حذرت جامعة الدول العربية، أمس، من استمرار القوى الخارجية في تذكية وإثارة حدة الخلاف والأزمة في ليبيا، مشيرة إلى أن التدخل التركي في ليبيا وسوريا والعراق أصبح مزعجاً، معربة عن أملها في أن تعلن حكومة الوفاق عن موقف إيجابي من «إعلان القاهرة»، وأن لا أحد يرغب في تكرار السيناريو السوري في ليبيا، فيما أكدت الولايات المتحدة تزايد فرص إجراء حوار سياسي في الأيام المقبلة بين الأطراف الليبية، مرجّحاً إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في ليبيا قريباً.
وفي حين أعلنت الجزائر استعدادها لاحتضان حوار أطراف الصراع في ليبيا.. قال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، إن الجامعة العربية لم تكن تؤمن للحظة واحدة أن الأعمال العسكرية يمكن لها أن تحسم الموقف في ليبيا، موضحاً أن المسار السياسي هو الذي يمكن أن يؤدي لإنهاء الأزمة في ليبيا، مطالباً جميع الأطراف أن تؤمن بهذا وأن ينعكس هذا الإيمان بجلوسها معاً كأطراف ليبية باعتباره نزاعاً ليبياً – ليبياً في المقام الأول.
ولفت زكي إلى أن الوضع الميداني في ليبيا تطور إلى الحد الذي أصبحت التدخلات الخارجية تعطل وتصعب من العودة للمسار السياسي بالمنطق الذي نتحدث عنه خاصة بعد «إعلان القاهرة»، والذي يقوم على أن «الليبيين هم أخوة وعليهم أن يعودوا للمسار السياسي باعتباره المخرج الوحيد لإنهاء الأزمة وبناء ليبيا الجديدة التي يرغب فيها الشعب الليبي».
وعن دور الجامعة العربية لمنع تكرار سيناريو سوريا في ليبيا وهو غياب الحل العربي، قال زكي: «إن شبح ابتعاد الوضع السوري عن الحل العربي يخيم على الجميع ولا يرغب أحد في تكرار الأمر في ليبيا»، مضيفاً أن الجامعة العربية على استعداد للقيام بدورها، وهذا الدور منوط بتوافق الدول الأعضاء، وهو ما يمكن أن يساعد الليبيين على رأب الصدع الموجود في الفترة الحالية.
من جهته، أكد الوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي للرئاسة الجزائرية محند أوسعيد بلعيد، أمس، استعداد بلاده لاحتضان حوار الأطراف الليبية المتخاصمة، مشيراً إلى أن المبادرة الجزائرية قائمة «لأنها مرغوبة من الأشقاء الليبيين».وأضاف أن بلاده ترحب بالمبادرة الأخيرة لمصر لوقف إطلاق النار في ليبيا، مؤكدا أن الجزائر ترحب بكل مبادرة من شأنها كف الدماء.
في غضون ذلك، أكد السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، تزايد فرص إجراء حوار سياسي في الأيام المقبلة بين الأطراف الليبية، مرجّحاً إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في ليبيا قريباً.
على الصعيد ذاته، جدد مجلس الوزراء السعودية أمس ترحيب المملكة بالجهود المصرية الهادفة إلى حل الأزمة الليبية، وتأييد الدعوة لوقف إطلاق النار.