|  آخر تحديث مارس 4, 2020 , 20:47 م

كيف تجعل كل من يعرفك يحبك (2)


كيف تجعل كل من يعرفك يحبك (2)



كيف تجعلين كل من يعرفك يحبك

 

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة

فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل

الثريد على سائر الطعام) لفظ البخاري

 

 

مع كل من يعرفك

 

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم    فلطالما استعبد الإحسان إنسانا

 

إن عذوبتك مع بنات جنسك جواز سفرك إلى قلوبهن، أثبتي أنك تمثلين نقاء الأنوثة في أجمل تجلياتها، والأنوثة هي احترام الآخرين والأخريات والإحسان إليهم ونفعهن معنويا وروحيا والأنوثة هي الرقة في التعاطي مع المحيط وهي الأدب الجم والذوق الرفيع والحنان الدافق الفوار، فكوني مؤنسة لطيفة قريبة من القلب، لا تتدخلي في ما لا يعنيك، واعلمي ان الله كرمك بجوهرة قيّمة للغاية هي العاطفة التي لا تستقيم الحياة دونها، فاستغلي هذه الثروة في تحبيب من حولك بتلاوة القرآن، استغلي هذه الثروة بجذب الناس إلى عظائم السنة النبوية الشريفة، واحذري أن تهتمي بالأشياء، الناس ثلاثة أنواع: نوع سطحي يهتم بالأشياء (أنواع الألبسة والأطعمة) ونوع عادي يهتم بالأشخاص (المشاهير) ونوع ممتاز مميز يهتم بالقيم والأفكار والمبادئ (الفضيلة والنبالة)، فاهتمامك بالأخلاق يرفع قدرك في الدنيا والآخرة ، وستكونين محبوبة إذا تركت في قلب كل من يعرفك من محارمك زهرة فواحة من كتاب الله أو سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ولو جعلت شغلك الشاغل دراسة ثم تطبيق أخلاق آسية ومريم وعائشة رضي الله عنهن، فإنك بهذا ستكسبين قلوب الآخرين الذين تتشابه قلوبهم مع قلبك الطاهر المشرق بأنوار حب الله.. } فجاءته إحداهما تمشي على استحياء {القصص25، فكما أن المرأة تحب} خير من استأجرت القوي الأمين (القصص26).

 

كذلك الرجل يحب حياء المرأة ولا يحب من تمشي على استعلاء أو من تتزين بالزينة الخارجية وتنسى إضاءة روحها بنور الإيمان المسعد لها ولمن حولها، وبالمناسبة فقد قرر العلماء أن الصفاء والإشراق الذي تمنحه صلاة الفجر للوجه أكثر وأكبر بكثير من الحلاوة السطحية التي تضفيها مساحيق التجميل، المضرة يقينا بوجه المرأة، ولو أن حضرتك اهتممت بتجويد الكلام الذي يخرج من فمك الشريف، فإن هذا الكلام الطيب سيؤثر أكثر من تلوين هذا الفم بالألوان الاصطناعية الكيماوية المؤذية للبشرة.

 

لا تصحبي إلا من ينهضك حالها ويدلك على الله مقالها، اختاري من تختارك لدينك، وابتعدي عن سارقات ثمين وقتك باللهو واللغو والسهو واعلمي أن مهمتك بتربية الذكور والإناث مهمة مقدسة تستوجب أن تشحني شخصيتك بمهارات نظرية عملية علمية تمكنك من قيادة الحاضر والمستقبل.

 

مع أولادك

 

احذري كل الحذر من أن تكتفي بخدمة أبنائك، صدقيني التربية هي مسؤوليتك أمام الله ثم أمام ضميرك وزوجك، والتربية هي تلقين معاني الإخلاص والصدق والأمانة والتعاون والبر والتقوى، بينما الخدمة هي القيام بشؤون الأطفال كالاعتناء بمأكلهم ومشاربهم ومعاشهم اليومي……

 

 

مع زوجك

 

كوني له أمة يكن لك عبدا، قولي له: أنت تاج رأسي، يقل لك: أنت روحي وعمري وحياتي وحناني وقلبي الأخضر،الزوجة المطيعة الهنية اللينة لا تعاني من الخلافات الزوجية، اذكري فضله عليك يذكر فضلك عليه، تكبري عليه تخسرينه للأبد، اتقي الله في زوجك يتوجك ملكة الملكات وأميرة الأميرات، لا تنظري إلى غيره لا ينظر إلى غيرك، إذا أحببت الاحتفاظ بقلبه وجسده وماله وفري له ما يجد من محاسن تعجبه في غيرك من النساء، كوني له كل النساء يكن لك كل الرجال، زوجك هو سترك وغطاؤك وسندك في الشدة والرخاء فأحسني إليه يحسن إليك،أقبلي عليه عند دخوله من العمل بالترحاب، احجبي الأولاد عنه ساعة غضبه أو تعبه أو جوعه أو نعسه أو

حزنه.

 

خُذِي العَفْوَ مِنِّي تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي

وَلاَ تَنْطِقِي في سَوْرَتي حِينَ أَغْضَبُ

 فَإِنِّي رَأَيْتُ الحُبَّ في الصَّدْرِ وَالأَذَى

إِذَا اجْتَمَعَا لَمْ يَلْبَثِ الْحُبُّ يَذْهَبُ

 

 

 

أشعريه أنه القطب الذي تدور عليه حياتك تجدي أنه سينزل فورا عن صهوة عنجهيته، عبري بشكل دوري عن حبك الغامر المتزايد له، أبعدي عنه ما يحزنه أو يغمه من الأشياء والأشخاص والمواضيع، اعتني بأهله كما تعتني بأهلك يحبك ويوقرك هو وأهله، إياك أن تبوحي بأسراره لا إلى أهلك ولا إلى الجيران ولا إلى الأولاد، أقلي من الأسئلة وأكثري من الأجوبة، اعتذري منه عندما تخطئين لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة وقوة وأخلاق حميدة، إذا أصريت على رأيك سوف يصر هو على رأيه وستتشاجران وتخسران وينتصر الشيطان، لا تحدثيه حديثا سطحيا لزجا إذا كان مهتما بمعالي الأمور وبالقيم والهمم الفخمة، الرجل لا يتكلم لأن المرأة لا تسكت، الرجل طفل كبير فأحسني تربيته وتربيه أطفاله.

 

 

مع والدة زوجك: تستطيعي بابتسامة صغيرة صادقة حارة أن تستحوذي على قلب حماتك العطوف، تظن حماتك أنك استوليت على أهم جزء منها – أعني ابنها – أزيلي عنها هذا الظن بدوام زيارتكما لها وبدوام اتصالكما بها كي تطمئن على قلبها الذي عندك.

 

 

مع جاراتك

 

 كل النساء المنضبطات بمنهج القرآن والسنة هن جاراتك، فتشاركي معهن في الدعوة إلى الله عن طريق رسائل الهاتف والبريد الإلكتروني. ولا تحاولي تقصي أسرارهن، واحذري كل الحذر من أكل لحومهن عن طريق استغابتهن.

 

 

 

يتبع في سلسة مقالات “كيف تجعل كل من يعرفك يحبك”

 

بقلم: د. أحمد طقش


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com