بقلم: سعيد يوسف آل علي
كاتب وباحث إعلامي
إذا ما أردنا أن نصل إلى مرحلة التراجع والانحسار لأي أزمة كانت ، فكان ولابد من اتباع كافة التعليمات الاحترازية والوقائية المتبعة في الدولة ، فلا ريب ما إذا كان الحديث عن مصالح الدولة ومكتسباتها و العنصر البشري الذي يمثل الركيزة الأساسية والأهم ، فكان الأجدر بنا أن نوجه ونلفت انتباه بعض المخالفين لتلك التعليمات ومدى خطورتها ، وذلك من خلال توضيح بعض المفاهيم المتعلقة بالأزمة ومراحل نموها نضجها انحسارها اختفاءها ثم مرحلة ما بعد الأزمة ، ولا تعتقدوا أحبتي في الله أن هذه المرحلة مرحلة نقاهة واستجمام أو استراحة محارب إن جاز لي التعبير ، وأنها المرحلة الأقل أهمية من المراحل التي كنا وقد أشرنا إليها آنفاً إن لم تكن أهمهم على الإطلاق، فالجدير بتسليط الضوء في هذا المقال : ماذا بعد أزمة كورونا ؟ وكيف ستبدو الحياة ؟ وما هي المستجدات ؟
قد يتبادر في ذهن أحدهم سؤالاً : كيف تبدأ الأزمة في التقلص وتتراجع ؟
الجواب: يعتمد اعتماد كلي على نجاح صانع ومتخذ القرار في التعامل مع الأزمة في المراحل السابقة ، لأن لكل مرحلة طبيعة خاصة واستراتيجية تختلف عن الأخر ، فعندما يسيطر متخذ القرار على مخاطر الأزمة وأهدافها ، فحينها نجد ترجمة واقعية لا جدال فيها وهي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، حينما قال ( نحتاج إلى صبر ) حقيقة دامغة تقودنا إلى الضفة الأخرى الأكثر أماناً وتفاؤلًا
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ، دولة الإمارات تمر بالتحدي الأقوى في تاريخ البشرية ، لذا نحن نثق ونؤمن بإرادة حكومتنا الرشيدة ومساعيها المستمرة لتفقد أزمة فيروس كورونا القوة الدافعة لها ، ليتحقق بذلك الارتداد والتقلص.
– مرحلة ما بعد أزمة كورونا :
لعل من أهم المراحل وأبرزها التسلسل المنطقي في التعامل مع الأزمة وعدم الاستهانة بمرحلة سابقة بمرحلة قادمة ، لا تثريب المرحلة القادمة ستختلف كل الموازين من الجانب الإقتصادي التجاري الإجتماعي الثقافي والعلاقات الدولية، نحتاج إلى دراسات مستحدثة ومبتكرة من شأنها أن تعزز وتدعم الجوانب المحركة لكيّان الدولة ، فضلاً عن تقييم التغذية الراجعة التي اتخذت منذ بداية الأزمة إلى حين انتهائها ، هنا بات من الممكن صناعة سيناريوهات افتراضية محتملة الحدوث ، وتطبيق مراحل إعداد أنجع الخطط الرئيسة والبدائل المتاحة للتعامل مع مختلف الأزمات، من المؤكد جداً أن التجارب السابقة تكسبنا الشيء الكثير من الخبرة والدروس المستفادة ، فعلينا توثيق هذه الخبرة والعمل على إدراجها ضمن المناهج العلمية الحديثة ، مثال التركيز على دراسة علم الفيروسات التاجية والوقاية منها وطرائق علاجها، زيادة وعي الجمهور بمفهوم الحظر الجزئي والكلي ومدى أهميته في تحقيق نجاح السيطرة على الأزمة ، النظر لمنافذ البيع والتجزئة من استغلال الموقف لمصالحهم الشخصية بزيادة أسعار السلع الغذائية إلى أسعار خيالية لا يقبلها المنطق ولا العقل لا شكلاً ولا مضموناً في ظل ظروف استثنائية ، الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمع قبل الأزمة مروراً بمختلف مراحلها تباعاً ، لا سيما المصابين منهم والمتعافين على حدٍ سواء ، الاستفادة من الإخفاقات ونقاط الضعف لبعض الدول وتحويلها إلى نقاط قوة تخدم البلاد والعباد.