يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأسبوع المقبل، زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، يبحث خلالها مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكبار القادة والمسؤولين الصينيين، تعزيز علاقات الصداقة وتطوير التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتبرز زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الصين، والتي سيرافقه فيها وفد رفيع، يضم عدداً من سمو الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، متانة العلاقات بين البلدين، إذ يعطي تطور التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات، مثالاً واضحاً على عمق الصداقة، وأهمية دور الإمارات المحوري على المستويين الإقليمي والعالمي.
ومن المقرر أن يلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكبار القادة والمسؤولين الصينيين، لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وتشكل الزيارة، التي ستشمل سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الصينيين، فرصة لتوسيع نطاق التبادل التجاري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين البلدين، والنهوض بالتعاون الصناعي والاستثماري.
ويوافق عام 2019، الذكرى الـ 35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات العربية المتحدة والصين، فيما تتجه العلاقات الثنائية لمزيد من تطوير علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي الشامل، وتعزيز الشراكة في جميع المجالات.
وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، بعلاقات تاريخية، أرسى دعائمها القائد المؤسس لدولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، عندما أرسل في اليوم التالي لإعلان تأسيس الدولة في عام 1971، برقية إلى رئيس مجلس الدولة الصيني، آنذاك، «تشو آن لاي»، لإبلاغه بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
حيث رد في حينها «شو أن لاي»، ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد، رحمه الله، يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، وما تلاه من إقامة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، شملت عدداً من الزيارات، أهمها زيارة الرئيس يانج شونج كون كأول رئيس صيني يزور الإمارات عام 1989، وصول إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2018 الماضي.
وفي عام 1990، مثلت زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للصين، محطة انطلاق للعلاقات بين البلدين.
والتي شهدت زيارات متبادلة على أعلى المستويات بعد هذه الزيارة التاريخية، ومنها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2008، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لجمهورية الصين الشعبية عام 2009، والزيارة الثانية عام 2012، والثالثة عام 2015.
كما سجل التاريخ مع مرور الوقت ترسيخاً وتقدماً في مستوى العلاقات بين البلدين، بفعل القوى التي يمتلكها البلدان، ودورهما المتنامي على الساحتين الإقليمية والعالمية.
والناجمة عن القوة السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وموقعها الإقليمي والعالمي، الذي اكتسبته خلال 47 عاماً الماضية، منذ قيام الاتحاد، على يد المغفور له الشيخ زايد، والإنجازات التي حققتها خلال هذه الفترة، حتى باتت اليوم تحتل الكثير من المواقع الأولى على الصعيدين الإقليمي والعالمي، في المؤشرات الاقتصادية والتنافسية على الصعيد العالمي.
وفي الوقت ذاته، ساهمت القوة المالية والسكانية للصين، في تعزيز مكانتها، لتصبح اليوم ثاني أكبر اقتصاد عالمي، ومرشحة خلال السنوات المقبلة لأن تكون في المركز الأول، نتيجة ارتفاع معدلات النمو القوية التي حققتها خلال السنوات الماضية.
وترتكز العلاقات الإماراتية الصينية على أسس من الاحترام والثقة المتبادلة، حيث انطلقت ببدء مرحلة جديدة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1984، وفي ظلّ التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية التي يشهدها العالم حالياً، يجمع البلدين هدف مشترك، يتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار لشعبيهما.
كما تقوم العلاقات الإماراتية الصينية على مبادئ وركائز أساسية مبنية على محاور عدة، أهمها السلم والسلام والتسامح والحوار والانفتاح على الثقافات والأديان المختلفة، وترسيخ الأمن والأمان والاستقرار وضمان تعزيزه، ومد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي.
ولا شك أن العلاقات بين البلدين مرشحة لمزيد من التقدم، بفعل القوى التي يمتلكها البلدان، ودورهما المتنامي على الساحتين الإقليمية والعالمية، والناجمة عن القوة الاقتصادية التي تتمتع بها دولة الإمارات، وموقعها الإقليمي والعالمي الذي اكتسبته، ليس بفعل العامل الجغرافي لوحده، وإنما بفعل قيادتها الحكيمة، والإنجازات التي حققتها، حتى باتت تحتل الكثير من المواقع الأولى على الصعيدين الإقليمي والعالمي في المؤشرات الاقتصادية والتنافسية على الصعيد العالمي.
وتمثل استمرارية تلاقي قيادات الإمارات والصين، أثراً إيجابياً في مسيرة البلدين على المستوى الاقتصادي والسياسي، ومستوى التعاون بين البلدين، خصوصاً أن قيادتي البلدين يدركان أهمية التعاون بين البلدين الصديقين، بما يمتلكانه من عناصر القوة الذاتية لكل منهما، وبما حققته مسيرة التعاون المشترك بينهما.
وشهد شهر أبريل 1985، افتتاح السفارة الصينية في أبوظبي، كما أنشئت القنصلية العامة في دبي خلال شهر نوفمبر عام 1988، فيما افتتحت سفارة الإمارات في بكين يوم 19 مارس 1987، وقنصلية عامة في هونغ كونغ، افتتحت في أبريل 2000، وواحدة في شنغهاي، افتتحت في يوليو 2009.
واتسمت العلاقات بين دولة الإمارات والصين، بالتعاون والتنسيق على المستويين الثنائي والإقليمي والدولي، تجاه معظم القضايا، من خلال الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين في 17 نوفمبر عام 2012، بمبادرة من سفارة الدولة ببكين، ليكون اتفاقية شراكة استراتيجية واضحة البنود ومحددة المعالم، تنضوي تحت مظلتها كل تفاصيل العلاقات الثنائية بين البلدين، وبذل المزيد من الجهود لتحقيق أفضل النتائج، في إطار الزيارات القيادية المتبادلة عالية المستوى، والتي تشكل حجر الزاوية لتنسيق المواقف وتكامل الأدوار بين الدول في سعيها إلى تحقيق مصالحها الفعلية.
وظلت الصين تدعو لحل سلمي لقضية جزر الإمارات الثلاث المحتلة من قبل إيران «طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى».. استناداً لقرارات الأمم المتحدة، حيث يؤكد الجانب الصيني على ضرورة تسوية قضية الجزر الثلاث بالطرق السلمية، وفقاً لقواعد القانون الدولي.
كما شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً مهماً في السنوات الأخيرة، نتيجة لعدد من الزيارات الرسمية التي قام بها عدد من كبار المسؤولين في الدولة للصين، ومن أبرزها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عام 2012، لجمهورية الصين الشعبية عام 2009، والزيارة الثانية عام 2012، والثالثة عام 2015.
وزيارة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي في مايو عام 2014، وزيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، للمشاركة في الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الصيني، على مستوى الوزراء في يونيو عام 2014.
وكان الدكتور سلطان الجابر وزير دولة، قام بزيارة الصين في مايو عام 2014، ونوفمبر عام 2015، فيما قام معالي حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، بزيارة الصين في مايو عام 2015، فيما زار عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، الصين في سبتمبر عام 2015.
كما قام عدد من كبار المسؤولين الصينيين بزيارات لدولة الإمارات، كانت من أبرزها زيارة الرئيس يانج شونج كون، كأول رئيس صيني يزور الإمارات عام 1989، وزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2018 الماضي، وزيارة ون جيا باو رئيس الوزراء الصيني عام 2012، وزيارة تشن دونغ نائب مدير عام التعاون الدولي نائب مدير الإنتربول في جمهورية الصين الشعبية في سبتمبر عام 2015، وزيارة تشاو لي جي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي في جمهورية الصين الشعبية، رئيس دائرة التنظيم للجنة المركزية في مايو عام 2015.