أكد خبير التراث سعيد بن كراز المهيري، رئيس لجنة إعداد برنامج الشارة والمستشار في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، خلال حوار جرى عن بعد، أن برنامج الشارة الثقافي بث موسمه الأخير عبر قناتي بينونة والإمارات، والبرنامج هو ثمرة عمل مشترك بين لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي وشركة أبوظبي للإعلام وقناة بينونة.
وأفاد سعيد بن كراز أن المحتوى هو السبب الرئيسي لنجاح أو فشل أي برنامج تلفزيوني، وإن نجاح برنامج الشارة واستمراريته وما وصل إليه من مكانة مميزة حتى أصبح أيقونة البرامج التراثية في دولة الامارات، على مدى 11 عاماً متتالية، يعود لتمسك البرنامج بالموروث الثقافي والهوية الوطنية بكل أطيافها وبيئاتها، مشيراً إلى أن الموسم الأخير 2020، حصد أكبر نسبة مشاهدة، وكانت هناك مشاركات عربية واسعة عبر الاتصالات، ليس من منطقة الخليج فقط بل من عدد من الدول العربية مثل مصر والسودان والأردن، فالبرنامج بقوته وتنوعه وصل للكثير من الأخوة العرب.
وأضاف بن كراز أن البرنامج قدّمَ في هذا الموسم محتوىً مميزاً على مدى 33 أمسية من أماسي شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، وقد تضمنت المزيد من الأسئلة الجديدة والمتنوعة وكذلك الجوائز القيمة، حيث أن كل مشترك في البرنامج هو رابح ولا يغادر دون جائزة نقدية، بالإضافة إلى المسابقة اليومية عبر منصات البرنامج الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا أود أن أنوه أن الفائز بأسئلة هذه المنصات يحصل على جائزة نقدية في أي مكان كان وفي أي بلد، وكان جهود البرنامج في هذا الموسم تركز على تحفيز للمشاهدين بالجلوس في البيت والاستمتاع بالبرنامج وما يقدمه من معلومات ثقافية وتراثية قيمة مع فرصة الفوز بجائزة قيمة.
وأوضح أن البرنامج قدم على مدار 11 موسماً نحو 363 حلقة تضمنت معلومات متنوعة من الثقافة والتراث، مشيراً إلى إعداد المحتوى الخاص بكل موسم من مواسم البرنامج يستغرق قرابة الشهرين قبل الانطلاق على الهواء، وذلك بالعمل على المفردات والقصائد الإماراتية المغنّاة وصور ومقاطع فيديو، فضلاً عن التحضير الخاص لحلقة يوم الـ 19 من رمضان، والتي لها خصوصيتها وأهميتها البالغة، والتي تصادف يوم زايد للعمل الإنساني (ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه).
وأضاف أنه بعد الانتهاء من إعداد المحتوى يتم عرضه كل حلقة على أعضاء لجنة البرنامج، وبعد اعتمادهم الأسئلة والإجابات يتم عرضها في كل حلقة، وذلك تفاديا للوقوع في أي لُبس أو ما شابه؛ خاصة وأن أعضاء اللجنة من خبراء البر والبحر والشعر والتراث الإماراتي الأصيل.
وأشار بن كراز إلى أن أسرة البرنامج تحرص على تصميم البرنامج بما يتوافق مع الثقافة والتراث، وأن فقراته تشكل من موروثنا الثقافي، ففقرة “تيفان لول” لها خصوصيتها في البرنامج وعنوانها من بيت شعر للشاعر الإماراتي المعروف “سعيد بن عتيج الهاملي” حيث يقول:
تیفان بن ظاهر وعصر الماضي عیبن على بیتن يقال هزيل
والتیفان هو الزمان (زمان أول)، وقد حرصنا على إيجاد مثل هذه الفقرة بالبرنامج لترسيخ هذه المعاني لدى الأجيال المتعاقبة، وكذلك فقرة بنات جبار المقدمة من المجموعة العلمية المتقدمة في سویحان، ومن هنا نتقدم للمجموعة بالشكر والتقدير على دعمهم السخي والدؤوب في البرنامج.
3 كتب توثق الأسئلة التراثية
قال سعيد بن كراز المهيري، إنه قام منذ انطلاق البرنامج بإصدار جزئين من كتاب الشارة، واللذان شكلا نسخة مكتوبة من البرنامج، وقد تضمن الجزء الأول من الكتاب 2218 سؤال وأجوبتهن، فيما تضمن الجزء الثاني 2508 أسئلة وأجوبتهن، مشيراً إلى أنه بصدد إصدار الجزء الثالث من كتاب الشارة، والذي يتطلب مزيداً من الوقت والجهد ليظهر بالشكل الذي يستحق.
وأضاف أن كتاب الشارة يتوجه في مادته ومقاصده إلى شرائح المجتمع كافة، منفتحاً على بيئاتها الصحراوية والبحرية والساحلية والجبلية، ومكوناتها الاقتصادية والاجتماعية، فيقطف منها مسميات تراثية لأماكن ومواقع وأشخاص، وأنماطا لعادات وتقاليد، ونماذج لحكم وأمثال وألغاز، وقصائد ومأثورات شعبية أخرى، تتراوح في أبعادها بين الخصوصية الثقافية لمجتمع الإمارات، والامتداد الإنساني للتراث.
وفي الختام، توجه خبير التراث سعيد بن كراز المهيري بالشكر الجزيل لمعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبو ظبي، لمتابعته اليومية للبرنامج ومجرياته، والمتابعة المستمرة من السيد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات، فهما من أركان نجاح هذا العمل، ولا ننسى شركائنا في شركة أبو ظبي للإعلام وقناة بينونة، وكل من عمل جاهدا لنجاح هذا الموسم خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم أجمع (جائحة كورونا)، سائلين المولى عز وجل أن برفع عنّا وعن الإنسانية جمعاء شر هذا الوباء لنبقى معطاءين لهذا الوطن وقيادته في اليسر والعسر والبلاء، فهم يستحقون منا الكثير.