عندما يكون أقصي ما نفكر به أن نصبح سُعداء،ونعيش بتناغم وانسجام مع الفكر والقلب، نكون قد حصلنا علي ما يكفي من الحياة لنهدأ وتستكين توقعاتنا تجاه أنفسنا والآخرون، عندها فقط سوف تُزهر داخلنا ألوان جديدة، بمعاني حقيقية، وانعكاسات وردية،لن تتخفّي سنوات العمر وراء مصطلحات ثرثريّة تُسكِّن ألمْ أيامنا وتُجبرها بمكر علي لَفْظِها خارج المسار!!
كل فكرة هي أمل… استهلكت داخلنا سنوات وقناعات وتجارب،أهم ما يُميّزها هو الوصول للسعادة والسلام! فهناك مقاييس وطرق محددة، نري من خلالها نور وهدي الطريق أمام صخب الحياة..
1- الإيمان… فكرة وحقيقة تترك بصماتها بقوّة في صُنع الحاضر والمستقبل، إيماننا بأنفسنا وثقتنا بقدرتنا وتقديراتنا الشخصية للأمور هي نقاط تقود صمتك وغِناك الداخلي أمام كل أوجاع البشر والقدر… أحياناً نبتكر طُرقاً أشدّ بؤساً من تلك التي هَرِبْنا منها ظنّاً منّا أنّها الملْجأ، ولكن إيمانك بنفسك هو الملْجأ الحقيقيّ منذُ البداية.
2- الهدف…كما أن وضوح الهدف وثباته علي طريق واحد، واستمرار المثابرة عليه هو إلتزام مطْلق ليس من الممكن بأن لا يأتي ثماره،فهو ثابت كثبات الهويّة، فلنْ تستطيع بذل كُل تلْك الطاقة من داخلك إلا إذا كان هدفك يُشبهكَ تماماً….يُشبهكَ في كل شئ!
3- الهدوء…فهو قوّة خاصّة لا يتمتّع بها كل البشر،قوّة تحْتاج إلي صبْر مالا تطيق تحمّله، إلي أن تصل لمرحلة اللاغضب من كل الأشياء التي كانت بالسابق تُزعجك، وآثار تلْك القوّة تظْهر في ردودك وإهتماماتك وأفعالك مع نفسك أولاً.
4- القوّة الروحيّة…فهي حقيقتك الوحيدة،الكثير منا يجهل رعايتها والتعرّف عليها، فلو استمررت في إهمالها لإنتظار من يدْعمك،فسوْف تظل عالقاً في الطريق ضحيّة الجزْء الخامِل في عقلك،اعد شحْنِ روحك بطريقَتك أو بالطُرقِ المتعارفْ عليها كتمارين التأمّل مثلا.
5- الوقت…هدْره يهدر عمرك،وهو من أكثر الأشياء في الحياة تتطلّب التركيز في التعامل معها بحزْم وإتقان.
6- الفرصة…كنزٌ ماسيّ لمن يقدّرها وينتظرها بطاقة مشتعلة وقلب شغوف لمن يترّقبها، ويقينه بأنّها آتية لا محالة وفي أتمّ الإسْتعداد لإقتناصها بنجاح.
7- اتْبع الطريق بطريقتك…من يُريد يسْتطيع،ليس عليه أن يبتكر الطريق..فالطريق معروف ومفتوح لكل الناس في أي وقت..فقط عليه أن يتبعه لكن بشخصيته و طريقته الخاصة.
8- القراءة…ليست صومعة من الكتب تُلزم نفسك بها…القراءة أسلوب حياة يساعدنا علي تطوّر رؤيتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا..فالقراءة أمان وحماية للأبد.
9- أنتْ إنسان عاديّ…يتوقّع كلّ إنسان من نفسه الكثير،وبأن لديه مقوّمات مختلفة تميّزه عن غيره،فهذا بعيد كل البُعد عن العالم الحقيقي..فأنت شخصٌ عاديّ تماماً مثْلهم جميعاً،ومن يؤمن بنفسه بالفعل يري ذلك أوّل حقيقة،فيتقبّل نفسه بقوته وضعفه،متصالحاً ومتزنا مع هويّته،من هنا يبدأ المسار!
10- حتّي حافّة الحلم…أن تصلْ بالطريق حتي النهاية،حين لا يوجد للتردد حيّز،ولا توجد هناك اختيارات أخري،فأنت تعلم أنها ليست لك،وفي طريقك لحافة الحلم علي خطٍ مستقيم،ولنْ تتراجع مهما كانت الأسباب.
11- قوّة الدفْع…كثير من الأوقات نشْعر بفقدان الحب والأمان،وينعكس ذلك علي طاقتنا في إتمام الأمور بالشكل الذي يليق،أو قد نؤجل ولا نقوم بالعمل من الأساس،فقد أدركت أن دفْع النفس لفِعل ما تُريده هو سرّ انجاز كل النجاحات الكبيرة التي لم تتوقعها يوماً منذ البداية.
12- النظرة الكوميدية للأشياء…كل عيْن تختلف عن الأخري،فهناك عين تُدرك بؤس المواقف التي تراها أمامها،وهناك أخري تسْتنبط منها ضحكة وبسمة وإلهام روحيّ….فما يسْكن داخل القلب تراهُ العين.
يري كلٌ منّا نفس الحقائق والرؤي بعد تجارب عديدة وخبرات موثقة بالسنوات، مِنّا من يقدر علي ترجمتها بدقّة الحروف، ومِنّا من تسكُنه آلامها فقط دون أن يحاول حتي تذكّرها ويمْضي قدماً،تختلف طبائع البشر وتتدرج حكمة عقولهم،ولكن في النهاية توجد علامات وطرق تتحدد بها المصائر والقيم،لا يختلف عليها أحد…فهم جميعاً…داخل المسار!!
بقلم: سمر الديب – (مصر)