تجدّدت المواجهات أمس، في المسجد الأقصى في القدس المحتلة لليوم الثالث على التوالي بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين أصيب منهم العشرات، واستصرخ عدد منهم الأمتين العربية والإسلامية التي ينشغل أبناؤهما في حربهم الداخلية، فيما حطّمت قوات الاحتلال بوابات الجامع القبلي التاريخية خلال اقتحام وحشي شنته على المسجد الأقصى من باب المغاربة تخللها اعتداء على المرابطين وإطلاق وابل من القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع وأعيرة مطاطية.
وأصيب 26 فلسطينياً ونقل اثنان منهما إلى المستشفى، وأصيب خمسة من شرطة الاحتلال. وأعلن د. أمين أبو غزالة من الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس في تصريح صحافي «توزعت الإصابات بين الضرب بالهراوات والرصاص المطاطي وتركزت بالأجزاء العلوية من الجسم».
ومع فتح أبواب المسجد للزيارة صباح أمس في تمام الساعة السابعة ونصف بتوقيت فلسطين (8:30 توقيت الإمارات)، تجددت المواجهات بين شبان ملثمين مرابطين في المسجد منذ ثلاثة أيام مع مئات من عناصر شرطة الاحتلال في الموقع.
ودخلت قوات الاحتلال المصلى القبلي داخل المسجد. وقال فراس الدبس المسؤول الإعلامي عن المسجد الأقصى «اليوم هو أعنف يوم، كان الأمر جنونياً وهناك انتشار كبير للقوات الخاصة»، مشيراً إلى أن قوات خاصة وقناصة إسرائيليون يحاصرون المسجد.
وأضاف «اقتحموا المصلى القبلي (باب مصلى الجنازات هو قسم من أقسام المسجد الأقصى) ووصلوا حتى منبر صلاح الدين (منبر المسجد) لكنهم تراجعوا لصلابة المقاومة فيه» من الشبان الفلسطينيين. وذكرت المصادر أن المواجهات أدت إلى تحطيم وتكسير بوابات الجامع القبلي وخراب وتدمير أجزاء منه إلى جانب حرق جزء جديد من سجاد المسجد وتكسير عدد من نوافذه التاريخية.
وقال أحد العاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى إن هذا الاقتحام يعتبر سابقة من خلال اللجوء لتحطيم وتكسير بوابات الجامع القبلي ودهمه بهدف اعتقال المعتكفين بداخله وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير هائل وحرق جزء جديد من سجاد المسجد وتكسير عدد من نوافذ وشبابيك الجامع التاريخية.
وأكد خالد تفاحة (46 عاماً) وهو تاجر فلسطيني «أنا وأولادي وأحفادي مستعدون للتضحية بدمائنا من أجل الأقصى»، مؤكداً أن «الإسرائيليين يريدون تقسيم الأقصى ولكنهم لن ينجحوا».
وقال مصور لرويترز إن المواجهات امتدت إلى مداخل البلدة القديمة في القدس ورشق خلالها شبان جنود الاحتلال بالحجارة وأشعلوا النار في إطارات السيارات ورد الجنود بالطلقات المطاطية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وقالت مصادر فلسطينية إن عدداً من المصلين أصيبوا جراء إطلاق شرطة الاحتلال الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية والغازية في باحات المسجد الأقصى.
وحذرت الرئاسة الفلسطينية من أن استمرار الاقتحامات والاستفزازات الإسرائيلية في القدس «سيكون له عواقب وخيمة».
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه إن «استمرار الاقتحامات والاستفزازات اليومية في مدينة القدس المحتلة واستمرار استخفاف إسرائيل بالمشاعر الدينية الفلسطينية والعربية سيكون له عواقب وخيمة». وهدد أبو ردينه بأنه «سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة واللجوء إلى قرارات مهمة».
ودعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث كيفية وقف المخططات الإسرائيلية فيما دانت الحكومة الفلسطينية اقتحام المسجد الأقصى معتبرة إياه جريمة إرهابية.
واعتبرت حركة «حماس» أن التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى هو «إعلان حرب». وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان إن «على المجتمع الدولي أن يتحرك لوقف الجريمة الإسرائيلية قبل انفجار الوضع بأكمله».