التنافسية بوصلة أساسية للصدارة وتحقيق المركز الأول، التنافسية تدفع الإنسان للتفوق على نفسه وتدفع المؤسسات للتفوق على غيرها. التنافسية مبدأ مهم في سلوكنا، نافس نفسك أو غيرك ، نافس للحصول على مراكز أولى محلياً وعالمياً. التنافسية هي عملية مستمرة ودائمة تعتمد على التطوير المتكامل والتحديث الشامل لمختلف العمليات والخطط الاستراتيجية بالتزامن مع إجراء مقارنات معيارية مع المنافسين لرصد الأداء وتحليل آليات التفوق وإزالة أي تحديات قد تعترض مسيرة الحياة.
وتستهدف التنافسية بناء دولة تستفيد من بيئة سياسية توفر لرأس المال البشري والموارد الطبيعية إمكانية الارتقاء بالإنتاجية، وتعزيز الاقتصاد بكافة قطاعاته التي تتمتع بالقيمة المضافة العالية، ما يؤدي إلى رفع مستويات الازدهار.
بالرغم من كون دولة الإمارات حديثة العهد، إلا أنها أثبتت قدرتها على انتهاج أبرز المعايير والمقاييس العالمية في الحوكمة ضمن جميع القطاعات انطلاقاً من تمكين الاقتصاد وصولاً إلى تنمية ودعم الابتكار وعلوم الفضاء. وتشير المؤشرات إلى قدرتها التنافسية، وقدرتها على مجاراة الدول الكبيرة، والاقتصادات العالمية المتطورة . وتحقيق نمو مستدام ورسم ملامح مستقبل مزدهر للأجيال القادمة ، واعتلاء قمم جديدة في مختلف القطاعات مثل الابتكار والذكاء الاصطناعي وعلم الفضاء.
دولة الإمارات نافست أكبر الاقتصادات العالمية العريقة والدول المتقدمة وتبوأت المراكز الأولى في العديد من المؤشرات في تقارير التنافسية العالمية. بسبب الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة وتضافر وتكامل الجهود لجميع المؤسسات والحرص على التطوير وتنفيذ المبادرات والبرامج والاستراتيجيات ، وبالتالي الارتقاء بالأداء التنافسي العالمي للدولة وتحقيق رؤية الإمارات 2021 بأن تصبح الدولة واحدة من أفضل دول العالم ، وتغدو عاصمة للاقتصاد والسياحة والتجارة لما يزيد على ملياري شخص.
إن وصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، (لا تكن من غير منافس) هي دستورٌ وإلهامٌ للجميع ، مبدأ مهم في سلوكنا نحن البشر، التنافسية أسلوب حياة من غيرها تتراجع الهمم، وتنطفئ الحماسة وتفتر العزائم.
بقلم د. فاطمة الدربي
خبير تسامح ورئيس مجلس ادارة جمعية الدراسات الإنسانية