أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أنه بعد أن نجح أباؤنا المؤسسون في إقامة اتحادنا ودولتنا، أطلقوا واحدة من أكبر عمليات بناء العمران والإنسان في التاريخ الحديث ونهضوا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وتمكنوا من توطيد أركان الاتحاد، وتفعيل مؤسسات الدولة وساروا في التنمية الشاملة.
وفيما يلى نص كلمة سموه التي وجهها عبر ” مجلة درع الوطن ” بمناسبة اليوم الوطني الـ47 .
نحتفل بيومنا الوطني السابع والأربعين ومشاعر الفخر والاعتزاز تغمر نفوسنا بأننا إماراتيون ننتمي إلى أمة عريقة، وننتسب إلى دولة شقت طريقها إلى العلا برؤية قادتها وحكمتهم وإخلاصهم، ووحدة شعبها، وسواعد وعقول أبنائها.
في مثل هذا اليوم منذ سبعة وأربعين عاماً، حققنا استقلالنا، وأقمنا اتحادنا ودولتنا. كانت اللحظة الأهم في تاريخنا، وكانت أيضاً لحظة مواجهة التحديات الضخمة الناجمة عن إرث التشتت والتجزئة، وواقع التخلف والجهل.
وفوق ذلك كان التحدي المصاحب لبناء دولة اتحادية لا سابق لنموذجها في عالمنا العربي، ولا تجربة قريبة يمكن القياس عليها والاستفادة من خبراتها.
وبفضل جيل مقدام، وقادة عظام يتقدمهم الشيخ زايد طيب الله ثراه، ومعه رفيق دربه الشيخ راشد رحمه الله ومعهما إخوانهما أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات جمعياً، نجحنا في مواجهة هذه التحديات،
وتغلبنا عليها، وسرنا في طريق الوحدة والتنمية الشاملة، وبنينا نموذجنا الإماراتي المتحالف مع الإنجاز والتقدم والمستقبل، والفريد في تلاحم أبنائه وتكاتفهم والتفافهم حول قيادتهم، والقادر على إحداث التغيير واستيعاب التحديث، وفي الوقت نفسه تعزيز القيم العليا والخصوصية والإيجابي من العادات والتقاليد الاجتماعية.
بعد أن نجح أباؤنا المؤسسون في إقامة اتحادنا ودولتنا، أطلقوا واحدة من أكبر عمليات بناء العمران والإنسان في التاريخ الحديث. ونهضوا لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وتمكنوا من توطيد أركان الاتحاد، وتفعيل مؤسسات الدولة وساروا في التنمية الشاملة، وركزوا على تحسين نوعية حياة الإماراتيين والإماراتيات. كانت إنجازاتهم ضخمة بكل المقاييس، وقد تعززت وتطورت برؤى وجهود قائد حقبة التمكين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وإلى جواره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وأخي الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونحن نحتفل بيومنا الوطني السابع والأربعين، في عام مئوية الشيخ زايد طيب الله ثراه، نجدد نحن أبناء جيل التمكين والتميز عهدنا لوطننا وشعبنا، بأن يظل نهج قيادتنا حياً في نفوسنا وعقولنا، نتمثله في أعمالنا وتفاصيل حياتنا، وأن نعمل بقوة وإخلاص لصون منجزاتنا والإضافة إليها، وفي المقدمة منها حرية وسيادة وأمن واستقرار وطننا. مدركين أن ما أنجزناه في وطننا قد أنجز، وسيصبح في الغد القريب تاريخاً، وأن علينا أن نصون الإنجازات ونضيف إليها، وأن نواكب المتغيرات ونشارك في صنعها، وأن نتمسك بقيمنا ومبادئنا لنضمن سلامة مسيرتنا ونحافظ على خصوصيتنا وهويتنا الوطنية.
أهنئ قادتنا بحلول يومنا الوطني السابع والأربعين، وأسأل الله أن يديم عليهم نعمة الصحة والعافية ويمد في أعمارهم. وأهنئ أبناء وبنات الإمارات وأسأل الله أن يديم عليهم الازدهار ويكتب لهم النجاح والفلاح.
وتهنئة خاصة إلى جنود قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وإلى أبطالنا في ساحات الوغى، وأسأل الله أن يكتب لهم النصر المؤزر، ويعيدهم سالمين غانمين إلى ذويهم ووطنهم، وأسأله سبحانه وتعالى أن يعلي مقام زملائهم الذين استشهدوا دفاعاً عن الحق وإحباطاً للعدوان على اليمن الشقيق.