شهدت الجلسة الأولى للمؤتمر الرياضي الدولي، الذي عقده اتحاد الكرة اليوم «الأربعاء»، عبر الاتصال المرئي «عن بعد»، نقاشاً مهماً عن الظروف التي تمر بها الاتحادات بسبب جائحة “كورونا”، حيث تركز النقاش عن تحدي العودة للتدريبات والمباريات والحضور الجماهيري والعائدات المالية، ومستقبل اللعبة ما بعد الجائحة.
وأكد وداتو ويندسور جون الأمين العام للاتحاد الآسيوي، أن الاتحاد القاري، بذل جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية، من أجل التعامل مع الجائحة، والتشاور مع العديد من الاتحادات الأوروبية، رغم ظروف كل اتحاد، ولكن تم الاستفادة من تجاربهم في التعامل مع الأزمة، ووضع خطة تهدف للحفاظ على صحة اللاعبين وكافة الأجهزة، فصحة الإنسان هي الأهم، ومن ثم تأتي أهمية استئناف النشاط، موضحاً أن العودة إلى ما قبل الجائحة، أمر صعب بنفس المعطيات والظروف، وعلينا العمل والتعاون من أجل مواجهة مستقبل الكرة ما بعد الجائحة.
وقال أمين عام الاتحاد الآسيوي: إننا في حاجة لفترة من الوقت، لكي تعود الأمور إلى وضع أفضل من الحالي، من حيث فتح الحدود بين الدول، وجاهزية المنشآت، واستئناف النشاط، وكلها تحديات علينا مواجهتها، ووضع الحلول لكل التحديات، كما أن العودة تنتظر كثيراً من العمل التنظيمي، والاطمئنان على تطبيق البروتوكول الطبي، وحسن التعامل مع مختلف أطراف اللعبة، ومن ثم تحدي عودة النشاط، الذي توقف من بداية الأزمة، موضحاً تأثر الاتحادات والأندية بالوضع الاقتصادي والمادي والاستثماري الناجم عن الجائحة، فالجميع تأثر، وعلينا وضع الحلول لتدارك سلبيات تلك الأزمة.
من جهته، أوضح محمد بن هزام الأمين العام لاتحاد الكرة، أن كرة القدم عامة، والكرة الإماراتية خاصة، تعلمت الكثير جراء أزمة فيروس “كورونا” (كوفيد 19)، مشيراً إلى أن الإمارات قررت عدم استكمال بطولاتها الكروية، حفاظاً على السلامة العامة للاعبين وأسرهم، وكل العاملين في قطاع كرة القدم.
وقال بن هزام: لقد تعلمنا الكثير من الأمور والمواقف الصعبة التي مرت علينا، وكان هناك تواصل مستمر مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والاتحاد الآسيوي، للاضطلاع ومعرفة بروتوكول التعامل مع الأزمة الحالية، وتفشي فيروس “كورونا”، بالفعل، هناك دول قررت العودة للتدريبات، ولكن في الإمارات، التعامل مع أرض الواقع، وإنهاء البطولة، حفاظاً على السلامة العامة.
وأضاف أمين عام اتحاد الكرة: عانينا الكثير من الضغوط الفترة الماضية، كرة القدم بالتأكيد مهمة، ولكن صحة العاملين بها والمجتمع أهم، بالتأكيد، هناك حزن لتوقف كرة القدم الأشهر الثلاثة الماضية، نشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً كل يوم، وهو عدم مشاهدة المباريات، سواء الدولية أو البطولات المحلية، وسيتغير الوضع الفترة المقبلة بالتأكيد، عقب العودة، ونحتاج إلى وقت، إضافة إلى عدم وجود الجماهير، وبالتأكيد هي أزمة كبيرة في الفترة القادمة، لكن من خلال ورش العمل التي تنظم، سنسعى إلى العودة سريعاً إلى كرة القدم بمفهومها المعروف، كرة القدم لها جزء كبير في اقتصاد الدول، من تسويق وجماهير وحقوق بث، وبالتأكيد، الكل تأثر الفترة الماضية، ونحتاج إلى استراتيجيات مختلفة الفترة القادمة».
كما أشار محمد بن هزام، إلى أن هناك تغييراً كبيراً سيحدث بعد “كورونا”، وعملياً، هناك نقطة أخرى يجب النظر إليها، وهي عقود اللاعبين، ليس في الإمارات فقط، وإنما في العالم أجمع، فهي تحتاج إلى دراسة كبيرة، خلال الفترة الحالية، وأعتقد أنها مرتفعة جداً، ومن خلال ورش العمل والمؤتمرات الخاصة بكرة القدم، سيُصحح الوضع، ونعود أقوى في المستقبل القريب، وتحقيق آمال الجماهير.
وتحدث بيير ناوبيرت رئيس قسم التسويق العالمي للدوري الألماني، عن تجربة انطلاقة «البوندسليغا» خلال جائحة “كورونا”، وقال: استأنفنا الدوري في ظروف صعبة للغاية، وكنا أول دوري ينطلق خلال الأزمة، وأقيمت المباريات في ظروف استثنائية، وسط إجراءات احترازية داخل وخارج الملعب، العودة للنشاط لم يكن قرار سهلاً على الإطلاق، وتطلّب تضافر كافة الجهود، وكانت عودة معقولة في ظروف قاهرة، وغياب جماهيري، وأري أنه قرار مؤلم، ولكن كان لا بد منه.
وواصل: محظوظون باستئناف النشاط، رغم تعدد حالات الإصابة بالفيروس، لكننا كنا محظوظين، بأن عدد الوفيات كان قليلاً، وتم التنسيق مع الحكومة الألمانية، سعياً لإسعاد المتابعين للدوري، رغم غياب الجماهير، ولكن كانت هناك مبادرات لبعض الأندية، بوضع قمصان للمتفرجين في المدرجات، وأعتقد أن الكرة بدون حضور جماهيري أمر صعب، ولكن لم تكن هناك خيارات أخرى، كاشفاً عن تأثر الدوري الألماني بالعائدات المالية، فقد كانت محصلة تسويقه قبل الأزمة 1.1 بليون دولار، وبالتنسيق مع رابطة المحترفين الألمانية، سنسعى إلى وضع حلول لنقص العائدات المالية، وحسن التصرف في الحالية.