الشيماء خليف – الشارقة
تواصل البعثة الأثرية الإسبانية أعمال التنقيب في موقع الثقيبة بالمنطقة الوسطى لإمارة الشارقة، تحت إشراف هيئة الشارقة للآثار، لتوفير المزيد من المعلومات عن الموقع الذي يرجع تاريخه إلى العصر الحديدي، وتحديداً إلى الألف الأول قبل الميلاد، ويشكل مؤشراً على الازدهار الكبير الذي شهدته المنطقة وخصوصاً في مجال الزراعة واستخدام المياه.
ويضم موقع الثقيبة الواقع في سهل المدام، على مسافة (20 كم) جنوب مدينة الذيد، قرية زراعية من العصر الحديدي، ومستوطنة سكنية مترامية الأطراف، وتتكونالقرية من مجموعة من الدور السكنية المشيدة باللبن، وعثر في داخل بعضها على كميات كبيرة من اللقى الأثرية والفخاريات، كما كشفت التنقيبات وجود بئر وورشة لصناعة الطابوق الطيني أو اللبن والذي شيدت بواسطته معظم مباني الموقع.
وأكد عيسى يوسف، مدير الآثار والتراث المادي بهيئة الشارقة للآثار، أن موقع الثقيبة يعد من المواقع المهمة في المنطقة الوسطى لإمارة الشارقة لكونه يضم أول ورشة معروفة لصناعة الآجر الطيني، وسلسلة متعددة من القنوات المائية متفاوتة التعقيد والتي تصلها المياه من فلج على عمق ثمانية أمتار، وهو ما يعكس تطور الزراعة واتساع القرى الزراعية في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن الورشة التي تم اكتشافها تحتوي على الكثير من طبعات الأرجل للعاملين في الموقع، سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً أو حتى من الأطفال، حيث وجدت طبعات عدد كبير من الصغار، مضيفاً أن الاكتشافات في هذه المنطقة جاءت نتيجة عمليات التنقيب المتعاقبة، التي بدأتها بعثة محلية عام 1987، تلتها بعثة أثرية فرنسية إسبانية مشتركة عام 1994، ثم بعثة إسبانية من جامعة أوتونوما بمدريد، بالاشتراك مع البعثة المحلية بالشارقة.
وتسعى هيئة الشارقة للآثار إلى تعزيز الخريطة الأثرية والتراث الثقافي لإمارة الشارقة، من خلال البحث والتحري عن المواقع الأثرية، والمناطق التاريخية المنتشرة فيها، والقيام بعمليات التنقيب عن الآثار، وترميم وصيانة المكتشفات الأثرية باعتبارها إرثاً تاريخياً، وطنياً وإنسانياً، إلى جانب التعريف بآثار دولة الإمارات العربية المتحدة في المحافل العربية والإقليمية والدولية.