|  آخر تحديث مارس 24, 2020 , 22:47 م

حاكم الشارقة: اجلسوا في بيوتكم مع أبنائكم وطمئنوا قلوبكم بالقرآن


أعلن عن حزمة مشاريع تطويرية للإمارة ومبادرات لدعم اقتصاد المجتمع

حاكم الشارقة: اجلسوا في بيوتكم مع أبنائكم وطمئنوا قلوبكم بالقرآن



ناشد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أبناءه المواطنين والمقيمين بالبقاء في بيوتهم، وعدم الاختلاط، والحفاظ على الأنفس والأبناء ورعايتهم، والتسلح بالقرآن الكريم لتطمئن القلوب، مؤكداً سموه أن ما يمر به العالم الآن هو محنة ستزول بفضل الله قريباً، وأعلن سموه عن حزمة مشاريع تطويرية في الإمارة، ومبادرات حكومية تدعم الوضع المالي للأفراد في الظروف الراهنة.

وأعلن سموه اعتماده حزمة مشاريع تطويرية في إمارة الشارقة، تضمنت مشروع إعادة بناء بنايات كلباء المتآكلة، كهدية من سموه لأصحابها، على أن يستغرق التنفيذ سنة، ومشروع تدوير المخلفات بمنطقة البردي، ليخدم مدينة خورفكان وكلباء ودبا والذيد، للوصول بالشارقة إلى “صفر مخلفات”، ومشروع صندوق تأمين صحي حكومي، للمواطنين غير المؤمن عليهم وعددهم 101 ألف و300 شخص، بتكلفة 760 مليون درهم سنوياً.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة في مداخلة هاتفية، عبر برنامج “الخط المباشر” الذي يبث من هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: “الناس في رغد ومعيشة هنية، لكن الله سبحانه وتعالى يبتليهم، فما نعيشه اليوم هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، ويقول عز وجل في كتابه الكريم: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.

وتابع سموه حديثه قائلاً: “الله سبحانه وتعالى يلطف بعباده، وكم من أمم امتحنت قبلنا، وهذا الامتحان الآن على مستوى العالم، ويوجد مسؤولون في بعض الدول قصّروا في مواجهة هذه الأزمة، لكن نحمد الله على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، فالإجراءات الوقائية جميعها تُتخذ، وغير متاح التصريح لغير الجهات المخولة لذلك، حتى لا يُصاب الناس بالخوف أو الازعاج.

موضحاً سموه أن الدولة تتخذ الإجراءات اللازمة، وعلى الناس الاستجابة، فالطريقة الوحيدة التي يجب أن يتبعها كل فرد الآن هي أن يحمي نفسه وبيته وأبناءه، وعدم الاختلاط مع الآخرين، وهذه فرصة لكل رب أسرة بدلاً من أن ينشغل بالدنيا، أن ينشغل الآن بأبنائه وأهل بيته.
 

 

وأضاف سموه: أحياناً كنت أسأل بعض الآباء عن أبنائهم في أي صف دراسي وفي أي مدرسة؟ أجدهم لا يعلمون، وذلك بسبب انشغالهم في العمل، فالآن فرصة لرب الأسرة ليعمل من المنزل ويدّرس أبناءه وهم حوله، ولذلك نقول “رب ضارة نافعة”، وعلينا أن نستخرج من هذه المحنة، عدم البذخ والإسراف، وبحمد الله نرى الناس الذين كانوا يشترون الأطعمة غير المفيدة، أصبحوا الآن يعدّون طعامهم بأيديهم، ويطعمون أبناءهم الطعام المفيد.

واستطرد صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه قائلاً: نتمنى للجميع الصحة والسلامة والاطمئنان، والنفس لا تطمئن إلا بذكر الله، فأقول لأبنائي: “طمئنوا قلوبكم بقراءة القرآن، ففيه من الآيات والسير والتاريخ”، وأنا أقول لكم وأنا باحث في التاريخ ولدي في التاريخ القديم الإغريقي، ما وجدت أجمل من وصف القرآن للتاريخ، وسرد الأحداث، توظيفها في القرآن.
 

 

ترويض النفس

 

 

وأكد سموه على ضرورة قضاء الوقت فيما هو مفيد، قائلاً: “فلا تستصغرن هذه الآيات، فكلها عبر، والآن متاح القرآن المفسّر، تستطيعون أن تستمتعوا به في هذه الفترة، فهي فرصة، بدلاً من ضياع الوقت في ملهاة أخرى، فبعض الأشخاص يدعون إلى الانشغال بالأعمال الكوميدية لقضاء الوقت في هذه الفترة، وأنا أقول لهم: إن هذه الفترة “فرصة لترويض النفس”، ولن أوصي بأكثر من ذلك.

 

 

 

هدية حاكم الشارقة 

 

وعن العمل عن بُعد، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة : “أمارس عملي عن بُعد، ونعمل على مشروعات ضخمة وعديدة، فتابعنا اليوم مشروعاً في كلباء، يبدأ من مسجد الشيخ سعيد عند قلعة كلباء إلى آخر حدود كلباء، حيث سيتم إزالة كل العمارات في هذه المنطقة، وسيباشر المقاول في بناء أخرى جديدة، وفقاً لأحدث وأجمل الطرق، وستكون هدية لأصحاب البنايات المتآكلة، وستتغير كلباء كلياً في هذه الجهة من مدخلها الشمالي وصولاً إلى القلعة والواجهة البحرية، وستصبح شاطئاً جميلاً، واعتمدت اليوم خطة العمل لتبدأ بسرعة، وسيستغرق التنفيذ بإذن الله سنة واحدة.

صفر مخلفات
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة قائلاً: “نحن نلاحظ ما تقوم به “بيئة” في الشارقة، فستصل قريباً إلى “صفر مخلفات”، وهذا أقصى ما تصل إليه هذه الخدمة في أي دولة على مستوى العالم، ونعمل كذلك على مشروع مهم، وهو مخلفات القمامة في مدينة خورفكان وكلباء ودبا والذيد، ونظراً لأن هذه المدن صغيرة ولا تحتمل أجهزة كبيرة للتدوير، فخصصنا قطعة أرض في المنطقة الصناعية، ناحية التلال في منطقة البردي، بينها وبين هذه المدن حوالي 15 دقيقة، وسيتم إنجاز عملية التدوير في هذا الموقع. وهذا المشروع قيم وسيوفر علينا الكثير من العناء والتلوث، حيث سيخدم 4 مدن.

 

 

 

التأمين الصحي

 

 

وعن توفير التأمين الصحي لجميع مواطني إمارة الشارقة، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: “نعمل على مشروع التأمين الصحي لجميع المواطنين، والشارقة لديها تجربة في هذا الأمر، سواء بالعلاج المباشر أو التأمين لدى الشركات، وبالنسبة للشركات غطت أعداداً كبيرةً من الموظفين، ولكنها رفضت التأمين لكبار السن، بسبب التكلفة الباهظة، حيث يكلف الشخص الواحد 17542 درهماً، علماً بأن تكلفة التأمين الصحي لموظف الحكومة تبلغ 4352 درهماً.

ويعود السبب في زيادة تكلفة تأمين كبار السن، إلى الإقامة في غرفة طبية، ومتابعة فريق طبي والحصول على العناية الكاملة على مدار الساعة، فأبينا أن نترك كبارنا بدون تأمين، وأكدنا أن جميع هذه الخدمات والتكلفة ليست بكثيرة على أهلنا وكبارنا، فسبق وقلت: لو تصل تكلفة تأمين كبير السن مليون درهم، سأسددها، فهذه حياة”.

وأضاف سموه: “نحن الآن لدينا 48 ألفاً و741 موظفاً حكومياً، وتبلغ تكلفة التأمين الصحي للموظف الواحد 4352 درهم، وجميع الموظفين الحكوميين مؤمن عليهم وعلى زوجاتهم وأبنائهم، بإجمالي 212 مليون درهم سنوياً، ولدينا 10 آلاف كبير سن، ويكلف التأمين الصحي للفرد الواحد منهم 17542 درهما، بإجمالي 179 مليون درهم سنوياً”.

وتابع سموه: “ولتأمين مواطني الشارقة الذين لم يشملهم التأمين الصحي، ضمن فئة موظفي الحكومة أو فئة المتقاعدين، وعددهم 101 ألف و300 شخص، أنشأنا صندوق تأمين تابع للحكومة، ودرسنا الأمر من حيث عدد الحالات والأعمار، ووجدنا أن التكلفة للشخص واحد 7500 درهم، بإجمالي 760 مليون درهم سنوياً، وذلك لأضمن بإذن الله تعالى الصحة لأبنائي جميعاً، فأنا أتابع بنفسي وأجري الدراسات الدقيقة، لأنني من يعتمد، ولا اعتمد إلا بعد البحث والتدقيق”.

مبادرات مالية

 

وعن تداعيات أزمة كورونا، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: “إن الوضع الاقتصادي الآن متأثر، وسنُطلق بإذن الله حزمة مبادرات من الدوائر الحكومية، لمعالجة هذا الوضع، منها خصم 10% على فواتير الكهرباء لمدة 3 أشهر، بتكلفة 230 مليون درهم، تقدمها هيئة كهرباء ومياه الشارقة، كما ستطلق غيرها العديد من الدوائر والهيئات مبادرات مماثلة بهدف تخفيف الأعباء المالية على الجمهور.

 

 

17 عدوى

 

وأضاف سموه: “نحن نبذل ما يمكننا لمساعدة المجتمع، ويبقى على كل فرد مسؤولية حماية نفسه وأسرته بعدم الاختلاط، وعدم الخروج من المنزل، وعلى أي شخص مصاب بالفيروس ألّا يقترب من أهله، كي لا ينقل لهم العدوى، ولا يؤذي أحب الناس إليه، فقد تسبب أحد المصابين بنقل العدوى إلى 17 شخصا من أهله، لأنه خالطهم ولم يعزل نفسه عنهم”.

 

 

 

وصية أب

 

 

وأوصى الوالد صاحب السمو حاكم الشارقة أبناءه قائلاً:” أوصيكم إذا عاد أحدكم إلى المنزل بعد المخالطة في العمل، أن يتخذ جميع التدابير اللازمة قبل التعامل مع أهل بيته، ونحن نهيب بالمواطنين عدم الخروج من المنزل، وأتمنى أن ينصتوا إلى كلامنا، فنحن نتمنى الصحة للجميع وأن يلطف الله بنا ويسرع في كشف هذه الغمة عن الناس”.

 

 

مجاهدون عن الوطن

 

وعن العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وغيرهم من كوادر طبية، وكذلك العاملين في قطاع الأمن، قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: “نحن لا نستطيع أن نوفيهم حقهم، فحقهم عند الله سبحانه وتعالى، فهم يعدون في جهاد عن الوطن، فلا يجب أن يهتم المواطن بأمر نفسه وأهله وأهل البلد فقط، فمعنا أشخاص يعملون معنا ويحموننا، وإذا لم نحميهم ستصلنا العدوى، فعلينا أن نهتم لأمر العمال والمستخدمين، وجميع الفئات العاملة، ونعالجهم ونعزلهم عن الاختلاط، وكل هذه الإجراءات ستساعدنا للخروج من هذه الأزمة”.

 

 

قلم حاكم الشارقة 

 

 

يباشر قلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الكتابة منذ ساعات الفجر الأولى، وبيّن سموه جدول عمله قائلاً: ” لدي كتب أعمل على استكمالها، فأنا أباشر الكتابة فيها يومياً منذ الفجر، وعند بلوغ الساعة الثامنة صباحاً أباشر العمل الحكومي”.

 

 

 

أعمال تاريخية

 

كشف صاحب السمو حاكم الشارقة عن أعماله القادمة قائلاً:” من الكتب التي أعمل عليها الآن، بحث قيّم عن أول مصحف تمت ترجمته إلى اللاتينية، وأكتب كل الملابسات التي حدثت بشأنه، علماً بأن لدي نسخة مجلدة من المصحف المترجم.

وضمن الأعمال التي أعكف عليها، كتاب آخر لمخطوطة البابا في عام 1624، وهي مخطوطة جلدية مختومة بختم البابا واسمه، ويستعرض الكتاب جزء من التاريخ، ولدي كتاب آخر عن مناضل فلسطيني اسمه محمد علي الطاهر، خرج من فلسطين وعاش في مصر ولبنان، ولم يناضل أحد بالكلمة مثل نضاله، وكتب الراحل عن الشارقة وامتدحها، وذكر في أحد قصائده الأموال التي خرجت من الشارقة دعماً لفلسطين”.

 

 

كما أعمل على كتاب قيّم وغني بالمعلومات، اسمه “هكذا أنتِ يا كربلاء تبكين”، وقصته شائكة تتضمن اعتداء وقتلاً وكثيراً من الأحداث، وأنا كباحث لا أستطيع أن أجزم بتزييف الوقائع، وإنما أبحث واستعرض الأحدث والآراء بدقة، وأنا أكتب إنصافاً للحق والتاريخ.

وأعمل كذلك على كتاب “ليالي الشارقة”، يتحدث عما يحدث في ليل الشارقة وسمارها وشعرائها وأحاديثها الجميلة، وبالنسبة لكتاب “بيوت الشارقة”، أعمل عليه بدقة فهو ليس مجرد استعراض عابر للبيوت، وإنما لكل بيت قصة”.

واختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حديثه متمنياً الصحة والسلامة لجميع أبنائه المواطنين والمقيمين والعالم أجمع.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com