ما يذكر فن التشكيل في السودان إلا ويقفز للذهن اسم الفنان التشكيلي السوداني العالمي د. راشد دياب كونه واحداً من أبرز رموز الفن السوداني، الذي استطاع أن يعبر بريشته عن كثير من القضايا.
وأصبح حلم الفنان التشكيلي راشد دياب حقيقة بعدما أنشأ مركزه الذي عرف باسمه «مركز راشد دياب للفنون» بضاحية الجريف غرب بالعاصمة الخرطوم.
كنت انزعج لصورة السودان في العالم مما يزيد إصراري على إنجاز هذا المشروع الكبير.. هكذا يحدث دياب، وبعد أن تحقق حلمه ظل المركز حاضراً في كل الأنشطة الوطنية خاصة التي تتعلق بالسلام في بلد لم ينعم بالاستقرار لأكثر من نصف القرن.
«البيان» اقتنصته وهو يشارك ضمن منتدى السودان للسلام الذي يقيمه مركز أبحات السلام بجامعة الخرطوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالسودان وأجرت معه هذه المقابلة.
التنمية الشاملة تهم الجميع بكل مشاربهم خاصة الفنانين هكذا رأى الفنان راشد دياب حديثه مع «البيان». وأضاف أنه «لا بد من السعي لتحقيق ذلك من جميع مبدعي السودان ونحن في مجال الفن التشكيلي أقمنا ورشة للتعبير عن السلام بالجمال، فالجمال والسلام صنوان لا يفترقان أينما وجد السلام وجد الجمال.
وهذا الحوار الذي بدأ في السودان الغرض الأساسي منه هو الوصول إلى سلام، هذه الورشة تناولت الحوار النظري والفكري حول موضوع السلام وتطرقت إلى كيفية التعبير بالشكل واللون والرمز عن مفهوم السلام».
يقول دياب إن الدولة في الماضي لم تكن تساعد الفنانين في القيام بواجبهم تجاه وطنهم ودورها كان ضعيفاً لاعتمادها على الإعلام الرسمي الموجه الذي أضر بالقضية الأصلية لأنه يقوم على إخفاء الكثير من المشاكل التي يجب إبرازها.
فالناس تريد معرفة المأساة الحقيقية لمعالجتها بدلاً عن «دسها»، فالإعلام يحتاج لوضوح وصراحة، وثقافة «دسدسة» القضايا في الإعلام أصبحت ظاهرة، ويسأل لماذا الكثير من القضايا يسمع بها السودانيون من الإعلام الخارجي؟ هذا سؤال يجب أن يوجه للجهات القائمة على أمر الثقافة والإعلام في البلاد.
ويشير الفنان التشكيلي راشد دياب إلى أن مساهمة الفن السوداني من أجل تحقيق السلام في السودان قائمة وللفنانين بصورة مباشرة وغير مباشرة دور في السلام وفي الحرب، فهناك الكثير من الأغاني التي ترددها الحكَامات (مغنيات الفلكور) مثلاً أسهمت بشكل مباشر في اشتعال الحروب التي تشهدها البلاد .
وكذلك أغاني الحماسة وغيرها وهي مشاكل متواجدة بالثقافة المحلية تؤثر على روح السلام، وأنهم كونهم فنانين يسعون لمحاربتها من خلال الفن الإيجابي، فالشجاعة والحرية لها أهداف فهي ليست مفتوحة وإنما الغرض منها هو تحقيق السعادة والراحة والرفاهية للإنسان.
ويري دياب أن الفنون يمكن أن يكون لها دورها الكبير في «ترسيخ ثقافة السلام، ويشير إلى أن واجب الدولة دعم كل الفنون بما فيها التشكيلي والغنائي لإنعاش الإنسان السوداني ومنحه إحساساً بالوجود، فالفن دائماً كان مرافقاً من جانبين السلبي والإيجابي، ونحن الآن نسعى بكل ما أوتينا من إبداع للتركيز علي النواحي الإيجابية من خلال الفنون التي تدعم الأواصر الاجتماعية.
وفي إطار بحثنا عن تلك الاتجاهات الإيجابية اكتشفنا الكثير من الأخطاء في الأمثال الشعبية ونسعى من خلال الفن لتجميلها ومحاولة محو الضار منها من الذاكرة المجتمعية باعتبارها تكرس للفرقة وتحمل مفاهيم غير صحيحة».