لا مستحيل مع الإمارات فتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تسطير إنجازات نوعية تعانق الفضاء، وتتجه بوصلة الإنجازات صوب المريخ مع تبقي ساعات ودقائق معدودة على انطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”.
دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم “مسبار الأمل”. لتكون الدولة بذلك الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.
وتتجلى أهداف المهمة في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة.
انه فخر لكل العرب والعالم الإسلامي لإطلاق “مسبار الأمل” هذه الرؤية الثاقبة، والبصيرة المستنيرة بالأمل هي الرهان الحقيقي في إحراز فكرة التقدم، والوقوف في الصف الأول بين الأمم المتقدمة، فقد مضى زمن طويل على العالم العربي والإسلامي وهو يقف موقف المتفرج على الإنجازات العلمية الباهرة، التي تنجزها الإنسانية في مختلف أصقاع الأرض، وقد آن الأوان لهذه الأمة المتحضرة، التي كانت تضيء جنبات الأرض بأنوار العلم والمعرفة أن تعود إلى المشهد الإنساني، وتسهم في تطوره وتقدمه إسهاماً يليق بمكانتها الحضارية، تفتخر بالإنسان العربي، وتنفق بسخاء ومسؤولية في سبيل استعادة الحضور العالمي للعرب والمسلمين، وهو ما يتجلى في أروع صوره الباهرة في البرامج العلمية الضخمة، التي يرعاها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد بقلبه وعقله وإرادته الصلبة التي لا تعرف المستحيل.. وبالنبرة الفخورة بهذا الإنجاز العلمي المتقدم ختم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد كلمته بقوله: (إن مسبار الأمل هو إنجاز يمثّل نقطة تحوّل للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء.. الوصول للفضاء لم يكن هدفه علمياً فقط، بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون، وبأن لا شيءَ مستحيل… وبأنّ قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء).
أمجاد جديدة ينظر إليها أبناء الإمارات عبر هذا الإنجاز، الذي يتطلعون من خلاله إلى مستقبل مختلف تماماً، ويرفعون به سقف طموحاتهم، كما يلهمهم قائد الإيجابية والتفاؤل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يؤكد أن أمجادنا التي وصلت إلى النجوم ليست أمراً جديداً بقول سموه: «نظر أجدادنا للنجوم في رحلاتهم البحرية لبناء أمجادهم واليوم ينظر لها أبناؤنا لبناء مستقبلهم».
مسبار الأمل يعتبر منارة لكل الشعوب العربية والاسلامية، ويؤسس لمسار التقدم وتعزيز الثقة بالنفس، ويأتي المشروع ترسيخاً لمكانة الإمارات العالمية، من خلال مواصلة جهودها المستمرة لتحقيق الريادة في مختلف المجالات والقطاعات ومنها قطاع الفضاء، ولذلك يدعم مسبار الأمل الدولة كونها شريكاً استراتيجياً عالمي في هذا المجال، بما لديها من تاريخ حافل بالتنمية والابتكار والتعاون الدولي.
إن دولة الإمارات بإنجازاتها العظيمة وطموحاتها اللا محدودة تقود العرب جميعاً إلى المستقبل المشرق الذي يحلمون به، حيث إن الأوطان تكبر وتزدهر بطاقات شبابها، فهم صُنّاع المستقبل الذين يحملون مسؤولية إكمال مسيرة الإنجازات التي بدأها الآباء المؤسسون، وتعزز الأمل في نفوسهم، بأنهم قادرون على استئناف مسيرة حضارتهم العظيمة والمساهمة الفاعلة في صناعة مستقبل العالم كله بالعلم والعزيمة والرؤية الطموحة التى تسعى لإن تكون في المركز الأول ولا تعرف المستحيل.
بقلم: محمد عبدالمجيد على