اكتشف علماء أمريكيون، مؤخرا، “الإنزيم” الذي يستغله فيروس كورونا المستجد حتى يتسلل إلى جسم الإنسان ويصيبه بمرض “كوفيد 19”.
وبحسب موقع “سكاي نيوز”، فإن الفيروس يحتاج إلى الاحتيال على الجهاز المناعي لدى الإنسان حتى يتمكن من الوصول إلى الخلايا.
ويشرح الباحثون أن الموظف مثلا يحتاج إلى الإدلاء ببطاقة، أو رمز تعريفي حتى يدخل مقر العمل، وهذه المراحل المعقدة شبيهة بما يجتازه الفيروس من عقبات قبل الوصول إلى الخلايا.
وتمكن العلماء من تحديد بنية إنزيم يعرف في الوسط العلمي بـ”nsp16″، ويجري استخدامه عادة من قبل فيروس كورونا المستجد لأجل خداع الجهاز المناعي والوصول إلى الخلايا المضيفة.
وحين يتمكن الفيروس من إحداث هذا الاختراق، عن طريق “إنزيم التمويه”، يصبح قادرا على التكاثر في الجسم.
تبعا لذلك، فإن فهم الطريقة التي يعمل بها الإنزيم من شأنه أن يساعد على تطوير علاج ضد مرض “كوفيد 19” الذي أصاب ملايين الأشخاص في العالم منذ ظهوره في الصين، أواخر العام الماضي.
وربما يلجأ الباحثون، مستقبلا، إلى تقنيات تفرضُ قيودا على الإنزيم في جسم الإنسان، وهذه الخطوة ستعرقل وصول الفيروس إلى الخلايا.
ويجري استخدام هذا الإنزيم في العادة لأجل إدخال تعديل على “الحمض النووي الريبوزي” أو ما يعرف اختصارا بـ”RNA cap”؛ وهو عبارة عن توقيع يبعث إشارات إلى الخلايا بشأن البروتينات التي يتعين إنتاجها، لأنها الأصح والأنسب.
وأوضح الباحث يوغيش غوبتا، وهو الأكاديمي المشرف على الدراسة، في مجلة “نيتشر كويمينيكايشنز”، أن هذه العملية التفاعلية تشهدُ خداعا وتمويها.
وأوضح غوبتا أنه بسبب هذا التعديل، صار إرسال الفيروس في الحمض النووي الريبوزي، بمثابة جزء من الشيفرة الخاصة بالخلية، أي لا يجري التعامل معه بمثابة عنصر دخيل.
وبفضل الدراسة التي أشرف عليها يوغيش، تم اكتشاف بنية ثلاثية الأبعاد للإنزيم المسؤول عن مرض “كوفيد 19″، وكيف يستغل هذا الأمر لأجل التكاثر.
ويؤكد الباحث روبرت هروماس، أن التصدي لهذا الإنزيم من شأنه أن يساعد على التصدي لفيروس كورونا المستجد واسمه العلمي “سارس كوف 2”.
ووصف هروماس هذا الاكتشاف الطبي بالتقدم البارز في فهم فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 637 ألف شخص في العالم حتى اليوم.