأفراد، مشيرة إلى أن الفرق بين اللقاحات الثلاثة المتوافرة في الدولة هو طريقة عمل كل لقاح، إذ يعتمد اللقاح الصيني «سينوفارم» على تقنية الفيروس المقتول، وهي تقنية تقليدية في صناعة اللقاحات، إذ يحتوي على جزيئات من الفيروس وليس الفيروس الحي، أما اللقاح الروسي «سبوتنيك» فيعتمد على تقنية موجودة في لقاحات أخرى، تقوم على استخدام فيروس حي، لكن تم إضعافه، كحامل لجزيئات «كوفيد-19»، لكنه لا يسبب المرض، بل يحفز الأجسام المناعية في الجسم، ويستخدم اللقاح الثالث «فايزر-بيونتك» تقنية جديدة تتمثل في استخدام تكنولوجيا الحمض النووي الريبي، وهي عبارة عن شفرة جينية تدخل إلى الخلية وتساعدها على تصنيع بروتين شبيه بالبروتين الموجود في الفيروس، ما يحفز الجسم على تكوين أجسام مضادة تكسبه المناعة المطلوبة.
وأضافت الحوسني: «توجد اختلافات في طرق تصنيع اللقاحات الثلاثة، وطرق عملها، إلا أن هدفها واحد، وهو تحفيز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تمنع الإصابة بالمرض، وتالياً توفير خيارات عديدة بهدف الحماية، وهي تتفق في أمانها التام على المتلقي».
وعزت إعطاء الشخص جرعتين من اللقاح، إلى أن الجرعة الأولى تعرّف الجسم بالفيروس ليبدأ تكوين الأجسام المضادة، إلا أنها لا تكون بالمستوى المطلوب لإعطاء الحماية، وقد يصاب بعض الأشخاص بعد أخذ الجرعة الأولى نتيجة تهاونهم في الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية، خصوصاً أن الجسم لا يكون قد كوّن الأجسام المضادة الكافية للوقاية من المرض، مشيرة إلى أن الجرعة الثانية تهدف إلى مضاعفة الأجسام المضادة، ووصول أعدادها إلى المستوى المثالي، وعندها تكون مقاومة الجسم للمرض قد وصلت إلى درجة عالية بعد 14 يوماً من الجرعة الثانية.
وأكدت الحوسني أن نسبة الإصابة بفيروس «كورونا» تقلّ تدريجياً بعد أخذ الجرعة الثانية، لكنها لا تصل إلى الصفر، خصوصاً مع وجود اختلاف في الفاعلية بين لقاح وآخر، وفقاً للدراسات العلمية، مشيرة إلى وجود دراسات ستظهر في المرحلة المقبلة لأنواع لقاحات جديدة حالياً في المرحلة السريرية الثالثة، وتشترك مع اللقاحات الحالية في الأهداف الرئيسة في الوقاية من الوفيات والمضاعفات.
وشددت على أن تطعيم «سينوفارم» الصيني أثبت فاعلية بنسبة 100% في الوقاية من مضاعفات المرض، «لذلك ننصح دائماً بأخذ التطعيم»، لافتة إلى أن «بعض الأفراد يرفضون اللقاح، ويفضلون انتظار المناعة الطبيعية التي تحدث بالإصابة، وهو اعتقاد خاطئ، لأن إصابتهم بالفيروس قد تعرّض حياتهم للخطر، وتالياً فمن المهم أن تتكوّن لديهم مناعة مسبقة، لأنها الطريقة الأكثر أماناً».
وتابعت الحوسني أن «أخذ التطعيم لا يمنع الاستمرار في إجراء الفحوص، فعلى الرغم من انخفاض نسبة الإصابة بين الحاصلين على التطعيم بشكل كبير جداً، مقارنة بمن لم يحصل عليه، إلا أن الحفاظ على إجراء الفحوص يساعد القطاع الطبي على اكتشاف حالات الإصابة ومحاصرة الفيروس».
من جانبه، أكد الدكتور جمال الكعبي عدم وجود أي أدلة أو دراسات علمية تتحدث عن تأثير لقاح «كوفيد-19» في الخصوبة، مشيراً إلى أن «الشائعات المرتبطة بالتطعيمات مألوفة منذ اكتشاف اللقاحات، وهي تظهر مع أي لقاح جديد».
وقال الكعبي، في تصريحات صحافية، إن لدى الدولة ميزة غير متوافرة في كثير من دول العالم، وهي إجراء التجارب السريرية على أرضها تحت إشراف دائرة الصحة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، «فقد وقفنا بأنفسنا على النتائج، ويجب أن يثق الجميع بأنه لو تبين أن هناك أي أعراض أو مضاعفات خطيرة للقاح، لكانت الجهات الصحية في الدولة أوقفته فوراً».
وأضاف أن «موضوع أمان اللقاحات محسوم، لأنه يعتمد على المرحلتين الأولى والثانية من التجارب، ونحن شاركنا المرحلة الثالثة، وجربنا اللقاح على أنفسنا وعلى المشاركين معنا، وقد تأكدت لنا فاعليته في إنتاج الأجسام المضادة، ومع التوسع اليومي في أخذ اللقاح لم تحدث أي حالات خطيرة، أو حالات إدخال للمستشفى لأي حالة أخذت اللقاح»، مشيراً إلى أن «التطعيم يوفر الحماية الكاملة للجسم، وحالات إصابة حاصلين على اللقاح قليلة جداً، وقد جاءت الإصابة بسيطة، ومن دون أعراض، ولا تحتاج إلى دخول المستشفى».
أكدت الدكتورة، فريدة الحوسني، حرص القطاع الطبي في الإمارات، على مواكبة آخر التطورات العلمية في مجال مكافحة فيروس «كوفيد-19»، مشيرة إلى توافر ثلاثة أنواع جديدة من الفحوص يمكن استخدامها لتشخيص حالات الإصابة بـ«كورونا» في أقسام الطوارئ أو مراكز الرعاية العاجلة، التابعة للمنشآت الصحية في أبوظبي، الأمر الذي يسرع اكتشاف الحالات التي لديها أعراض لاتخاذ الإجراء الطبي المناسب معها.
وبيّنت أن بعض اللقاحات المتوفرة تقدم من عمر 16 عاماً والبعض الآخر بدءاً من عمر 18 عاماً، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تظهر مستقبلاً نتائج دراسات تجرى لتقديم اللقاح للأطفال، حيث تخضع حالياً 3 تطعيمات للدراسة السريرية لتقديمها مستقبلاً للأطفال.
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني: إن التوسع في إجراء الفحوصات ساهم في اكتشاف أكبر عدد من الإصابات ولاسيما من الأشخاص الذين لا يعانون أعراضاً، حيث اكتشفنا أن من 40% إلى 50% من الأشخاص المصابين بالفيروس لا يعانون أعراضاً.
وساهم تكثيف إجراءات التقصي والفحص في الدولة وتوسيع نطاق الفحوصات في الكشف عن 3,966 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد من جنسيات مختلفة، وجميعها حالات مستقرة وتخضع للرعاية الصحية اللازمة، وبذلك يبلغ مجموع الحالات المسجلة 293,052 حالة.
كما أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اليوم عن وفاة 8 حالات مصابة نتيجة تداعيات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبذلك يبلغ عدد الوفيات في الدولة 819 حالة.
وأعربت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن أسفها وخالص تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين، مهيبة بأفراد المجتمع التعاون مع الجهات الصحية والتقيد بالتعليمات والالتزام بالتباعد الاجتماعي ضماناً لصحة وسلامة الجميع.
كما أعلنت الوزارة عن شفاء 3,294 حالة جديدة لمصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” وتعافيها التام من أعراض المرض بعد تلقيها الرعاية الصحية اللازمة منذ دخولها المستشفى، وبذلك يكون مجموع حالات الشفاء 267,024 حالة.
كما أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن تقديم 104,200 جرعة خلال الساعات الـ 24 الماضية وبذلك يبلغ مجموع الجرعات التي تم تقديمها حتى اليوم 2,868,645 جرعة ومعدل توزيع اللقاح 29.00 جرعة لكل 100 شخص.
يأتي ذلك تماشيا مع خطة الوزارة لتوفير لقاح كوفيد-19 وسعياً إلى الوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم والتي ستساعد في تقليل أعداد الحالات والسيطرة على فيروس “كوفيد-19”.