توّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الطالبة هديل أنور من جمهورية السودان بطلةً لتحدي القراءة العربي في دورته الرابعة، وذلك في حفل حاشد اليوم احتضنته أوبرا دبي وحضره أكثر من 3 آلاف شخص، حيث نال بطل العرب في القراءة جائزة مالية بقيمة 500 ألف درهم.
كما كرَّم سموه مدرسة مدرسة الإمام النووي من المملكة العربية السعودية، والتي حازت لقب “المدرسة المتميزة” في النسخة الرابعة من تحدي القراءة العربي 2019، وفازت بجائزة المليون درهم، فيما منح سموه أميرة نجيب من مصر جائزة “المشرف المتميز”، البالغة قيمتها 300 ألف درهم إماراتي.
وتوج سموه أيضاً الطالب محمود بلال من السويد بطلاً لتحدي القراءة العربي عن طلاب الجاليات من العرب المقيمين خارج الوطن العربي، حيث نال جائزة قيمتها 100 ألف درهم.
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل الطلبة الفائزين والمشاركين في الدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي مؤكداً سموه بالقول: “العالم العربي هو الفائز الحقيقي بأبطال تحدي القراءة العربي.. فائز بشغفهم بالمعرفة وحرصهم على أن يكونوا دعامات لمستقبل أمتهم المزدهر”، مؤكدا سموه: “أبطال تحدي القراءة هم أمل منطقتنا العربية المساهمة الفعالة في مسيرة الإنسانية نحو التقدم”.
وأضاف سموه: “نحن فائزون بشبابنا العربي القارئ.. فائزون بالأمل الذي يزرعونه في أوطاننا.. شبابنا يبرهنون بأن المنطقة العربية قادرة على استئناف تاريخها العريق في إنتاج المعرفة والعلم لخير البشرية “.
وتابع سموه: “كل مشارك ومشاركة في تحدي القراءة العربي من بين 13.5 مليون طالب وطالبة هو مشروع للمستقبل يزرع الأمل لغد مشرق”، مشيراً سموه: “مهمتنا أن نرعى أبطال القراءة وأن نستثمر فيهم وندعمهم ليكونوا قدوة لعشرات الملايين من الشباب داخل الوطن العربي وخارجه”.
وقال سموه: “القراءة بداية الطريق لمستقبل أفضل قائم على العلم والمعرفة.. والأمم التي تقرأ تمتلك زمام التقدم”.
وختم صاحب السمو: “الأمة العربية قادرة بأبنائها الطموحين والمثابرين والمتسلّحين بالعلم والمعرفة على استعادة المكانة التي تستحقها بين الأمم”.
وشارك أيضا في تكريم أبطال التحدي الأوائل على مستوى كافة الدول المشاركة سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.
وجاء حفل تتويج بطل تحدي القراءة العربي ليختتم موسماً ماراثونياً جديداً من تحدي القراءة العربي في دورته الرابعة، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. وقد شهدت هذه الدورة منافسات وتحديات معرفية وقرائية وثقافية بمشاركة أكثر من 13.5 مليون طالب وطالبة من 49 دولة من الوطن العربي ومن الدول غير العربية التي تقيم فيها جاليات عربية، كما شهدت متابعة وتشجيع الملايين من المشاهدين في مختلف أنحاء الوطن العربي ممن واكبوا ودعموا دورة العام 2019 التي تميزت بتحويل التصفيات ما قبل النهائية إلى برنامج تلفزيوني يجمع بين برامج المسابقات وتلفزيون الواقع وشارك فيه 16 بطلاً متوجاً بلقب بطل تحدي القراءة العربي في 14 بلداً عربياً، وتابع حلقاته السبع التي أذيعت بشكل أسبوعي عبر شاشة MBC ملايين المشاهدين حول العالم.
وتمكنت الطالبة هديل أنور من جمهورية السودان من حسم لقب بطلة تحدي القراءة العربي 2019، في المبادرة المعرفية الأكبر من نوعها عربيا في نسختها الرابعة، بعد منافسات قوية مع المتأهلين الأربعة الآخرين للنهائيات. وجاء فوز هديل باللقب بعدما أظهرت تمكناً في الإجابة عن سؤال لجنة التحكيم، مظهرة قدرة استثنائية في التعبير عن أفكارها بطلاقة واقتدار وبلغة عربية سليمة وهو ما دفع جمهور قاعة الاحتفال إلى منحها نسبة التصويت الأعلى بين المتنافسين الخمسة، والتي ساهمت مع التقييم المرتفع الذي حصلت عليه من لجنة التحكيم في حسم اللقب لصالحها، إلى جانب التقييم التراكمي الذي نالته من خلال أدائها المتميز في برنامج تحدي القراءة العربي على مدى سبعة أسابيع من خوض اختبارات وتحديات متنوعة.
وقدّم بقية المتنافسين وهم البطلة جمانة المالكي من السعودية، والبطلة فاطمة الزهراء أخيار من المغرب، والبطلة آية بوتريعة من تونس، والبطل عبد العزيز الخالدي من الكويت أداءً مميزاً الأمر الذي صعّب من مهمة اختيار بطل وحيد لتحدي القراءة العربي لهذا العام من بينهم، حيث استطاع الطلبة المتأهلين للنهائي التعامل مع أسئلة لجنة التحكيم بثقة، وتمكّن، حيث انعكس مجموع قراءتهم المتنوعة على أدائهم الذي نال استحسان لجنة التحكيم والجمهور.
وحل الطلبة الخمسة في المراكز الأولى عقب التصفيات ما قبل النهائية التي جرى بثها في 7 حلقات أسبوعية ضمن برنامج تحدي القراءة العربي، وسط متابعة الملايين من المشاهدين عبر شاشات التلفزيون. وتميزت التصفيات بالتشويق والإثارة وتنوع التحديات الثقافية والمعرفية بين 16 متنافساً من الأبطال المتوجين في 14 بلداً عربياً، ومرت هذه التصفيات بمراحل متعددة إذ تم تقسيم الأبطال إلى فريقين يضم كل منهما 8 أبطال، وجرت بين أبطال كل فريق تحديات تم على إثرها دخول بعض الأبطال إلى دائرة الخطر قبل أن يبادر عدد منهم بإنقاذ نفسه والعودة لمنطقة الأمان، حيث أسفرت هذه المنافسات عن خروج عدد من الأبطال تباعاً على مدار حلقات البرنامج التلفزيوني، ليصل 5 أبطال فقط إلى التصفيات النهائية.
وتألفت لجنة التحكيم في نهائيات تحدي القراءة العربي في دورته الرابعة من الإعلامية والشاعرة الدكتورة بروين حبيب، والكاتبة التونسيّة الدكتورة ليلى العبيدي أستاذة اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الشارقة، والفنان والمخرج جمال سليمان، حيث أداروا التصفيات في مرحلتيها ما قبل النهائية والنهائية وفقاً لمعايير علمية دقيقة، وذلك عبر تحديات ومنافسات معرفية بين الأبطال وأسئلة متنوعة طرحوها على المتنافسين لنيل اللقب، بهدف اختبار مدى ما يتمتعون به من مواهب وقدرات معرفية وسرعة بديهة، وطلاقة في التعبير، وإجادة في صياغة وترتيب الأفكار، والتعبير عنها بشكل سلس وجذاب وبلغة عربية سليمة.
وشهد الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي 2019 منح لقب المدرسة المتميزة في الدورة الرابعة لمدرسة الإمام النووي من السعودية، بعد اختيارها من ضمن المدارس الثلاث التي وصلت إلى مرحلة التصفيات النهائية. ونالت المدرسة الفائزة جائزة قيمتها مليون درهم لتطوير قدرات المدرسة وإمكاناتها التعليمية ودعم برامجها المعرفية.
وإلى جانب المدرسة الفائزة، وصلت التصفيات النهائية على لقب المدرسة المتميزة لتحدي القراءة العربي 2019 كل من: “ثانوية طرابلس الحدادين الرسمية للبنات” من الجمهورية اللبنانية ومدرسة الرمس للتعليم الأساسي من دولة الإمارات.
وكانت مدرسة الإمام النووي من السعودية قد شهدت مشاركة كامل طلابها البالغ عددهم 566 طالباً في تحدي القراءة العربي لهذا العام. حيث قرأ كل طالب 50 كتاباً، وصل 6 منهم التصفيات النهائية على مستوى المحافظة، و3 طلاب وصلوا التصفيات النهائية على مستوى الدولة. وقد نظمت المدرسة 103 مبادرات وفعاليات ثقافية ومجتمعية للترويج للقراءة، على مستوى المدرسة والمجتمع المحلي بالإضافة إلى تنظيم مبادرات وفعالية عربية، من بينها المشاركة في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب. كما أولت المدرسة اهتماماً خاصاً بفئة الطلاب من أصحاب الهمم والطلاب غير الناطقين بالعربية من خلال توفير الدعم والتسهيلات اللازمة لهم للمشاركة في التحدي. ووزعت المدرسة أكثر من 25 ألف كتاب هدية على الطلاب وفئات المجتمع المحلي. كما أنشأت مكتبة إلكترونية ضمن موقع المدرسة الإلكتروني كي يستفيد من محتواها كافة زوار الموقع، كما حرصت على تحديث مكتبة المدرسة وإنشاء مكتبات صفية، وتخصيص أركان للقراءة داخل المدرسة. كذلك، فعّلت المدرسة وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة مبادرة تحدي القراءة العربي. ونظّمت عروضاً مسرحية وترفيهية ومسابقات قرائية للأطفال في الأسواق التجارية، وقدمت مكافآت عينية ونقدية للطلبة المشاركين في المسابقات.
وللعام الثالث على التوالي، شارك الجمهور في اختيار المدرسة المميزة، بعد أن تم فتح المجال للناس في المنطقة العربية والعالم للتصويت عبر الموقع الإلكتروني للمساهمة في اختيار المدرسة الأكثر تميزاً في دورة هذا العام. وسجل الموقع الإلكتروني تفاعلاً قياسياً مع الدعوة للتصويت خلال الأسبوع الذي سبق الحفل الختامي للدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي.
الأرض ستبقى عربية
وشاركت الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي في الاحتفالية الختامية للدورة الرابعة من تحدي القراءة العربي بعملٍ فني حصري بعنوان “الأرض ستبقى عربية”، ليكون رسالة أمل وعلم إلى كل العالم العربي. والأغنية التي أنتجت خصيصاً لهذا الغرض من كلمات الشاعر المصري مدحت العدل، وألحان وتوزيع الموسيقار اللبناني ميشال فاضل.
وقدّم الإعلاميان أحمد اليماحي وشهد بلان الاحتفالية الختامية التي جرى بثها على الهواء مباشرة عبر شاشة MBC بحضور أكثر من 3000 شخص، بينهم عدد كبير من كبار المسؤولين ووزراء التربية والتعليم في عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى شخصيات ثقافية عربية ودولية وممثلون عن السلك الدبلوماسي في الدولة وأعضاء الوفود المشاركة من الطلبة والمشرفين ومسؤولي المدارس من 49 دولة، وكذلك حشد من المثقفين والإعلاميين والمؤثرين من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.
وتميز الحفل بفقرات متنوعة استعرضت رحلة تحدي القراءة منذ انطلاقه قبل أربع سنوات، كما سلطت الضوء على قصص ملهمة للطلبة والمشرفين والمدارس في مختلف أنحاء الوطن العربي، والمشاركات المميزة لدورة هذا العام من خارج المنطقة العربية.
وشارك في تحدي القراءة العربي هذا العام أكثر من 13 مليوناً و500 ألف طالب وطالبة، من 49 دولة عربية وأجنبية. كما شاركت 67 ألف مدرسة، من القطاعين العام والخاص، ضمن مراحل دراسية مختلفة، وأكثر من 99 ألف مشرف ومشرفة، من معلمين ومعلمات، حرصوا على توفير كل أشكال الدعم للطلبة كما شاركوا في تنظيم العديد من الأنشطة القرائية في مدارسهم. وقد خاض الطلبة مراحل عدة من التحدي بدءاً من التصفيات المدرسية فالتصفيات على مستوى المناطق والمحافظات التي تتبع لها المدارس، وحتى التصفيات على مستوى الدولة.
وتميزت النسخة الرابعة من تحدي القراءة العربي بمشاركة قياسية غير مسبوقة في عدد المدارس وبزيادة نحو 15 ألف مدرسة جديدة مقارنة بالدورة السابقة، وبالتزامن مع ذلك شهدت غالبية المدارس المشاركة تباعاً في الدورات الأربع من تحدي القراءة العربي ارتفاعاً مستمراً في نسبة طلابها المشاركين في التحدي منذ انطلاقته الأولى في 2015.
وسنوياً يشهد تحدي القراءة العربي عدة مراحل تصفية لاختيار أبطال تحدي القراءة العربي ممن نجحوا في قراءة وتلخيص محتوى 50 كتاباً. وتتدرج التصفيات لتشمل الصفوف والمراحل الدراسية ثم المدارس والمناطق التعليمية ثم المديريات أو المحافظات، وصولاً إلى اختيار أبطال التحدي على مستوى كل دولة سواء في الوطن العربي أو الدول المشاركة من خارجه. ويتم اختيار الأبطال المتميزين والمدرسة المتميزة على مستوى كل واحدة من الدول المشاركة استناداً إلى معايير دقيقة موحدة تضمن التقييم الشامل لمختلف الجوانب والمعطيات قبل اختيار الفائزين.
ويبلغ إجمالي جوائز تحدي القراءة العربي 11 مليون درهم إماراتي (ما يعادل 3 ملايين دولار أمريكي). وتنال المدرسة المتميزة الفائزة بجائزة مليون درهم، فيما ينال المعلم الفائز بلقب المشرف المتميّز جائزة نقدية قدرها 300 ألف درهم. أما بطل تحدي القراءة العربي فيحصل على جائزة نقدية قدرها 500 ألف درهم.
وأثمرت دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي قبل عامين إلى فتح باب المشاركة للطلاب والطالبات من خارج الوطن العربي عن مواصلة الزيادة في عدد الدول المشاركة من 44 دولة في دورة العام الماضي إلى 49 دولة في دورة هذا العام.
وكانت الدورة الثالثة من تحدي القراءة العربي شهدت تتويج الطالبة مريم أمجون من المغرب بطلةً لتحدي القراءة العربي، كما توجت الطالبة تسنيم عيدي من جمهورية فرنسا بطلةً عن طلاب الجاليات في الدول غير العربية، وذلك بعد منافسة قرائية ومعرفية سجلت مشاركة 10.5 ملايين من الطلبة في الوطن العربي وخارجه.
أما الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي، فشهدت مشاركة حوالي 7.4 مليون طالب وطالبة من 41 ألف مدرسة، وتوجت الطالبة عفاف الشريف من فلسطين باللقب، بينما سجلت الدورة الأولى من تحدي القراءة العربي مشاركة 3.6 مليون طالب وطالبة من 30 ألف مدرسة، وتوّج الطالب عبد الله فرح جلود من الجزائر بلقب تحدي القراءة العربي.
ويشار إلى أن تحدي القراءة العربي، الذي ينضوي تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، يهدف إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى النشء، وإعادة الاعتبار للغة العربية كلغة قادرة على استيعاب كل أنواع المعارف، والمساهمة في خلق جيل عربي يتمتع بالوعي ومتسلح بالمعارف قادر على بناء مستقبل وطنه والمساهمة الفعالة في مسيرة التنمية في مجتمعه.