|  آخر تحديث يوليو 6, 2020 , 22:08 م

فريق “مسبار الأمل” في اليابان يواصل العمل استعداداً للإطلاق


فريق “مسبار الأمل” في اليابان يواصل العمل استعداداً للإطلاق



بدأ العد التنازلي لموعد إطلاق “مسبار الأمل” المقرر عند الساعة 00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات يوم الأربعاء الموافق 15 يوليو الجاري من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان.

ويواصل فريق الكوادر الإماراتية الشابة العمليات والاختبارات والتجارب النهائية لإعداد مسبار الأمل للإطلاق تتويجاً لستة أعوام من الجهود العلمية واللوجستية لإنجاز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

ويعمل فريق الكوادر الإماراتية على مدار الساعة لإنجاز الاستعدادات الأخيرة وفق جدول زمني محدد بدقة وجملة مهام اختبارية متصلة على مدى 50 يوم عمل يتناوب عليها أعضاء الفريق وفق منهجية تعدد المهام والمهارات التي طورها الفريق خلال أشهر ومكّنته من التعامل بمرونة مع الإجراءات الاستثنائية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 من دون التأثير على موعد إطلاق المسبار.

ويواصل الفريق الإماراتي ومنذ وصول المسبار إلى محطة إطلاقه في اليابان اختبار كافة وظائف المركبة الفضائية قبل موعد إقلاعها المقرر منتصف الشهر الجاري بما في ذلك أنظمة الاتصال والبرمجيات والملاحة والتحكّم عن بُعد والقيادة إضافة إلى أنظمة الطاقة ودفع المسبار.

وعقب الإجراءات الوقائية الصحية التي تم تطبيقها في مختلف الدول لاحتواء فيروس كورونا المستجد انقسم فريق عمل نقل مسبار الأمل إلى اليابان إلى 3 فرق للتعامل مع كافة مراحل العملية وضمان تحقيق الجهوزية للإطلاق في الموعد المحدد.

واستبق الفريق الأول وصول المسبار إلى اليابان بوصوله هناك بتاريخ 6 أبريل 2020 وخضوعه للمدة القياسية للعزل الصحي ليخرج بعدها لاستقبال المسبار وتسلمه من الفريق الثاني الذي وصل اليابان في 21 أبريل ودخل بدوره فترة الحجر الصحي الاحترازي واليوم يتناوب الفريقان على مهام الدعم المتعددة بحكم خبرات أعضائه المتنوعة استعداداً لساعة الصفر يدعمهما من الإمارات فريق ثالث جاهز للمساندة في كافة المراحل.

ويقود الفريق الإماراتي الموجود حالياً في مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان المهندس سهيل بطي الظفري المهيري نائب مدير المشروع ومدير فريق تطوير المسبار بمركز محمد بن راشد للفضاء ويتألف الفريق من كل من أحمد اليماحي ومحمود العوضي ومحمد العامري وهم من مهندسي الأنظمة الميكانيكية والمسؤولين عن رفع المسبار على صاروخ الإطلاق.

كما يضم الفريق عيسى المهيري المسؤول عن شحن بطاريات المسبار ومراقبة ورصد المركبة الفضائية، ويوسف الشحي المسؤول عن إحكام إغلاق العازل متعدد الطبقات لخزان الوقود (MLI) وقابس التزود بالطاقة.

فيما يتولى عمر الشحي وهو قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق اختبار ومراقبة فعالية وأداء المسبار، ومعه في ذات المهمة خليفة المهيري المسؤول عن مراقبة ورصد وضمان سلامة المسبار.

وقال المهندس سهيل بطي الظفري المهيري نائب مدير المشروع ومدير فريق تطوير المسبار بمركز محمد بن راشد للفضاء “نحن فريق متكامل من مهندسي ضمن فريق الفحص والدمج وفريق هندسة النظم وكنائب لمدير المشروع أتولى مسؤولية التأكد من جهوزية المركبة قبل الإطلاق وأثناء الدمج لضمان التواصل معها من الأرض”.

وأضاف: “نعمل على المشروع بروح الفريق الواحد وبطموح لا حدود له لأن مسبار الأمل يؤكد على أننا قادرون في دولة الإمارات والعالم العربي على إنجاز مشاريع ضخمة وقفزات علمية مهمة من خلال الرؤية والثقة بالقدرات والإمكانات والطاقات البشرية”.

وحول تجربة العمل على المرحلة الأخيرة قبل إطلاق مسبار الأمل قال محمد العامري كبير مهندسي النظم الميكانيكية الفضائية لدى إدارة مشاريع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: “يضم فريقنا المكون من 8 أعضاء في اليابان تخصصات هندسية متعددة ومهارات متنوعة ونحن نجتمع كل صباح ونقوم بتقاسم المهام حسب جدول نتفق عليه يومياً ويعمل كلٌ منا على مجموعة من المهام وفق منهج تنوع المسؤوليات الذي تدربنا عليه وأهّلنا للتعامل مع حزمة واسعة من المهام في تخصصات مختلفة”.

وأضاف: “بعد استلامنا المسبار من محطة نغويا ومن ثم تحميله بحراً إلى مركز تانيغاشيما الفضائي حيث وصلنا إلى الجزيرة بعد 44 ساعة تقريبا بدأنا إجراءات الفحص الأساسي للتأكد من سلامة القمر بعد نقله وأدى كل فرد في الفريق مهامه منذ ذلك الوقت وحتى الآن على أكمل وجه بهدف إنجاح هذه المهمة التاريخية التي تشكل اليوم محط آمال مئات الملايين من 56 دولة عربية وإسلامية، لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ”.

وتشمل عملية تجهيز المسبار خلال فترة 50 يوماً قبل الإطلاق تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بنحو 800 كيلوغرام من وقود الهايدروزين وفحص خزان الوقود للتأكد من سلامته.

أما المهندس عمر الشحّي، من مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤول وحدة الدمج والاختبارات بالمشروع فقال: “منذ بداية المشروع بدأ العمل على تصاميم المعدات الأرضية سواء الكهربائية أو الميكانيكية بدءاً من تخطيط الاختبارات على القمر الاصطناعي، ومروراً بالبيئات اللي يواجهها المسبار في المراحل المختلفة مثل بيئة الإطلاق من اهتزازات وغيرها، والبيئة الحرارية في الفضاء (العالية والمنخفضة) وصولاً إلى تجميع وتركيب المسبار بالتنسيق مع الفرق المختلفة”.

وأضاف: “بعد استلام المسبار لدى وصوله اليابان، كان أول شيء جهزناه معدات الاختبار الأرضي للتأكد من عدم تأثره خلال الشحن، ثم باشرنا مرحلة التزود بالوقود ودمج المسبار على الجزء العلوي من الصاروخ، بعدها تبدأ مرحلة ثانية من الاختبارات لنتأكد أن المسبار لم يتأثر بعملية الدمج، ومن ثم شحن المسبار ومراقبة حالته حتى لحظة الإطلاق”.

وتابع: “المشروع يشمل باختباراته المحطة الأرضية وفريق الملاحة والقمر الاصطناعي، وآخر مرحلة هي اختبار المحطات الأرضية للتأكد أن المسبار قادر على التواصل مع المحطة الأرضية بشكل طبيعي مع القدرة على تبادل البيانات والإحداثيات؛ خاصة أن المشروع يضع ضمن أهدافه توفير المعلومات التي يجمعها في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث”.

بدوره، قال المهندس عيسى حارب المهيري، المهندس المسؤول عن أنظمة الطاقة بالفريق: “نعمل كفريق عمل واحد ونكمّل بعضنا ومسؤولياتي شملت تركيب الألواح الشمسية التي تجمع الطاقة المتجددة من أشعة الشمس والبطاريات التي تخزن تلك الطاقة وذلك بعد اختبار أدائها وتوافقها مع التصميم والخيارات المتعددة التي يمكن للمهمة أن تقوم بها عند وصول مدار المريخ”.

وأضاف: “تجميع طاقة الشمس باستخدام الألواح الشمسية أثناء رحلة المسبار إلى مدار المريخ سيكون متاحاً، لكن التحدي يكمن في تخزين الطاقة لدى وصول المسبار إلى مدار الكوكب الأحمر والبدء بالدوران حوله حيث ستختفي الشمس في أوقات معينة، عندها ستبرز أهمية البطاريات”.

وتابع: “نعمل سوياً ضمن الفريق على اختبارات البيئة لاستبعاد أية تأثيرات كهرومغناطيسية،كما عملت ضمن الفريق لتنصيب تجهيزات الدعم الكهربائي الأرضي، وسيكون ضمن مسؤولياتي التأكد أيضاً من شحن كافة بطاريات المسبار بشكل كامل قبل موعد الإطلاق”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com