عبرت واشنطن عن قلقها من إعلان موسكو نيتها نشر صواريخ متطورة في حميميم، معتبرة ذلك «أمراً خطراً»، في حين أفادت مصادر أن عشرات من العسكريين الأميركيين وصلوا إلى عين العرب في سوريا، بهدف تدريب مقاتلين أكراد لمواجهة تنظيم داعش. في وقت جددت السعودية تأكيداتها أن الخيار العسكري في سوريا لم يسقط بعد.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن الخيار العسكري في سوريا مازال مطروحاً وإن دعم المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد سيستمر، لافتاً إلى أن أمام الرئيس السوري بشار الأسد خيارين، إما أن «يرحل بعملية سياسية وإما يُبعَد بعملية عسكرية».
وجاء كلام الجبير في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره النمساوي سيباستيان كورتس، الذي يقوم بزيارة الرياض، مؤكداً توافق السعودية مع النمسا، وفق مقررات اجتماعات «جنيف 1».
وأوضح الجبير أن الخلاف الوحيد هو على موعد رحيل الأسد، لافتاً إلى أن السعودية على اتصال بفصائل سورية معارضة، وأن المملكة ترغب بضم أطياف واسعة من المعارضة، في الداخل والخارج، عسكرية ومدنية، من أجل دعوتهم لاجتماع الرياض المرتقب، منتصف ديسمبر المقبل.
وفي الأثناء، أعلن مسؤول أميركي كبير أن إعلان روسيا نيتها نشر صواريخ مضادة للطائرات متطورة جداً في قاعدة حميميم في سوريا يثير «قلقاً جدياً» لدى العسكريين الأميركيين.
وأعلن وزير الدفاع الروسي نشر صواريخ مضادة للطائرات من طراز س-400 في القاعدة الروسية في سوريا، ما يتكامل مع إرسال الطراد قاذف الصواريخ موسكو إلى المياه مقابل سواحل سوريا. ويصل مدى هذه الصواريخ إلى 400 كيلو متر، ويمثل تهديداً حتمياً لطائرات التحالف.
وقال المسؤول الأميركي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن «الأمر يتعلق بنظام سلاح حديث يمثل تهديداً كبيراً على الجميع». وأضاف «لدينا قلق جدي حول العمليات الجوية في سوريا».
واعتبر مسؤول أميركي آخر فضل عدم الكشف عن هويته أيضاً أن الصواريخ الروسية لا يجوز أن تعيق طلعات التحالف. وقال: لن نتدخل في العمليات الروسية وهي لن تعيق عملياتنا. لا يوجد أي سبب كي نستهدف بعضنا البعض. وأشار هذا المسؤول أيضاً إلى أن روسيا نشرت أكثر من 30 دبابة من طراز تي-90 وتي-72 في اللاذقية.
ولا نعرف مع ذلك ما إذا كانت القوات الروسية هي التي ستستعملها أو أنها ستكون بتصرف الجيش السوري. ومن جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة أعزاز والمنطقة المحيطة بمعبر باب السلامة على الحدود التركية في محافظة حلب تعرضتا لغارات يعتقد أن مقاتلات روسية نفذتها.
ويعيش في أعزاز تركمان سوريون، كما في حلب واللاذقية. وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة بجروح في الغارات وفق الناشط السوري مأمون الخطيب الذي قال إن معظم الضحايا من سائقي الشاحنات.
وإلى ذلك، أعلنت مصادر متطابقة للجان التنسيق المحلية في سورية عن وصول عشرات العسكريين الأميركيين إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا خلال الأيام القليلة الماضية عبر تركيا.
وقالت اللجان إن نحو 50 عسكرياً أميركياً، بينهم ضباط، وصلوا إلى داخل الأراضي السورية بهدف تدريب مقاتلين أكراد لمواجهة تنظيم داعش.