كنت أستمع ذات يوم من زمن قريب إلى الإذاعة المميزة عندي مستمتعاً بحديث أحد المشايخ الذين أكن لهم كل الحب وفعلاً الحب فالله والتقدير والإحترام ، وكان الموضوع الذي يطرحه فضيلة الشيخ شيّق للغاية ومفيد ودرس من دروس الدين والسنه والحياة المثالية والموضوع هو في ( إغتنام الفرصه في الرجوع إلى الله عزّ وجلّ ) ، سأقف هنا وأحكي قصة ثم أواصل مع موضوع الإذاعة.
ذات يوم كنّا في المسجد في صلاة الجمعة وأعتلى المنبر الخطيب وهو من سن أبنائي ولكنه كان فلته بكل تفاصيل وقوة مهارات الخطابة والتمييز و في الوقوف أمام الأخرين وقد أنتهينا من رمضان وأتت الست من شوال ، وكان حريصاً للتذكير في هذه الأيام حيث قال: يا عباد الله أنصح نفسي وأنصحكم في إستغلال هذه العبادة وإستغلال الوقت في هذه الأيام حيث الأجر الكبير ومغفرة من ربكم.
بعد النهاية من الصلاة إقتربت منه قائلاً : أنت تستغل المصلين !! فأنبهر من طرحي وتفاجأ وأنصدم وقال لي : لا لا لا خير لماذا ؟ ، قلت له لماذا غضبت من كلمة إستغلالي ؟ فقال لم أغضب وهو متوتر ومستغرب !! قلت له : طوال الخطبة يا شيخنا وأنت تقول أستغلوا أستغلوا ؟ ولم تأتي بكلمة ( إغتنموا إستشمروا أو أستثمروا )، أنتبه للمصطلح.
وهنا أعود إلى الإذاعة وشيخنا الفاضل حيث شدّتني له تلك الكلمة ( إستغل ) ومضيت جاهداً لأجد رقم هاتفة وبمعاونة بعض الأخوة حصلت على الرقم وقمت بمراسلته ولكن لم أذكر له هذا الموضوع لإحترامي له.
الموضوع هو هناك فرق بين ( الإستغلال و الإستشمار ) وهذا ما يجب مراعاته عند الحديث فكل منطوق يصل إلى العقل قبل سماعة من أحد آخر وفي المقام الأول يتأثر صاحبه أكثر من متلقية.
الإستغلال مصطلح سلبي جداً وأتمنى من الأخوة الخطباء والمتحدثون إعادة النظر في إستخدامات الألفاض لأن تأثيرها بالغ الأهمية.
سيدات سادتي .. الإستغلال سرقة !! والإستشمار مشروع فنجعل من العودة لله سبحانة مشروع كل إنسان من خلال ألفاظنا ، ونتعود على كلمة إستثمر أو إغتنم الفرص.
لكم التحية .. ودمتم سالمين
بقلم: عبدالله سعيد بن شماء
رئيس مجلس إدارة مركز الإمارات لإستشارات الموارد البشرية والتطوير
Bin_shama@yahoo.com