تواصل تدهور الاقتصاد اللبناني على مدى الشهور الماضية بمعدلات خطيرة، من دون أن تظهر أي مؤشرات على حصوله على دعم إقليمي أو دولي، بعد أن نأت دول المنطقة والعالم عنه، بسبب هيمنة حزب الله على مقدرات البلاد، وسياساتها الإقليمية والدولية.
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تصريحات لشبكة تلفزيون «سي.إن.بي.سي» «شهدنا تراكم المشاكل في لبنان، وشهدنا أيضاً إملاء للخطاب السياسي من جانب حزب الله، الذي يملك فعلياً جيشاً داخل الدولة». وأضاف معاليه أن الإمارات، حذّرت بيروت مراراً من تدهور العلاقات مع دول الخليج العربية، وقال «إذا أحرقت جسورك، فسيكون من الصعب عليك جداً استخدام الرصيد الهائل من حسن النية، والرصيد الهائل من الدعم المالي الذي يحتاج إليه لبنان».
وقال الدكتور قرقاش، إن ما يشهده لبنان من انهيار اقتصادي، مقلق للغاية، لكن لبنان مسؤول عن تدهور علاقاته العربية، وعلاقاته الخليجية، على مدار السنوات العشر الماضية، وهو يدفع جزئياً ثمن ذلك. وأكد معاليه أن الإمارات لن تقدم الدعم المالي، إلا بالتنسيق مع الدول الأخرى. وأوضح بقوله «إذا شهدنا بعض أصدقائنا والقوى الكبرى المهتمة بلبنان، يعملون على خطة، فسنفكر في الأمر».
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أول من أمس، أن الولايات المتحدة، مستعدة لدعم لبنان، إذا تصرف دون أن يكون أسيراً لجماعة حزب الله المسلحة، التي كانت وراء تشكيل الحكومة الحالية. وكانت دولة الإمارات، ودول الخليج العربية بشكل عام، قد دأبت على مدى العقود الماضية، على منح مساعدات كبيرة للبنان، لدعم اقتصاده الهش، لكن أوقفت الدعم، بسبب هيمنة ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، على النظام والسياسات الحكومية في البلاد. يذكر أن أسباب الأزمة المالية في لبنان، تشمل تفشي الفساد، وهدر موارد البلاد، على مدى عشرات السنين.