أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن برنامجها لخريف 2019، والذي يتضمن مجموعة من المعارض الفردية والجماعية التي تضيء على تجارب مؤثرة في المشهد الفني المعاصر في المنطقة والعالم.
وتأتي هذه المعارض لتؤكد التزام المؤسسة بدعم المشاريع الفنية حول العالم، ورفد المشهد الثقافي والإبداعي في الشارقة والإمارات ببرامج ومبادرات فنية نوعية.
ويأتي أول معارض الخريف تحت عنوان «آدم حنين: علامات فارقة» ويقام بالتعاون مع متحف الشارقة للفنون في الفترة من 21سبتمبر/ أيلول وحتى 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وهو من تقييم الشيخة نورة المعلا، ويتضمن مجموعة من اللوحات والمنحوتات التي أنتجها آدم حنين منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
يعد حنين أحد أبرز النحاتين في العالم العربي، وبعد أن أمضى أكثر من 20 عاماً في أوروبا، عاد إلى مصر عام 1996، ليواصل نتاجه الإبداعي مستخدماً التقنيات التي تستلهم التراث المصري وتعكس خلفيته الثقافية، حيث يستخدم خطوطاً بسيطة وأشكالاً مجردة لإنشاء منحوتات حداثية بأسلوب شعري.
كما يضم البرنامج معرض «أكرم زعتري: ضد التصوير.. تاريخ تفصيلي للمؤسسة العربية للصورة» ويقام في الفترة من 27 سبتمبر/ أيلول 2019 وحتى 10 يناير/ كانون الثاني 2020، في الرواقين 3 و4 في ساحة المريجة، وهو من تقييم هيواوي تشو وبارتوميو ماري.
يعكس هذا المعرض تطور المؤسسة العربية للصورة ومقتنياتها من خلال أعمال ومساهمات مؤسسها المشارك أكرم زعتري، حيث شكّلت هذه المؤسسة على مدار السنوات العشرين الماضية، الوسيلة التي عمل من خلالها زعتري على تطوير مشاريعه وانشغالاته، والدفع بتوسيع مفهوم التصوير الفوتوغرافي وتعريفه، وسيرافق افتتاح المعرض جلسة حوارية بين الفنان والقيمين.
وتقدم مؤسسة الشارقة للفنون بالشراكة مع العربية للطيران معرض ومشروع «32: إعادة التسجيل» البحثي الذي تنظمه القيمة بهافيشا بانتشيا، وهي النسخة الثانية من برنامج العربية للطيران لإقامة القيمين.
ومن خلال اتخاذ المؤتمر الأول للموسيقا العربية الذي استضافته القاهرة عام 1932، كدعامة أساسية ونقطة انطلاق، يسلط المعرض الضوء على انقطاع «ديمومة» الهوية والتاريخ والثقافة المتجسدة في الظواهر الموسيقية، كما تُستخدم الآلات الموسيقية والتدوين والسلم الموسيقي كمنصات للاستقصاء، بهدف دراسة الانقسامات الإيديولوجية والمعرفية الكامنة بين مختلف وجهات النظر حول العالم. يقام المعرض في الفترة بين 27 سبتمبر/ أيلول 2019 وحتى 10 يناير/ كانون الثاني 2020 ، في الرواق 6 في ساحة المريجة، مقدّماً طيفاً من الوسائط، ومنها أسطوانات الفينيل، والأعمال الصوتية، وعروض الأداء، والأعمال التركيبية، بما يظهر أهمية الموسيقا بوصفها ممثلة للقوى الثقافية والسياسية.
ويستضيف بيت السركال في ساحة الفنون معرضاً شاملاً لأعمال الفنانة باني عبيدي وذلك في الفترة من 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 وحتى 12 يناير/ كانون الثاني 2020، وهو من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس المؤسسة، وناتاشا غينوالا.
اهتمت أعمال باني عبيدي الفنية على مدار 15 عاماً، بطرح أسئلة حول الذاكرة الشخصية والوطنية وعلم السياسة الطبيعية، عبر مقاربة عدساتها لباكستان الحاضر، وتاريخ جنوب آسيا بشكلٍ عام. ومن خلال حس دعابة ساخر والاهتمام بالجوانب الأدائية للحياة اليومية، قاربت الفنانة مواضيعها عبر طاقم تمثيلي مكوّن من أبطال – حقيقيين ومتخيلين، بهدف تحديد مكان ما والتعريف بثقافته. ويشتمل المعرض على فيديوهات وصور فوتوغرافية وأعمال صوتية وتركيبية، إلى جانب عملين جديدين أنتجتهما الفنانة بتكليف من المؤسسة.
وتقيم المؤسسة بالتعاون مع المتحف الإيرلندي للفن الحديث، المعرض الاستعادي «شروق، غروب» الذي يضم أعمال الفنانة الراحلة منير شهرودي فارمنفرمايان التي تعدّ واحدة من أهم الفنانات في إيران في عصرها، وهو من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي وريتشل توماس. ويرصد المعرض مسيرة فارمنفرمايان الفنية التي امتدت لأكثر من ستة عقود، ويقام في استوديوهات الحمرية في الفترة من 12 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى 28 ديسمبر/ كانون الأول. يمزج المعرض بين الثقافات والتواريخ الشرقية والغربية، ويقدّم أكثر من 70 عملاً بين الرسم والنحت وتصاميم المجوهرات، إلى جانب الأعمال الورقية والكولاج.
فيما يقدم معرض «مشروع مارس 2019» الذي يقام في الفترة من 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 وحتى 20 يناير/ كانون الثاني 2020، أعمال مجموعة من الفنانين الشباب، هم: أسماء بلحمر وفرح القاسمي ومي راشد وسعيد المدني من الإمارات، وفلوة ناظر من السعودية، وماريو سانتاييا من كولومبيا. وهو من تقييم ريم شديد.
مشروع مارس هو برنامج إقامة تعليمية سنوي للفنانين الشباب يوفر فرصاً للبحث، وتفعيل وتقديم أعمال محدّدة الموقع من خلال زيارات ميدانية، وجلسات حوارية يديرها ممارسو الفنون على مدار سبعة أشهر.
ويشمل برنامج الخريف معرضاُ بعنوان «مربعات مائلة» للفنان مروان رشماوي، وهو من تنظيم متحف بونيفانتن في ماستريخت، هولندا، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون، ويقام في الفترة من 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 وحتى 2 فبراير/ شباط 2020، في الرواقين 1 و2 في ساحة المريجة.
المعرض من تقييم زينب أوز، ويجمع بين ثلاثة من أعمال رشماوي التي يسعى من خلالها إلى توثيق التاريخ عبر مواقع بناء حقيقية وهياكل أساسية، ويستخدم الفنان هذه الفضاءات لابتكار استعارات تشير إلى عمليات جارية في إطار علم آثار المدينة، مثل أعمال الحفريات والتنقيب وتثبيت التربة وربما إعادة الإعمار.
كما تطلق المؤسسة ضمن برنامج الخريف الدورة السنوية الثانية من «نقطة لقاء»؛ معرض الكتاب السنوي المتخصص بعرض مختلف إصدارات الناشرين والمنتجات الفنية محلياً وإقليمياً وعالمياً، في الفترة من 14 وحتى 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
يدعو «نقطة لقاء» الناشرين والفنانين من المنطقة والعالم لتقديم أعمالهم الفردية أو ضمن الأقسام والفئات المقيّمة، حيث يلبي المعرض الطبيعة متعددة الاختصاصات التي يمتاز بها مجال النشر، ويقدم نظرة واسعة حول النشر الفني، عبر تجارب عدد من الدور المستقلة والبديلة.
وتقدم المؤسسة معرض «الشارقة-اليابان 2»، الذي تقيمه يوكو هاسيكاوا، القيّمة الفنية على متحف الفن الحديث في طوكيو، وقيّمة بينالي الشارقة 11، إذ يركز المعرض الذي يقام في الفترة من 20 ديسمبر/ كانون الأول 2019 وحتى 15 فبراير/ شباط 2020، على عروض الأداء والأعمال التركيبية القائمة على الصوت والموسيقى، والتي تقدم تصوراً للعلاقات الجديدة التي تربط الكائنات الحية ببيئتها المادية النسبية والطبيعية. ويضم أعمالاً لمجموعة من الفنانين منهم: يوكو موري، توموكو سوفاج، وكييشيرو شيبويا.
وفي ختام برنامجها لعام 2019 تقدم المؤسسة الدورة الثانية من منصة الشارقة للأفلام في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في سينما سراب المدينة، وسينما الحمراء في الشارقة. وتعدّ المنصة مبادرة سنوية أطلقتها المؤسسة في عام 2018 بهدف دعم السينما في الإمارات وخارجها.
وبالإضافة إلى برنامج الأفلام، تقدم المنصة عدداً من ورش العمل والجلسات الحوارية التي تتطرق لأهم القضايا والعوائق التي تشغل أوساط صناعة السينما. كما تقدم منحة إنتاج الأفلام القصيرة التي يقدم الفائزين بها أفلامهم لتعرض ضمن برنامج الأفلام.
حول مؤسسة الشارقة للفنون
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.