|  آخر تحديث أبريل 25, 2020 , 23:56 م

كيف تجعل كل من يعرفك يحبك (7)


كيف تجعل كل من يعرفك يحبك (7)



جميع ما سبق إحتاج إلى 56 عاما لإنهاء الدورة كاملة

ليعود إلى نقطة البدء الأولى عند الـ 4 أعوام “أبي هو الأفضل”

 

قال تعالى:

 

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} الإسراء 23 و 24.

 

كيف تجعل المخطئ يحبك

(ليست من تأليفي جزى الله خيرا من ألفهاومن أرسلهالي )

الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء ..و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره .. ونضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة وروية و أياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت و آخر إلى مراجعة أساليبنا في

 

معالجة الأخطاء ..

ولمعالجة الأخطاء فن خاص بذاته .. يقوم على عدة قواعد .. أرجو منكم أن تقرأوها معي بتمعن ..

 

القاعدة الأولى

اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً .. تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه أنه خدم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط ..

 فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح علىصاحبه فيؤذيه ، ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس ويكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم.

 

 

القاعدة الثانية

 

أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ المخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوما مباشرا و عتابا قاسيا وهو يرى أنه مصيب .. إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنا

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أترضاه لأمك ؟؟)

قال: لا

فقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم )

ثم قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( أترضاه لأختك؟؟ )

قال : لا

فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم )

فأبغض الشاب الزنا

 

 

القاعدة الثالثة

 استخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ إنا كلنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء .. فمثلاً حينما نقول للمخطئ ( لو فعلت كذا لكان أفضل..)

 

( ما رأيك لو تفعل كذا..)

( أنا اقترح أن تفعل كذا.. ما وجهة نظرك)

أليست أفضل من قولنا .. يا قليل التهذيب و الأدب..

 

ألا تسمع..ألا تعقل.. أمجنون انت .. كم مرة قلت لك .. 

فرق شاسع بين الأسلوبين .. إشعارنا بتقديرنا و احترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه

 

 

القاعدة الرابعة

ترك الجدال أكثر إقناعاً .. تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر و أعمق أثراً من الخطأ نفسه وتذكر .. أنك بالجدال قد تخسر ..لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحة ليسهل عليه الرجوع.

 

 

القاعدة الخامسة

 

ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة

 نظره وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها واختر منها ما يناسبه

 

 

القاعدة السادسة

 ما كان الرفق في شيء إلا زانه.. بالرفق نكسب .. ونصلح الخطأ .. ونحافظ على كرامة المخطئ .. وكلنا يذكر قصة الأعرابي الذي بال في المسجد

كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق .. حتى علم الأعرابي أنه على خطأ..

 

 

القاعدة السابعة

دع الآخرين يتوصلون لفكرتك.. عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب في تصحيح

الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه و الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً لأنه يشعر أن الفكره فكرته هو ..

 

 

القاعده الثامنة

عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب.. حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب و تصحيحك بالخطأ

أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك .. فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبة من الصحة لماذا نغفلها..

 

 

القاعده التاسعة

لا تفتش عن الأخطاء الخفية.. حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة و لا تفتش عن الأخطاء الخفية لأنك بذلك تفسد القلوب ..و لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين

 

 

 

القاعدة العاشرة

استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن.. عندما يبلغك خطأ عن انسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به فأنت بذلك تشعره بالاحترام و التقدير كما يشعر هو بالخجل وإن هذا الخطأ لا يليق بمثله .. كأن نقول وصلني أنك فعلت كذا ولا أظنه يصدر منك.

 

القاعدة الحادية عشر

امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب ..

مثلاً عندما تربي ابنك ليكون كاتباً مجيداً فدربه على الكتابة واثن عليه واذكر جوانب الصواب فإنه سيستمر بإذن الله ..

 

 

القاعدة الثانية عشر

 

تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة

تؤدي المعنى نفسه..

عند الصينيين مثل يقول .. 

نقطة من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم..

ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر .. و الكلام القاسي لا يطيقه الناس..

 

 

 

القاعدة الثالثة عشر

اجعل الخطأ هيناً و يسيراً و ابن الثقة في النفس لإصلاحه ..

الاعتدال سنة في الكون أجمع و حين يقع الخطأ فليس ذلك مبرراً في المبالغة في تصوير حجمه …

 

 

القاعدة الرابعة عشر

 

تذكر.. أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم

فلنحسن إلى والدينا قبل أن يفوت الأوان ولندع الله أن يعاملنا أطفالنا أفضل مما كنا نعامل والدينا.

 

 

 

يتبع في سلسة مقالات “كيف تجعل كل من يعرفك يحبك”

بقلم: د. أحمد طقش


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com