وُلد الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، في دبي في الثاني عشر من نوفمبر عام 1981، ويعود نسبه إلى قبيلة «بني ياس»، إحدى أهم قبائل شبه الجزيرة العربية.
تلقّى الشيخ راشد بن محمد بن راشد تعليمه المدرسيّ في دبي، إلى أن تخرج في مدرسة راشد الخاصة، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية «سانت هيرست» العسكرية العريقة في المملكة المتحدة ليتخرج فيها في العام 2002.
تربّى الشيخ راشد بن محمد على مجموعة من القيم الأخلاقية والإنسانية الرفيعة التي غرسها فيه منذ الصغر والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي تعلم منه فنون ومهارات اتخاذ القرار الصائب، ونقل عنه السمات الواجب أن يتمتع بها القائد الناجح، ما كان له أثر كبير في بناء شخصيته القيادية في مختلف المواقع التي شغلها.
إلى جانب مسؤولياته الرسمية، استحوذ العمل الإنساني على جانب كبير من اهتمام الشيخ راشد بن محمد، حيث كان له العديد من الإسهامات الخيرية، وحرص على المشاركة الشخصية في العديد من النشاطات والمبادرات الإنسانية المهمة ومن أهمها «مبادرة دبي العطاء» التي أولاها اهتماماً كبيراً لنبل أهدافها الرامية إلى مساعدة المجتمعات الأقل حظاً في العالم على مواكبة ركب التقدم عبر توفير فرص التعليم للأطفال.
كان للشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، دوره الملموس في تعزيز المشهد الرياضي الإماراتي، وسُجلت له العديد من الإسهامات التي أثرت في دعم المسيرة الرياضية في دبي، ومن خلال العديد من المواقع ربما من أهمها رئاسته للجنة الأولمبية الوطنية خلال الفترة من 2008 وحتى 2012.
قبل ذلك، شارك في تأسيس «نادي دبي الثقافي الرياضي» في منطقة العوير، وتولى رئاسته قبل أن يُسلمها إلى أخيه سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، في فبراير من العام 2005.
سعى النادي تحت رئاسة الشيخ راشد بن محمد إلى المساهمة بإيجابية في إعداد وتأهيل الأجيال الجديدة من الشباب ثقافياً ورياضياً واجتماعياً، عبر رعايتهم فكرياً وجسمانياً وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، وغرس روح التنافس الشريف فيهم، وحثهم على التفاعل مع الأنشطة الثقافية والاجتماعية، علاوة على تنمية الشعور بالانتماء إلى الوطن والحرص على خدمته وإعلاء شأنه.
لم يقتصر العطاء الرياضي للشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم على ما قدّمه من خلال مناصبه الرسمية في مجال الرياضة المحلية، بل امتد هذا العطاء إلى مضامير المنافسة العالمية، والتي رفع من خلالها اسم دولة الإمارات عالياً خفاقاً بسلسلة من الإنجازات المُشرّفة.
فقد عُرف عن الشيخ راشد بن محمد شغفه برياضات الخيل، لاسيما أنه أحد الفرسان المشهود لهم في مضامير سباقات القدرة العالمية، التي خاض أغلبها إلى جوار والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأخيه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وبقية فرسان الإمارات، حيث أحرز على المستوى الدولي العديد من الانتصارات والألقاب المهمة، وأهمها الميدالية الذهبية للفردي في سباق القدرة ضمن دورة الألعاب الآسيوية «آسياد الدوحة» (ديسمبر 2006) بالإضافة للعديد من البطولات المحلية والإقليمية والقارية والدولية.