لا يغيب زايد الخير حتى يحضر في ذكراه، الذكرى السادسة عشر لغياب القائد الرمز والمرحلة أكثر من غيرها تستدعي استحضار قيم الرجل والمبادئ التي بنى عليها أسس فكره القيادي ودعائم حكمه الرشيد.
يعد “يوم زايد للعمل الإنساني” علامة فارقة في تاريخ الإمارات ومناسبة للاحتفال بما حققته من إنجازات على صعيد العمل الإنساني، من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى، كما يعد مناسبة لإطلاق العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية عبر مئات الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة .
كان الوالد المغفور له باذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائداً استثنائياً بكل معاني الكلمة، أحَبّ بلاده، وشعبه، وحرص على أن يكونا في المقدمة دائماً، وكان له ما أراد، وأكثر،وبفضل زايد وقيادتنا الحكيمة الفذة، يعيش أبناء الإمارات أزهى فترات حياتهم، وأكثرها عزاً، ورفاهية، فكل متطلبات الحياة الراقية ملك أيديهم، مساكن، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، وحدائق، ونوادٍ، وطرق، وخدمات، وفق أرقى المواصفات.
لقد وهب زايد هذه البلاد بتوفيق الله وتكاتف الرجال الذين كانوا معه الحيوية والمنعة والقدرة على مواكبة الأحداث والمفاجآت ومرونة النظر والتطبيق في سياقات تكمل وتتكامل ولا تحيد عن غاياتها وعناوينها الوطنية الكبرى ..أما الفكرة المحورية التي غيرت تاريخ الإمارات والمنطقة فهي مشروع قيام دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تكلل منذ إطلاقه في العام 1971 بنجاح منقطع النظير وأرسل إلى العالم منذ ذلك الحين رسائل المحبة والتسامح والتعايش والاعتدال وتحولت تلك الأفكار إلى برامج عمل وإلى واقع في الواقع: الإمارات اليوم نموذج حضاري راق للتعايش وللانفتاح على الآخر ولنشر قيم الحرية واحترام الإنسان والسعي نحو تأمين الحقوق وصيانة الكرامات.
ان ما تحقق في دولة الإمارات المباركة والمنطقة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان يدخل حقا في دائرة المعجز والمذهل فهذه التحولات لا تحدث عادة في هذا العدد القليل من السنين وجاءت الأحداث الأخيرة على مستوى المنطقة وقد رأى من رأى وقارن من قارن سوية المشروع الوطني والقومي الكبير الذي تبناه الشيخ زايد والذي مهد باقتدار لأن تصل دولة الإمارات إلى ما هي عليه الآن من مركز ودور.
الشيخ زايد رحمه الله لايزال حاضراً بيننا رغم رحيله منذ 16 عاماً، وأن الدروس التي علمها لشعبه بالعطاء والإنسانية ستبقى ذكرى حاضرة بينهم ومستمرة للأجيال المقبلة، رحل وبقيت أعماله الإنسانية تشهد على إنسانيته وحكمته ونقاء قلبه، بقيت كأنها دروس مجانية سننقلها للأجيال القادمة ليسيروا على نهجه”. وسيرته العطرة لاتزال تعبق بها الأمكنة والتواريخ، وستبقى الأجيال تنهل من إرث زايد”.
فهو رمز عربي امتلك سمات القيادة والزعامة وأثر في القرار العربي إيجابيا في خلال أشواط حساسة وعصيبة من العمل السياسي وكان إخلاصه للقضايا العربية بمثابة البوصلة التي لا توصل إلا إلى صحيح الجهات .. ذلك هو زايد الخير وهذه آثاره تدل عليه وعلى عهد عزيز اتسم بالرفاه والازدهار والاخضرار ومد يد العون والنصيحة للشقيق والصديق، أما اللافت الذي لا يتكرر أو لا يتكرر كثيرا فهذا الاتفاق العام على شخصية زايد وعلى أهميته وجدارته.
في يوم زايد للعمل الإنساني، سيظل الشيخ زايد رحمه الله رمزًا عالميًا للخير والإنسانية. فما أحوج العالم اليوم إلى استلهام إرثه الثري لتعزيز التضامن والتكافل بين الناس في ظل الظروف التي تمر بها البشرية.
بقلم: محمد عبدالمجيد علي
الرئيس التنفيذي