وجّه الجيش الوطني الليبي ضربة قوية لميليشيات الوفاق المدعومة بمرتزقة أردوغان، عندما قصفت مقاتلات سلاح الجو أرتالاً مسلحة في منطقة وادي بي غربي سرت، كانت بصدد محاولة التسلل إلى منطقة الخط الأحمر.
وقال مصدر عسكري لـ«البيان» إن القصف استهدف ما لا يقل عن 50 عربة مسلحة لجماعة المرتزقة والإرهابيين، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وأن الأرتال انطلقت من محيط مدينة بني وليد التي تفصلها عن سرت مسافة 300 كلم، وكانت تتجه للتسلل نحو منطقة أبوقرين الواقعة 130 إلى الغرب من سرت، قبل أن يغير عليها سلاح الجو.
وذكرت مصادر متطابقة أن الغارات كانت جنوبي منطقة أبوقرين على الطريق المؤدي إلى بلدة أبونجيم التابعة إدارياً لبلدية الجفرة، مؤكدة أن السكان المحليين سمعوا صوت انفجارات شديدة من جهة بلدة وادي بي.
وأضاف المصدر أن الأرتال كانت تتحرك في منطقة استراتيجية متاخمة لمناطق الخط الأحمر سرت الجفرة، وأن قصفها من قبل الطيران الحربي للقوات المسلحة، كان رسالة مضمونها أن كافة تحركات العدو خاضعة للرصد والمتابعة.
وأفادت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي، في ساعة مبكرة من صباح أمس، بأن «مقاتلات سلاح الجو التابع للقوات المسلحة العربية استهدفت رتلاً تابعاً لميليشيات الغزو التركي في (منطقة) وادي بي».
إلى ذلك، لوحظ أمس انتشار واسع لمرتزقة أردوغان وميليشيات حكومة الوفاق في مناطق سوق الخميس ومسيحل وترهونة، جنوبي طرابلس، وقال شهود عيان لـ«البيان» إن أرتالاً تضم أعداداً ضخمة من العربات المسلحة انتشرت في تلك المناطق بشكل مفاجئ، وخاصة على الحدود الشمالية لمدينة ترهونة الخاضعة لسيطرة الميليشيات منذ انسحاب الجيش منها في أوائل يونيو الماضي.
ورجحت مصادر محلية أن يكون الانتشار الواسع ناتجاً عن معلومات راجت عن إمكانية إطلاق قوات ترهونة الموالية للجيش الوطني هجوماً لتحرير المدينة من جماعات المرتزقة والإرهابيين رداً على حالة التدمير الممنهج الذي تعرضت له وجرائم القتل والتنكيل والتعذيب والتشريد التي طالت السكان المحليين من قبل ميليشيات الوفاق المدعومة من قبل الغزاة الأتراك.
وكان اللواء التاسع الذي يضم آلاف المقاتلين من أبناء ترهونة ومناطق مجاورة قد استجاب لدعوة قيادة الجيش للانسحاب من المدينة، لكن جرائم الميليشيات والصراع القائم بينها على الغنائم وتدهور الوضع الأمني، طرح خلال الأيام الماضية إمكانية عودته للدفاع عن السكان المحليين.