أستأذنكم قرائي الأعزاء لعدم المواصلة في الحديث عن رحلتي إلى عروس البحر المتوسط “مدينة الإسكندرية” وأعدكم بكتابة الجزء الثاني عن الرحلة لتطالعونه نهاية الشهر بإذن الله تعالى .. أعزائي هل تعرفون صاحب الاسم أعلاه ؟، قطعاً ستكون إجابة الكثيرين منكم بالنفي، إلا من له علاقة بولاية نهر النيل السودانية وخاصة محلياتها الجنوبية “المتمة وشندي”.
الحاج قسم الله فضل الله نصر الدين هو رجل أعمال فريد من نوعه إذ أنه يعمل في صمت شديد ودون “شو” إعلامي ولا أضواء وقد رفض رفضا قاطعا طلبات كثيرة لمقابلات مع القنوات الفضائية والصحف السودانية والعربية، ولذلك الغرض من كتابة هذا المقال المتواضع ليس حصر أعماله الخيرية أو تمجيد شخصه الكريم، بل لأنه قدوة حسنة ونموذج لرجال الأعمال الذين يبذلون أموالهم في عمل الخير دون من ولا أذى ولا حتى انتظار كلمة شكر.
هو من أولئك الذين يعملون في صمت ويبذلون في خفاء ويتوارون عن الأنظار حينما يتقدم الصفوف أصحاب العمائم البديعة والحلل الأنيقة..هادئ .. كثير الأفعال قليل الكلام والأقوال ..لم يترشح لإدارات ناديي المريخ والهلال التي يتقاتل عليها أصحاب النفوذ والمال .. ولم يقدم نفسه لمناصب الجاه والسلطان والصولجان.
غير أنه يقضي كل الوقت ما بين واجبات عمله وعباداته والتزاماتأهله ومعارفه ..
ولد قسم الله فضل الله بمنطقة الجوير عام 1961 وترعرع فيها وقضى كل فترة الطفولة بها، وقد سمته أمه ( أم حقين بت قسم الله ) علي والدها الذي كان مشهورا بالكرم والعقيد لقبه وتعني “عقيد الخيل” والبعض يرى أن لقب “العقيد” مرتبط باسم الحي الذي نشأ فيه الرجل “حوش ود العقيد”، وهو متزوج وأب لولدين وأربع بنات..ومن أسرة عريقة ومعروفة.. إذ أنه الشقيق الأصغر للمهندس حسن فضل الله الذي كان مرشح الدائرة 26)) عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل للمجلس التشريعي الولائي في انتخابات عام 2010. وكذلك هو شقيق كل من الأستاذ علي فضل الله من رجال الأعمال أيضاً وأحمد الذي يعمل في التجارة
ارتبط اسمه بأعمال الخير وخاصة مشروع الزواج الجماعي الفكرة التي نبعت من الخليفة الشيخ المامون ود الحاج جابر طيب الله ثراه، شيخ خلاوي أولاد الحاج جابر الشهيرة بالجوير والتي خرجت الآلاف من حفظة القرآن..
وقد تكفل قسم الله بأول زواج جماعي بالمنطقةيستهدف الشباب والشابات الذين لا يقدرون على تكاليفه الباهظةفي العام 2002 وكان يضم 110 زيجة بمعنى 220 شاب وشابة ..ليرتفع العدد في الأعوام التالية إلى متوسط 120 زيجة سنوياً وبلا انقطاع ما عدا العام 2003 الذي تبنى اقامته الراحل الدكتور مجذوب الخليفة على نفقة رئاسة الجمهورية حيث كان يشغل منصب مستشار الرئيس آنذاك..
ويبدأ التسجيل لزواج العقيد من شهر شوال عن طريق استمارة يتم فيها كتابة اسم العريس والعروس وألوان الثياب والفساتين وكافة المستلزمات المتعارف عليها في مناسبة الزواج..
ويشترط أن تكون العروس من المناطق التي يشملها الزواج , بعد ذلك تأتي الشيلة “الشنطة” ويتم تسليمها للعرسان ويضاف إليها مبلغ مالي وعدد مقدر من الُاثات المنزلي إضافة إلى سبعة ثلاجات توزع على العرسان بنظام القرعة.
في كل عام يتم تزويج 120 شاب وشابة ويرتفع العدد أحيانا الى 200 شاب وشابة موزعة على امتداد مناطق الجوير ، القبة ، النوراب ، كمير العوضية ، الصوارد ، والعرب الرحل .. وهذه كلها ضمن محلية المتمة ..وقد أصبح زواج العقيد الجماعي من أهم المناسبات التي تتصدر أجندة أهالي المنطقة ويقام سنوياً عقب عطلة عيد الأضحى المبارك.
هذا بخصوص الزواج الجماعي المشروع المستمر الذي لم ينقطع وقد شهدت الأيام القليلة الماضية قيام الكرنفال رقم (13)، كما أن لدى الحاج قسم الله من أعمال البر ما لا يتسع المجال لذكره ومن أبرزها (على سبيل المثال لا الحصر):
* في عام 1997 أسس مسجد الحوش وهو مبنِي من طابقين وثلاثه مآذن وبطراز معماري حديث.
* شيد صهريج حي الرويس الذي استفادت منه أكثر من 200 اسره تقريبا وقامت بتنفيذه شركة النيل للمياه وكذلك صهريج خلاوي أولاد الحاج جابر .
* في عام 2001 أسس المركز الصحي الذي ساهم في تخفيف الأعباء عن المرضى, وكذلك في نفس العام افتتح المدرسة الثانويه بنات وهذه المدرسة قدمت خدمةكبيرة للجوير لأن الطالبات كن يعانين في الذهاب للمدارس البعيدة .
* في العام2002شيد محطة مياه قبة الشيخ سلمان التي تستفيد منها حوالي 800 أسرة.
* في عام 2008 شيد المدرسة الثانوية بنين وتم افتتاحها في احتفال كبير.
* في عام 2009 افتتح مسجد ابوبكر الصديق بحي العالماب في احتفال بهيج وقد أم المصلين في صلاة الجمعة الداعية الاسلامي د/ محمد الامين اسماعيل.
* في 2011 تم افتتاح مدرسة الحاجة أم حقين الأساسية القرانية بنات ومدرسة العقيد الأساسيه القرانيةبنين.
* ولايمر عام في الجوير دون ان يكون هنالك افتتاح لمشروع من مشروعاته الرائده التي ساهمت في تطوير الجوير واحداث نقله نوعيه كبيره بها وما يميز منشآته انه يقوم بتشييدها بأفضل مواد البناء ويقوم بصيانتها دوريا.
* وفي رمضان من كل عام يقوم بتوزيع كميات كبيرة من العيش والسكر والدقيق على المواطنين.
* كذلك قام بعمل مخيم للعيون استفاد منه عدد كبير من المرضى..
* كما أن لديه قافلة سنوية من حجاج بيت الله الحرام على نفقته الخاصة متكفلا بكافة المصاريف بدءا من استخراج الجواز والأوراق الثبوتية وانتهاءا بتكاليف الحج كاملة..
كل هذا أعزائي الكرام نذر يسير من أعمال الحاج قسم الله فضل الله التي امتدت لخارج الجوير والمنطقة حتى العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، ولأعماله الجليلة هذه منحه الرئيس البشير وسام النيلين من الطبقة الأولى بموجب القرار الرئاسي رقم 354 لسنة 2007.
ليت كل رجال الأعمال في الوطن العربي والإسلامي مثل هذا الرجل المتواضع .. لو كل رجل أعمال وصاحب مال التفت إلى أهل منطقته وبلده لانصلح حال الناس.. وحال البلد.أحسب أنه قد انطبق فيه قول رسول الهدى : “نِعْمَ الْمالُ الصّالِحُ لِلرَّجُلِ الصّالِحِ”، وأسأل الله تعالى أن يوسع له فى ماله وأن يبارك له فى ذريته وأن يكثر من أمثاله.
بقلم الكاتب: محمد مصطفي – ( قطر )
2 التعليقات
ابوذر الكاهلي
2015-10-22 at 7:28 م (UTC 4) رابط التعليق
نسال الله لك التوفيق
(0) (0)محمد حسن
2020-08-09 at 7:08 ص (UTC 4) رابط التعليق
كذلك شيد الصرح الشامخ مسجد خالد بن الوليد لروح المرحوم فضل الله نصر الدين الخير بالسوق المحلي الخرطوم
(0) (0)