أبرمت أبوظبي ممثلة بشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” اليوم اتفاقية امتياز حصلت بموجبها شركة “إيني” الإيطالية للنفط والغاز على 25% في مشروع عملاق للغاز الحامض البحري وتضم منطقة امتياز “غشا” حقول ” الحيل” و”غشا” و”دلما” البحرية.
ووفقا لبنود الاتفاقية – التي تعد أول اتفاقية امتياز للغاز عالي الحموضة – تتحمل “إيني” نسبة 25% من المصاريف التطويرية للمشروع الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات.
يأتي الإعلان عن الاتفاقية عقب اعتماد المجلس الأعلى للبترول خطة أدنوك الجديدة للغاز التي تهدف لتحقيق اقصى قيمة من مكامن الغاز في أبوظبي، ودعم جهود دولة الإمارات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز مع إمكانية التحول إلى تصديره.
وقع الاتفاقية – التي تسري لمدة أربعين عاما – كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية ” أدنوك ” ومجموعة شركاتها وكلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة “إيني”.
وسيسهم المشروع في تطوير مركز للغاز عالي الحموضة في المنطقة، كما أنه سيحقق العديد من المنافع للاقتصاد المحلي من خلال برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة، والذي يهدف لتعزيز المحتوى المحلي وتوثيق التعاون مع شركات القطاع الخاص وإتاحة المزيد من الفرص التجارية أمامها بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي وتوفير وظائف إضافية للمواطنين في هذا القطاع الهام.
وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر – بهذه المناسبة – “تماشيا مع توجيهات القيادة بتطوير الموارد الهيدروكربونية وتحقيق أقصى قيمة ممكنة منها، تأتي هذه الاتفاقية لتسهم في ضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز تلبي احتياجات دولة الإمارات، حيث يعد هذا الالتزام أحد ركائز استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي. ويمثل تطوير الموارد البحرية من الغاز عالي الحموضة في حقول “الحيل” و”غشا” و”دلما” بأسعار تجارية، مرحلة مهمة ستسهم في تحقيق هدفنا الاستراتيجي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز مع إمكانية التحول إلى تصديره”.
وأضاف: “تجمع هذه الاتفاقية بين خبرة أدنوك الرائدة في مجال تطوير الغاز عالي الحموضة، والمهارات والقدرات الإدارية والفنية لشركائنا في “إينى” وخبراتهم في مجال تطوير الحقول، مما يدعم جهودنا الرامية إلى تسريع عملية تطوير وإنتاج الغاز من مشروع حقول “الحيل” و”غشا” و”دلما”، ويسهم في خفض التكاليف لضمان تحقيق أقصى قيمة من موارد أبوظبي من الغاز، كما أنه يتماشى مع توجهنا نحو تركيز التعاون مع جهات تشاركنا نفس القيم وتساهم في تنفيذ استراتيجيتنا الطموحة للنمو، حيث تجري أدنوك حاليا مناقشات مع العديد من الشركاء الجدد حول نسبة الـ 15% المتبقية من حصة 40% المخصصة لشركات النفط والغاز الأجنبية المتوفرة في امتياز غشا “.
ويهدف مشروع “الحيل” و”غشا” و”دلما” لمعالجة الغاز عالي الحموضة إلى استغلال موارد مكمن “العرب” والذي يقدر أن يحتوي على عدة تريليونات من الأقدام المكعبة القياسية من الغاز القابل للاستخراج، حيث من المتوقع أن ينتج المشروع أكثر من 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا عند بدء تشغيله في منتصف العقد المقبل. ومن المتوقع أن ينتج امتياز “غشا” كميات غاز كافية لتلبية احتياجات ما يزيد عن 2 مليون منزل من الكهرباء. ومع اكتمال المشروع، سينتج أيضا أكثر من 120 ألف برميل من النفط والمكثفات عالية القيمة يوميا.
من جانبه قال كلاوديو ديسكالزي: “نحن نتبع استراتيجية للنمو في الشرق الأوسط، وإبرام هذه الاتفاقية اليوم يجدد التأكيد على رغبتنا في ترسيخ حضورنا في أبوظبي، وذلك عقب الاتفاقيات التي تم توقيعها في مارس الماضي مع أدنوك. كما تعتبر اتفاقية اليوم دليلا آخر على التحالف القوي مع شريك مهم مثل أدنوك، وإشارة مهمة للثقة في نموذج أعمالنا بمجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج الذي يحظى بتقدير عالمي من خلال التكامل والدمج بين أعمال الاستكشاف والتطوير والذي أتاح لنا تحقيق نتائج استثنائية خلال السنوات الأخيرة في مجال الاستكشاف، وكذلك في تطوير اكتشافاتنا في وقت قياسي حسب معايير السوق”.
وسيطبق مشروع “الحيل” و”غشا” و”دلما” أحدث التقنيات الذكية مستفيدا من الابتكارات الرقمية الجديدة لضمان الوصول عن بعد لجميع المرافق الرئيسية عبر الجزر الطبيعية والصناعية ومنصات الآبار التابعة للمشروع.
وسيتم تشغيل جميع مرافق المشروع النائية من غرفة تحكم مركزية في منطقة “المنايف” والتي يمكن من خلالها القيام بتدخلات وتعديلات فورية عندما تكون هناك حاجة لذلك. وتسهم التقنيات الذكية التي تستخدمها أدنوك في تعزيز القيمة من احتياطيات الغاز والتقليل قدر المستطاع من تدخل الإنسان في العمليات، وحماية البيئة والأصول على حد سواء.
وإلى جانب تطويرها لمنطقة امتياز “غشا”، تخطط أدنوك لزيادة الإنتاج من “مكمن شاه” إلى 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا، والمضي قدما في تطوير حقلي “باب” و”بوحصا” للغاز الحامض، فيما تعمل الشركة كذلك على تحقيق أقصى قيمة ممكنة من مصادر الغاز الأخرى والتي تشمل الأغطية الغازية في أبوظبي واحتياطيات الغاز غير التقليدية، بالإضافة إلى مخزونات الغاز الطبيعي الجديدة والتي سيستمر تقييمها وتطويرها مع متابعة الشركة لأنشطتها الاستكشافية.
وستستفيد أدنوك في تطوير مكامن “الحيل” و”غشا” و”دلما” من نجاحاتها وخبراتها العالمية التي اكتسبتها خلال تطوير الغاز عالي الحموضة من مكمن “شاه” منشئة بذلك مركزا للغاز عالي الحموضة في المنطقة.
وكانت “أدنوك” قد وقعت اتفاقيتي امتياز مع شركة “إيني” الإيطالية للنفط والغاز في مارس الماضي، حصلت بموجبهما الأخيرة على 10% في امتياز “أم الشيف ونصر” و5% في امتياز “زاكوم السفلي”، وذلك في أول مرة تشارك فيها شركة إيطالية تعمل في قطاع الطاقة في امتيازات النفط والغاز في أبوظبي.
وتدير “إيني” عملياتها في 73 دولة تشمل إيطاليا ودول شمال وغرب وشرق إفريقيا والجرف القاري في النرويج وخليج المكسيك وبحر البلطيق وإندونيسيا وأستراليا وجنوب أوروبا والشرق الأوسط والشرق الأقصى وشرق البحر المتوسط وبحر بارنتس الروسي وألاسكا.