دانت دولة الإمارات العربية الهجوم الإرهابي المسلح في باماكو عاصمة جمهورية مالي الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان موقف دولة الإمارات الثابت الذي ينبذ الإرهاب بكل صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومبرراته والجهة التي تقف وراءه. وأكدت الخارجية تضامنها الكامل مع جمهورية مالي في مواجهة الإرهاب، معربة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وطالب البيان بتكثيف وتضافر جهود المجتمع الدولي لضمان اجتثاث آفة الإرهاب الخطيرة التي تتناقض مع القيم الأخلاقية والإنسانية كافة.
في الأثناء، ينهمك المحققون في مالي في البحث عن أدلة حول الهجوم الدموي على فندق راديسون بلو في باماكو الذي أوقع نحو 20 قتيلاً الجمعة، وأعلنوا أنهم يدرسون «فرضيات عدة».
وقال مصدر في الشرطة المالية لوكالة فرانس برس: «نحن ندرس فرضيات عدة»، مضيفاً أنه تم «أخذ أغراض» من داخل الفندق «تعطي مؤشرات»، لكن من دون تحديد طبيعتها.
وأفاد مصدر أمني مالي أن ثلاثة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الهجوم الذي تبنته جماعة المرابطون بزعامة الإرهابي الجزائري مختار بلمختار «بمشاركة» تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي «تجري ملاحقتهم».
وبعد 48 ساعة على الهجوم الدموي الذي استهدف هذا الفندق الفخم الذي يرتاده دبلوماسيون ورجال أعمال وأجانب، عززت الإجراءات الأمنية في محيط الفنادق الكبرى. كما سجل انتشار أمني في محيط البلديات والمصارف.
وقال رئيس مالي ابراهيم ابوبكر كتيا أول من أمس، في ختام زيارة إلى الفندق المستهدف: «ليس هناك أي مكان في العالم اليوم بمنأى من وحشية هؤلاء الهمجيين القادمين من عصور أخرى». وأضاف: «إنهم لا يعرفون قيمة الحياة، ولذلك يتعين علينا جميعاً أن ننتبه».
ووصل الرئيس السنغالي ماكي سال الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى باماكو كي يعبر عن دعمه لمالي بعد هذه الأحداث الأليمة.
وقال بعدما استقبله الرئيس كيتا: «مالي لن تكون وحيدة أبداً» في مواجهة الإرهابيين.
وفي باماكو عادت الحياة إلى طبيعتها، وجابت مواكب زواج عدة العاصمة رغم حال الطوارئ السارية والتي تحظر عملياً أي تجمع.
وستبدأ مالي اليوم الاثنين حداداً وطنياً لثلاثة أيام. ومنذ الجمعة تكثف السلطات المالية الدعوات إلى التيقظ في مواجهة التهديد الإرهابي.
إلى ذلك، أشار محلل شؤون الإرهاب في قناة «سي. إن. إن»، بول كروكشانك، إلى وجود مؤشرات تدل على أن احتجاز الرهائن يحتمل أن يكون دليلاً على «تنافس» بين التنظيمات الإرهابية.
وقال كروكشانك إن عدداً من وسائل الإعلام الناطقة باسم جماعات إرهابية أشارت إلى تبني تنظيم القاعدة في بلاد المغرب مسؤوليته عن الهجوم بالتعاون مع حركة «المرابطون» التي أسسها مختار بلمختار.
وأضاف كروكشانك: «إن كانوا بالفعل هم من قاموا بالهجوم، فإن تلك تعتبر محاولة للتنافس مع تنظيم داعش، وذلك بسبب البروباغاندا التي انتصر بها تنظيم داعش خلال الأسابيع الأخيرة مع الهجوم على الطائرة الروسية وما حصل في باريس»، مشيراً إلى احتمالية رد «داعش» بهجوم آخر، مضيفاً «هذه منافسة تدعو إلى القلق الشديد بين هذين التنظيمين».
وقال كروكشانك إن منفذي الهجوم على باماكو تعمدوا التفريق بين المسلمين وغير المسلمين، وهذا يشابه الإرشادات التي أطلقها زعيم القاعدة عام 2013، أما تنظيم داعش فلم يضع مثل هذه الإرشادات، وإن مثل هذا التصرف قد يعد مؤشراً آخر على أن تنظيم القاعدة هو الذي كان مسؤولاً عن الهجوم على الفندق بمالي.