بقلم : سمر الديب – (مصر)
يقول أصدقائي المقربين أن كتاباتي في الغالب تشبهني،لا أعلم وأنا بين ثنايا أحرفي حينها بذلك،ففي تلك الأوقات أكون في حالة اندماج،انسجام، وانبهار مع نفسي وأفكاري،حالة لا أجدها بين البشر..سعدت كثيرا بهذة الملحوظة التي تنبه إدراكي للمرة المليون بأنني كتاب مفتوح..وليكن..ففي النهاية أسعدتني.. وهذا يكفي!!!
وحين عبثت بي أمواج عقلي وباتت تؤرقني الكلمات التي وجدتها بريئة بما يكفي،تدعو للإنسانية والعفوية وإعلان و شروع الحرب والسلام في ميدان النفس علي النفس…سقط مني سهواً موضع أخر لحسابات أيام العمر،موضع يخرجني من حالة الحرب مع النفس نحو آفاق أخري،معالم أشد قسوة وتجهماً من غرفتي الوردية وكتبي و أقلامي…وأحلامي!!!
فهناك حروب غير معلنة..وافواه مشوهة،تخبئ بداخلها ألسنة تتلوي كالأفاعي،وقسوة مجتمعية غير مبررة،وقمع عنصري غير انساني…ودول فقيرة..بشعوب ليس لها من فقرها حيلة!!!
هناك صرخات لا تُسمع، وبطون لا تشبع، ودموع لا تجف،وجراح لا تندمل…وطمع لا يخشع!!!
هناك قضايا تثور وتموت سراً في الصدور،يخاف أصحابها بالبوح فيها،خشية من أعين لا ترحم في مجتمع بائس،لا يعرف كيف يعيش سعيداً،فتظل الصدور تحمل مالا يحتمل، حتي تنفجر،ولن يعلم أحد بها، غير صاحبها – الذي انتهت صلاحية روحه معها!!!
تبعث الحياة رسالة لكل هؤلاء المنمقة أرواحهم،بأن واقع الحياة لا يحتمل كل هذة الورود البيضاء…فهناك من القبح ما يمحو من أعينهم تماما ضباب جمال حلم أو أناقة قلم!!!
فطالما كان البر الآخر لي من الرؤية..تحت مظلة ممنوعاتي !!
وتظل الممنوعات محظورات،والمحظورات محبوبات،والمحبوبات بعيدات كالقمر..يبعث النور دون حد الاقتراب!!
الغوص في الممنوعات بالعقل و الكتابة هو الأخطر..لأنك لا تأبه بدرع يحميك من طيّات حقائقها الخفية، فعليك تحمل خطر إثارتك لها،وهي سوف تفعل بك ما تريده أنت…إما أن تقترب وتتحمل عبئ الغرق ثم تتحصن بذكاء النجاة، وإما أن تكتفي بسيرك بمحاذاة شواطئها وتستمتع بما تراه ولا تطاله يداك.
أتمني لقلمي أن يكتب في ممنوعاته..علّه ينجو ولو مرة!!
#سمر_الديب