أشاد فريد جرابهايوس وزير العدل الهولندي، بالعمل البطولي الذي قامت به شرطة دبي في اعتقال رضوان تاغي زعيم منظمة «ملائكة الموت»، مشيراً إلى أن الشرطة بذلت جهداً كبيراً لاعتقاله، حيث غرد على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي على «تويتر»: «رضوان تاغي اعتقل في دبي، عمل ممتاز من قبل رجال الشرطة ومكتب المدعي العام الذين بذلوا جهداً كبيراً في هذا الصدد بالتعاون مع الشرطة في دبي، سيادة القانون تتطلب أن نواصل تحقيقاتنا وتحميل الأفراد المسؤولية عن أفعالهم».
وذكرت وسائل إعلام هولندية، أن النيابة العامة بهولندا تقدمت رسمياً للإمارات بطلب تسليم رضوان تاغي، الذي ألقي عليه القبض في منزل خاص في دبي أخيراً بعد تعاون دولي مكثف مع شرطة دبي، كما أعلنت اعتقال شقيقه المشتبه فيه في جريمة مقتل شاب قبل سنة بمقهى بمراكش، ولم تذكر أي تفاصيل أخرى حول العملية التي نفذتها بطريقة سرية صباح الثلاثاء الماضي بأحد أحياء أمستردام.
ووفقا لمصادر إعلامية هولندية، فإن الشرطة الهولندية ألقت القبض على ستة أشخاص آخرين في مناطق متفرقة بهولندا مباشرة بعد ساعات من اعتقال أكثر المطلوبين لديها في هولندا، وهو رضوان تاغي في دبي، وتمت الاعتقالات خلال مداهمات على منازل خاصة في كل من أمستردام وأوترخت وفيانين وهويس تير هايد، حيث قُبض على خمسة رجال وامرأة تتراوح أعمارهم بين 29 و45 سنة، وبحسب الشرطة فإن الموقوفين يُشتبه في تورطهم بجرائم ذات صلة بغسل الأموال وجرائم الأسلحة وحيازة المخدرات. وأشارت وسائل الإعلام الهولندية أن وزير العدل الهولندي فريد جرابهايوس هنأ الشرطة ومكتب المدعي العام بعد القبض عليه.
وسارع قائد الشرطة الهولندية، إريك أكيربوم، إلى الترحيب باعتقال تاغي، معتبراً هذه الخطوة «ذات أهمية كبيرة لهولندا» وأنها ثمرة تعاون بين البلدين، وأن التعاون مع شرطة دبي هو مثال على العمل الإيجابي الذي يجري لمكافحة الجريمة المنظمة الدولية.
ويشير المحققون في هولندا إلى أن زعيم منظمة «ملائكة الموت» الإجرامية مطلوب في 20 جريمة قتل على الأقل، أمر بها هو وزميله سعيد رزوقي، الذي لا يزال هارباً، وقالت الشرطة الهولندية إنهما يصدران أوامر بالقتل كما لو كانا يحتسيان «فناجين قهوة».
وتصدر خبر إلقاء القبض على تاغي عناوين الصحف العالمية التي سلّطت الضوء على جهود شرطة دبي في القبض على رضوان تاغي، رئيس منظمة «ملائكة الموت» الإجرامية الأخطر في قارتي أوروبا وأفريقيا بالتعاون مع السلطات الهولندية والإنتربول.
وذكرت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية تحت عنوان «دبي تلقي القبض على أخطر رجل في هولندا»، أن قائد الشرطة الهولندية إريك أكيربوم وجَّه الشكر إلى شرطة الإمارات ودبي، لمساعدتهم في البحث عن تاجي والقبض عليه.
وحملت صحيفة «بروكسل تايمز» البلجيكية عنوان «القبض على المطلوب الأول في هولندا»، إن رضوان تاغي (41 عاماً) المجرم الأخطر في هولندا، ألقي القبض عليه بعد تعاون وثيق وجهود مضنية من شرطة دبي.
ونقلت صحيفة «داتش نيوز» الهولندية عن الشرطة الهولندية، أن الاعتقال تم في أعقاب التعاون المكثف مع شرطة دبي.
وكانت الشرطة الهولندية رصدت مكافأة في 2005 قدرها 100 ألف يورو، هي الأكبر في تاريخها، لمن يدلي بمعلومات تتعلق بمكان اختباء تاجي الذي ينشط في تهريب الكوكايين إلى أوروبا عبر المغرب وأمريكا الجنوبية.
يذكر أن شرطة دبي ألقت القبض على رئيس منظمة «ملائكة الموت» الإجرامية الأخطر في قارتي أوروبا وأفريقيا، بالتعاون مع السلطات الهولندية والإنتربول، في إنجاز يبرز الإسهام المؤثر لدولة الإمارات في مكافحة الجريمة عالمياً.
ورضوان تاغي هو المشتبه الرئيسي في محاكمة العصابات التي تشمل خمس جرائم قتل وعدة محاولات اغتيال في قضية تعرف باسم مارينغو، والتي من المقرر أن تبدأ محاكماتها في مارس المقبل، وسبق للشرطة الهولندية أن استجوبت شقيقتين من شقيقاته، وهناك شقيقان له أيضاً يقبعان في السجن في المغرب.
وذكرت القيادة العامة لشرطة دبي أن التاغي صدرت بحقه مذكرات اعتقال دولية في العام الماضي، بتهمة الانتماء لمنظمات إجرامية خطيرة، بعد أن دخل إلى الإمارات منتحلاً هوية شخص آخر، وأن المتهم كان «يقيم في إحدى الفلل السكنية في إمارة دبي، حيث جرى إلقاء القبض عليه بعد تعاون مع كل من الشرطة الهولندية والإنتربول».
وكشفت شرطة دبي أن «المشتبه به دخل الإمارات عبر مطار دبي مستخدماً وثائق رسمية (جواز سفر رسمي وتأشيرة سفر) بهوية غير هويته، قادماً من هولندا، وتمكن من الدخول قبل التعميم عليه من قبل السلطات المعنية في دولته».
وأضافت أن «المتهم يحمل الجنسية الهولندية ويعتبر من أخطر المجرمين في هولندا نظراً لخطورة الجرائم المنسوبة إليه، والتي تتنوع بين جرائم القتل والاتجار في المخدرات، من خلال رئاسته لمنظمة تحمل اسم «ملائكة الموت»، وهي كذلك من المنظمات الإجرامية الخطرة في هولندا، لا سيما لانخراطها في مجال تجارة المخدرات، وارتكب جرائم عدة في أوروبا وأفريقيا وأقدم على تفادي الأجهزة الأمنية، نظراً للجوئه لانتحال هويات مختلفة وتخفيه الدائم عن أعين رجال الأمن».
يذكر أن تاغي، مغربي الأصل، ويُعتقد أنه المسؤول الرئيس عن الهجوم على مقهى «لاكريم» بمراكش، الذي وقع في نوفمبر 2017، وكان الدافع وراءه تصفية حسابات بين شبكات لترويج المخدرات على الصعيد الدولي.