سادت حالة من الارتباك في معظم أندية دوري المحترفين، بسبب رغبة اتحاد الكرة في استكمال مسابقة دوري الخليج العربي في أغسطس المقبل، لعدم جاهزية الفرق لانطلاقة التدريبات خلال الشهر الجاري، بسبب توقف حركة الطيران المنتظم في معظم دول العالم، والإجراءات الاحترازية المقررة في حال العودة بإخضاع العائدين لحجر صحي في منازلهم لمدة 14 يوماً، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 70 % من المدربين في إجازات بأوطانهم، وأن ما يقارب من 74% من اللاعبين الأجانب في إجازات خارج الدولة، وأن حوالي 4 أندية لم تستقر على جهازها الفني حتى الآن، ما يعوق العودة المنتظرة للتدريبات، خلال تلك الفترة.

وتعاني الأندية من ضيق الوقت للاستعداد والتجهيز، حيث تتطلب عودة الدوري في أغسطس أن تعود الأندية للتدريبات خلال يونيو الجاري، وهو ما يعتبر شبه مستحيل للعديد من الأسباب، بداية من خطاب اتحاد الكرة الصادر في 28 أبريل والذي يشير للأندية إلى استئناف النشاط في أغسطس، ما أدى إلى قيام الأندية بإعادة ترتيب أوراقها بالاستغناء عن بعض اللاعبين والأجهزة الفنية، وقيام بعض المدربين واللاعبين بالسفر إلى أوطانهم، لقضاء العطلة الصيفية على أمل العودة في أغسطس، وفق تعميم اتحاد الكرة، وبالتالي يكون أمر العودة للتدريبات قبل هذا التوقيت صعب للأندية لعدم تواجد بعض مدربيها ولاعبيها الأجانب، وأبدت أندية عدة تمسكها بتعميم اتحاد الكرة بعودة النشاط في أغسطس والصادر في 28 أبريل الماضي، والذي على ضوئه قامت الأندية بإعادة ترتيب أوراقها.

كما أن الأندية لم تتلق من اتحاد الكرة ورابطة المحترفين أية قرارات رسمية بالعودة إلى التدريبات خلال الفترة الشهر الحالي أو حتى المقبل، في حال تم استكمال الدوري في أغسطس، كما لا يزال تحديد مستقبل الدوري غامضاً لم يحسم حتى الآن رسمياً، وبالتالي لا تزال الرؤية ضبابية أمام الأندية، فيما عبرت الأندية المتنافسة على القمة انزعاجها من مقترح إلغاء كافة النتائج في حال تم إلغاء الدوري، ما يشير إلى عدم وجود بطل أو تحديد للهابطين، والأمر نفسه ينطبق على الأندية التي تتنافس على التأهل لدوري المحترفين من فرق الدرجة الأولى.

وتعاني معظم الأندية من غياب مدربيها والأجهزة الفنية والطبية بسبب تمتعهم بالإجازة السنوية، حيث تشير المتابعات إلى أن 70% من المدربين خارج الدولة، فيما يتواجد بالدولة 5 مدربين فقط بينهم عبد العزيز العنبري مدرب الشارقة، ومدربو الظفرة والجزيرة وعجمان وكلباء، فيما لا تزال 4 أندية تبحث عن مدربين جدد لفريقها الأول وهي الوحدة وحتا والفجيرة وبني ياس، وبالتالي تكون العودة للتدريبات خلال يونيو الجاري صعبه، على الرغم من أن استكمال الدوري في أغسطس يلزمه إعداد وتجهيز اللاعبين في مدة لا تقل عن 45 يوماً، نظراً لطول الفترة التي توقفت فيها الأندية عن التدريبات، وتحديدًا منذ منتصف مارس الماضي.

ونفس معاناة عدم تواجد الأجهزة الفنية في البلاد، تواجه معظم اللاعبين الأجانب، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 74% من إجمالي اللاعبين متواجدون الآن في أوطانهم لقضاء إجازتهم السنوية، وأن نسبة 19% فقط هم الذين فضلوا قضاء عطلتهم داخل الدولة، وبالتالي تتواصل صعوبة الأندية في انطلاقة التدريبات، كما تعاني عدة أندية من عدم التعاقد حتى الآن مع لاعبين أجانب جدد بدلاء عن الذين تم الاستغناء عن جهودهم في الفترة الماضية، كما أن عدم اتضاح الصورة بالنسبة لمشاركة اللاعب المقيم جعلت عدداً من الأندية تتأنى في التعاقد مع هؤلاء اللاعبين إلى حين صدور القرارات المنظمة لذلك.

ومن العوامل التي تربك الأندية عدم انتظام حركة الطيران الاعتيادية في معظم دول العالم حتى الآن، ما يصعب من مهمة عودة المدربين واللاعبين الأجانب إلى الدولة في الفترة الحالية، وتنتظر الأندية إعادة فتح الأجواء وعودة حركة الطيران لطبيعتها لكي يتمكن المدربون واللاعبون الأجانب من العودة، وتخشى الأندية من تطبيق الحجر الصحي على العائدين من الخارج بالحجر في منازلهم لمدة 14 يوماً كإجراء احترازي للحد من انتشار عدوى فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، والتأكد من سلامة العائدين وهو إجراء يهدف إلى سلامة المسافرين والحرص على خلوهم من الفيروس، وتطبيق هذا الإجراء يلزمه تواجد المدربين واللاعبين قبل وقت كاف من استئناف النشاط.

وأمام كل هذه الظروف تأمل الأندية في سرعة اتخاذ القرار الرسمي لموقف دوري الخليج العربي، سواء بالاستكمال أو الإلغاء، وقرار انطلاقة منافسات الموسم الجديد من أجل وضع الخطط والبرامج لإعداد فرقها بما يتواكب مع أهمية المسابقات، وكذلك سرعة إصدار البروتوكول الصحي الذي ينظم عملية العودة للتدريبات واتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة اللاعبين، والأجهزة الفنية والمساعدة.