الشيماء خليف – دبي
في إطار استراتيجيتها لنشر ثقافة التميّز والابتكار بين موظفيها وموظفي المؤسسات الاتحادية والمحلية، تنظم هيئة كهرباء ومياه دبي اليوم وغداً الدورة الأولى من “القمة العالمية للتميز”، بمشاركة عدد من أبرز الخبراء والمختصين في مجال التميز على مستوى العالم، إضافة إلى مسؤولين من برامج التميز المحلية والعالمية.
افتتح القمة التي بدأت أعمالها اليوم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بحضور الدكتور هارلاند جيمس هارينغتون، الرئيس التنفيذي لمعهد هارينغتون للإدارة في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية؛ وسعادة الدكتورة شيخة الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي؛ وسعادة الدكتور هزاع النعيمي، المنسق العام لبرنامج دبي للتميز الحكومي؛ وسعادة سيف الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة بترول الإمارات الوطنية (إينوك)؛ وسعادة عبدالله بن كلبان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألومنيوم؛ وسعادة أحمد الشعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للتبريد المركزي (إمباور)، وسعادة مروان الزعابي، مدير برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي؛ وراسل لونغمير، الرئيس التنفيذي للمؤسسة لأوروبية لإدارة الجودة (EFQM)؛ وسعادة الدكتور أحمد النصيرات، مستشار أول للأداء الحكومي في مكتب الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي؛ ومن القيادة العامة لشرطة أبوظبي كل من: العميد الدكتور خلفان سلطان الكندي، نائب مدير قطاع الموارد البشرية، والعميد محمد علي المهيري مدير إدارة الاعلام الأمني، والعقيد خلفان عبدالله المنصوري، نائب مدير مركز الاستراتيجية والتطوير المؤسسي.
يتضمن برنامج القمة التي تعقد على مدى يومين، جلسات حوارية وعروضاً تقديمية في مختلف مجالات التميز، وتضم قائمة المتحدثين عدداً من أبرز خبراء التميز في العالم منهم سوريش ساترامسينغ لولا، مؤسس شركة “كيمبرو للاستشارات” وأحد أبرز المختصين في مجال الجودة بخبرة تمتد إلى 50 عاماً؛ والبروفيسور ستيفان هاغمان، أستاذ الحوكمة المؤسسية وتطوير الأعمال والخبير في تطبيق معايير المؤسسة الأوربية للجودة؛ والدكتور بريت ترسكو، الأستاذ المساعد للمعلوماتية الطبية الحيوية في جامعة تكساس إيه آند إم؛ والبروفيسور فيتوريو سيزاروتي، الأستاذ في جامعة روما في إيطاليا، وغيرهم من الخبراء والمختصين في مختلف مجالات التميز.
وقد تم خلال فعاليات اليوم الأول من القمة إطلاق نموذج التميز الجديد للمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة 2020 في منطقة الشرق الأوسط، وتسلم سعادة الطاير من الرئيس التنفيذي للمؤسسة أول نسخة من النموذج باللغة العربية.
خلال كلمته الافتتاحية للقمة، أشار سعادة/ سعيد الطاير، إلى أن الهيئة تهدف من تنظيم “القمة العالمية للتميز” أن تكون منصة تجمع نخبة من الخبراء والمختصين في مختلف مجالات التميز بما في ذلك التميز المؤسسي، والابتكار، وإدارة المشاريع، والحوكمة والتقنيات الحديثة، لاستشراف وصياغة التوجهات المستقبلية للتميز والاستدامة.
وقال سعادته: “في دولة الإمارات العربية المتحدة، ووفق رؤية قيادتنا الرشيدة، لا نهدف إلى استشراف المستقبل فحسب، وإنما نشارك في صنعه. وقد أكد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، خلال افتتاح سموه مجموعة من المختبرات المتخصصة في تصميم وبناء مستقبل قطاعات الطاقة والطيران والبلوك تشين وريادة الأعمال ضمن منطقة 2071 في دبي، أن دولة الإمارات قدمت تجربة عالمية رائدة في مجال تصميم المستقبل انطلاقاً من رؤيتها بأن الفكر الاستباقي والقدرة على التخطيط واستشراف التغيرات والتطورات في القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية يجعلها من مصاف أفضل الدول المستعدة للمستقبل والرائدة في توظيف التكنولوجيا في ابتكار فرص جديدة. وبفضل هذه الرؤية الواضحة، أصبحت دولة الإمارات نموذجاً يحتذى في التميز وباتت تتصدر مؤشرات التنافسية العالمية في العديد من المجالات، حيث يستند التميز الحكومي في الدولة إلى منظومة متكاملة تهدف إلى تحقيق سعادة الناس عبر تقديم خدمات حكومية بمستوى سبع نجوم، إلى جانب تحقيق أفضل النتائج المالية والتشغيلية. وأود هنا أن أشيد ببرامج التميز الحكومي في دولة الإمارات. وقد ساعدتنا المشاركة في برامج التميز المحلية والعالمية على تطبيق أفضل معايير ومفاهيم التميز بما أسهم في تعزيز كفاءة واعتمادية وتوافرية الخدمات وتحقيق سعادة المتعاملين والتي بلغت 95% العام الماضي”.
وأضاف سعادة الطاير: “في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها بيئة الأعمال، باتت مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص بحاجة إلى اكتساب مستويات أعلى من الرشاقة لتتمكن من مواصلة النمو المستدام. وقد تمكنت الهيئة من تعزيز مفهوم الرشاقة وإدارة المخاطر المؤسسية وفق نموذج للحوكمة يستند إلى أربعة مرتكزات أساسية: الثقة، والمساءلة، والشفافية، والممارسات العادلة. وفي إنجاز يؤكد دورها الريادي، أطلقت الهيئة، بالتعاون مع المعهد البريطاني للمعايير، “مفهوم وإطار عمل رشاقة الأعمال” كأول معيار مؤسسي من نوعه في العالم. ولمرونة الهيئة ورشاقتها دور بارز في نجاحها وتميزها من خلال تحديد الفرص وتحليل البيئة الداخلية والخارجية وتحديد احتياجات المعنيين وتحويلها إلى مبادرات استراتيجية. وفي إطار رؤيتها كمؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة، تواكب الهيئة التطورات في بيئة الأعمال، حيث اعتمدت نموذج المنتج المستقل للطاقة (IPP) الذي يتسم بالعديد من المزايا وساهم في تحقيق أرقام قياسية عالمية منخفضة في أسعار الطاقة الشمسية لمشروعات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي ستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، ليسهم في تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لإنتاج 75% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. وفازت الهيئة بجائزة “التحدي في الابتكار” من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) عن نموذج المنتج المستقل، متفوقة على أكثر من 40 مؤسسة عالمية منافسة، وقررت لجنة تحكيم الجائزة نشر وثيقة المشاركة التي تقدمت بها الهيئة كدراسة حالة تنشر عالمياً تعميماً للفائدة من منهجياتها العلمية والعملية المبتكرة والنتائج المبهرة التي حققتها”.
وأكد سعادة الطاير أن جهود الهيئة في التميز أسهمت في تكريمها من العديد من الجهات المحلية والعالمية المتخصصة، ومنها حصول الهيئة على جائزة الجهة الحكومية المتميزة في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز 2016، وفي 2017، كانت أول مؤسسة تفوز بجائزة الجهة الحكومية الرائدة حسب منظومة الجيل الرابع للتميز الحكومي، وفي 2018، فازت بست جوائز في البرنامج. وهذا الشهر، أعلن البرنامج تقييم الهيئة ضمن مؤسسات “النخبة” حيث أضاف ثلاثة معايير جديدة: “الرشاقة المؤسسية”، و”الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات”، و”الشراكات مع القطاعين الحكومي والخاص”. وفي عام 2017، حصدت الهيئة الجائزة العالمية للتميز من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، كأول مؤسسة خارج أوروبا تحصل على هذه الجائزة المرموقة، والأولى التي تحصل عليها من المرة الأولى للترشح. وحققت الهيئة نتيجة متفوقة في نطاق (750-800) نقطة، ليتم تصنيفها ضمن الفئة البلاتينية التي تضم كبرى الشركات والمؤسسات العالمية الرائدة في مجال التميز. كما تعمل الهيئة على المساهمة في تعزيز الاستدامة وبناء اقتصاد أخضر، بما يضمن تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والأهداف البيئية، وبما يتواءم مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، وتعمل على توفير إمدادات آمنة مستدامة وموثوقة للطاقة والمياه من خلال رفع مستهدفات نسبة مشاركة الطاقة المتجددة، وإدارة الطلب على الطاقة، وخفض انبعاثات الكربون.
وتابع سعادة الطاير: “لضمان استدامة التميز، نتبنى الابداع والابتكار والتحسين المستمر في استراتيجيتنا وخططنا ومبادراتنا، وطورنا استراتيجية خاصة لمحور الابتكار والمستقبل يتم تنفيذها من خلال إطار عمل يعتمد على أنظمة وآليات لتسهيل عملية طرح وإنتاج الافكار وتطبيقها، ووضع الممكنات اللازمة. كما يشمل تبنّي أفضل التقنيات الإحلالية وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي والطائرات الروبوتية وتخزين الطاقة والبلوك تشين، وإدارة البيانات الضخمة وغيرها. وفي خطوة طموحة لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، أطلقت الهيئة مبادرة “ديوا الرقمية”، ذراعها الرقمي، لإعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية والتحول إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها مع توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوفير الخدمات الرقمية. وقد أسهم تطبيق الهيئة لمعايير التميز في ترسيخ مكانتها كواحدة من أفضل المؤسسات الخدماتية على مستوى العالم، وتفوقت نتائجها على نخبة الشركات العالمية، حيث انخفضت نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى 3.3%، والفاقد في شبكات المياه إلى 6.5%، و2.39 في معدل الدقائق المفقودة للمتعامل سنوياً. كما حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، على المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء بعلامة 100% بحسب تقرير ممارسة الأعمال 2020 الصادر عن البنك الدولي، وذلك للعام الثالث على التوالي. وقد باتت الهيئة نموذجاً عالمياً للمقارنات المعيارية”.
واختتم سعادة الطاير بالقول: “التميز رحلة مستمرة ومتطورة تتطلب شراكات فعالة وفق آليات مرنة تضمن الرشاقة المؤسسية والاستعداد لمواكبة التغيرات التي يشهدها العالم في كل يوم. وفي هذا الإطار، لا يفوتني أن أتقدم لبرنامج للتميز الحكومي بالشكر والتقدير على إطلاق التحديثات المهمة على منظومة التميز الحكومي – الجيل الرابع، ونؤكد حرصنا على اتباع توجيهاتها تعزيزاً للدور الريادي لحكومة دبي، واستكمالاً لمسيرة التميز التي بدأت منذ أكثر من 20 عاماً. كما أتقدم بالشكر للسادة الضيوف والمتحدثين، ونأمل أن تسهم هذه القمة في رسم ملامح مستقبل التميز والاستدامة، وأختتم بكلمات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، حيث يقول في كتاب سموه: “رؤيتي: التحديات في سباق التميز” أن “السباق نحو التميز ليس له خط نهاية”.
وأشار المهندس وليد سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميّز في هيئة كهرباء ومياه دبي، إلى أن القمة العالمية للتميز في دورتها الأولى تشهد مشاركة أبرز برامج التميز العالمية، وتم خلالها عرض النموذج الجديد للمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة 2020 والذي تم اختيار الهيئة للمشاركة في اختباره نظراً للمكانة العالمية التي حققتها في مختلف مجالات التميز، كما استضافت الهيئة العام الماضي الزيارة المرجعية السنوية للمؤسسة للاطلاع على معايير وممارسات التميز التي تتبناها قطاعات الهيئة في جميع أنشطتها وعملياتها التشغيلية، وتعريف مجتمع الأعمال بها.
إضافة إلى هيئة كهرباء ومياه دبي، يشارك في القمة مسؤولو التميز في عدد من المؤسسات المحلية والاتحادية منها: وزارة التغير المناخي والبيئة، والهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، والقيادة العامة لشرطة دبي، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي؛ والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، دبي، ومؤسسة دبي للإعلام، هيئة البيئة-أبوظبي، هيئة أبوظبي الرقمية، هيئة أبوظبي للإسكان، وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، والهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية.