أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تواصل الإصلاحات وماضية قدماً في الحرب على التطرف والإرهاب، مشدداً على أن حادث الصحافي جمال خاشقجي مؤلم لجميع السعوديين ولكل إنسان، وأن المملكة تقوم بكل الإجراءات القانونية للوصول إلى نتائج، وأن يأخذ المجرمون العقاب الرادع. وسبق ذلك اتصال أجراه ولي العهد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ناقش خلاله الخطوات اللازمة لتسليط الضوء على القضية.
واعتبر محمد بن سلمان أنه (مقتل خاشقجي) حادث بشع وغير مبرر، وأن المملكة تقوم بكل الإجراءات القانونية للوصول إلى نتائج، وأن يأخذ المجرمون العقاب الرادع. وأضاف: إن التعاون بين السعودية وتركيا عمل مميز، وإن هناك الكثيرين يحاولون استغلال الظرف.
وقال: لن يحدث هذا الشرخ بين تركيا والسعودية، طالما هناك الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واتهم ولي العهد جهات لم يسمها بمحاولة الإيقاع بين السعودية وتركيا قائلاً: «بلا شك التعاون اليوم بين السعودية وتركيا مميز، والكثير يحاول استغلال هذا الظرف المؤلم للإيقاع بين الدولتين، وأريد أن أرسل لهم رسالة من هنا وهي أنهم لن يستطيعوا عمل ذلك ما دام موجوداً ملك اسمه سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد اسمه محمد بن سلمان، ورئيس في تركيا اسمه أردوغان». وأضاف: «لن يحدث هذا الشرخ وسوف نثبت للعالم أن الحكومتين متعاونتان، والعدالة في الأخير سوف تظهر».
واعتبر ولي العهد أنه يعيش بين «شعب جبار وعظيم»، طالباً من الجمهور على سبيل الممازحة عدم تصديقه والثقة بالأرقام. وقال: إن همّة السعوديين مثل «جبل طويق ولن تنكسر». وأوضح أن المملكة تواصل الإصلاحات والإنفاق على البنية التحتية، موضحاً أن المملكة ماضية قدماً في الحرب على التطرف والإرهاب.
وأشار إلى أنه «حان الوقت لإعادة هيكلة قطاعات الأمن الوطني في السعودية». وقال «لا نتوقع أن ننتصر في كل المعارك لكن همة السعوديين لا تنكسر». وقال الأمير محمد بن سلمان إن المملكة ماضية قدماً في الحرب على التطرف والإرهاب. وأضاف «كل مشاريعنا ماشية، الإصلاح ماشي وحربنا على التطرف ماشية وحربنا على الإرهاب ماشية، مهما حاولوا كبح جهودنا فلن نتوقف».
في الاثناء، أشار رئيس الوزراء اللبناني المكلف رفيق الحريري خلال جلسة نقاش إلى أن السعودية مُستهدفة والبعض يحاول تعطيل نجاحاتها مؤكداً: «نحن مع السعودية من أجل التطور».
وقال إن «لبنان يواجه تحديات كبرى، وهذه الحكومة التي نشكلها اليوم سيكون فيها وفاق وطني، والحكومة السابقة كانت أيضاً حكومة وفاق وطني ونجحنا فيها في مؤتمرات عدة لمصلحة لبنان ومن بينها مؤتمر سيدر». وأعلن أنه سيتم تشكيل الحكومة «في غضون الأيام المقبلة».
وأضاف «خلال الأيام المقبلة سنكون قد أنجزنا التشكيل الحكومي». وأضاف «كل التأخير اليوم في ملف تشكيل الحكومة هو من أجل الخروج بحكومة تحقق آمال المواطنين». وتابع «لا يمكننا اليوم أن نحكم كما كنا نحكم في السابق، وثمة قوانين تحتاج إلى عملية تحديث». وأكد أن «دور المرأة سيكون كبيراً في هذه الحكومة الجديدة، كما أنها ستتضمن تكنوقراط».
وأشار إلى أن «الحكومة المقبلة ستكون صورة عن مجلس النواب الجديد (البرلمان)، الذي أقر كل القوانين الضرورية من أجل تنفيذ مؤتمر سيدر». وشدد الحريري على ضرورة توافق «الفرقاء اللبنانيين على الإصلاحات الاقتصادية».
وأوضح أن «كل تأخير اليوم في ملف تشكيل الحكومة هو من أجل الخروج بحكومة تحقق آمال المواطنين»، لافتًا إلى أنه «لا يمكننا اليوم أن نحكم كما كنا نحكم سابقاً». وأكد أن «دور المرأة سيكون كبيراً في هذه الحكومة، كما أنها ستتضمن وزراء تكنوقراط».
وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل الحريري وبحث معه التطورات في لبنان والمنطقة.وأجرى الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي ناقشا خلاله الخطوات اللازمة لتسليط الضوء على قضية خاشقجي.
السعوديون يحتفون بكلمة محمد بن سلمان
جذب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأنظار إليه، أمس، عندما تعهد بالعمل حتى النهاية لتحقيق أهداف تتمثل بتحويل المملكة إلى «أوروبا جديدة في الشرق الأوسط»، وسط احتفاء واسع من مواطنيه الذين يتابعون عن كثب تغييرات متسارعة وغير مسبوقة تعيشها المملكة.
وكان الأمير محمد بن سلمان يتحدث في جلسة حوارية على هامش منتدى مبادرة الاستثمار المقام حالياً في مدينة الرياض، بحضور رفيع المستوى من مسؤولين سياسيين واقتصاديين من داخل المملكة وخارجها، عندما بدأ الحديث عن مستقبل بلاده والمنطقة.
وتفاعل السعوديون مع تشبيههم بـ«جبل طويق»، ووصفه إياهم بأنهم «شعب عظيم وجبار». ووجد صدى واسعاً في البلاد قوله إن «هناك قفزات فلكية في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية».
وتشارك نخب دينية وثقافية تضم دعاة وكتاباً وفنانين وإعلاميين ومشاهير في المجتمع، بالتفاعل مع النقاش الواسع حول أحلام ولي العهد السعودي وإصراره على تحقيقها، فيما تتنوع تعليقاتهم بين الاحتفاء بالمستقبل الموعود تارةً، والحض على الانخراط في خطط العمل تارةً أخرى، بينما تحضر الثقة بتحقق ذلك الحلم في المستقبل القريب لدى فريق كبير ثالث.
وقال الداعية السعودي المعروف، عائض القرني، في تعليق على حديث ولي عهد المملكة: «طموح يعانق النجوم، عزم إلى حدود السماء، إنجاز يُبهر العالم، همّة تنطح الثُريا، يا محمد يا بن سلمان الوطن فيكم يفاخرْ / شعبكم دون الوطن بأرواحهم بايع وشاري. فوق هام السُحب سافر بالوطن والحظ باهرْ / فالك التوفيق والإنجاز ياذيب الغداري».
واختار الكاتب المتخصص بالتاريخ، سلطان الموسى، الإشارة إلى الربط بين اسم النهضة التي تحدث عنها الأمير وشخصه، عندما قال إن التغييرات التي ستجري ستندرج في فترة زمنية سيطلق عليها «عصر محمد بن سلمان». وكتب الموسى موضحاً: «يُشير مصطلح (عصر النهضة) عادةً إلى تلك الحركة الثقافية التي قادت أوروبا في القرن الرابع عشر إلى النور والازدهار، وعلى غير العادة، سيتغيّر معنى هذا المصطلح في أذهان السعوديين مستقبلاً، وسيشير حتماً إلى عصر محمد بن سلمان».
واختار الفنان السعودي، فايز المالكي، الاحتفاء بحديث ولي العهد، من خلال نشر جزء منه عن طموحات مستقبل المنطقة، والتعليق عليه بالقول: «والله إنك زعيم لا يتكرر».
ومن الصعب حصر تفاعل السعوديين مع حديث بن سلمان عن المستقبل، إذ يتصدر الحديث عن الأمير الشاب كل الموضوعات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة مع انضمام مزيد من المدونين ومن مختلف شرائح المجتمع إليه.
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ممازحاً الحضور: إن «دولة الرئيس الحريري جالس يومين في السعودية.. لا تطلع إشاعات أنه مخطوف». وبعد أن رد الحريري ممازحاً أيضاً بالقول «موجود هنا بمحض إرادتي»، أشار إلى أن المملكة العربية السعودية مُستهدفة والبعض يحاول تعطيل نجاحاتها مؤكداً: «نحن مع السعودية من أجل التطور».
فرنسا وإسبانيا: السعودية شريك استراتيجي
أعادت فرنسا، أمس، التذكير بالعلاقة الاستراتيجية مع السعودية، مؤكدة أنها لن تتخذ أي قرار متسرع بشأن تلك العلاقة، في حين دافع رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، أمس، عن صفقة عسكرية أبرمتها بلاده مع المملكة، مشيراً إلى أن حادثة خاشقجي لا تمنعنا من التصرف بمسؤولية، باذلاً في ذلك جهوداً كبرى للتوفيق ما بين مختلف المتطلبات السياسية والدبلوماسية، مستنكراً في الوقت نفسه الواقعة.
وأفاد مصدر من مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، أمس، أن فرنسا لن تتخذ أي «قرار متعجل» بشأن مستقبل علاقتها الاستراتيجية مع السعودية إلى أن تتضح الحقائق حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وأضاف المصدر، بحسب ما أوردت وكالة رويترز: «إذا كانت قرارات ستتخذ في المستقبل فإنها ستتخذ استناداً إلى حقائق تكون قد اتضحت ومسؤوليات تحددت بشكل واضح».
وفي مدريد، دافع رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، أمس، عن صفقة عسكرية أبرمتها بلاده مع المملكة، مشيراً إلى أن حادثة خاشقجي لا تمنعنا من التصرف بمسؤولية، باذلاً في ذلك جهوداً كبرى للتوفيق ما بين مختلف المتطلبات السياسية والدبلوماسية، مستنكراً في الوقت نفسه الواقعة.
وأعلن أمام مجلس النواب: «إن سألتم ما هو موقفي الآن وهنا، فهو في الدفاع عن مصالح إسبانيا وعمل قطاعات استراتيجية أغلبها موجود في مناطق متضررة للغاية».
وعزا سانشيز تحول الموقف الحكومي لضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع السعودية، الشريك التجاري الأساسي لإسبانيا.
إلى ذلك نقلت «سكاي نيوز عربية» عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قولها إن بلادها ستمنع المشتبه بهم في قضية مقتل خاشقجي من دخول أراضيها.
وأضافت ماي، خلال كلمة أمام البرلمان، أنها ستتحدث مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وقالت: «تظل هناك حاجة ملحة لمعرفة ما حدث بالتحديد فيما يتعلق بالقضية.. أنا شخصياً أتوقع أن أتحدث مع الملك سلمان في وقت لاحق».
وتابعت: «وزير الداخلية يتخذ إجراءات ضد جميع المشتبه بهم لمنعهم من دخول بريطانيا، وإذا كان هؤلاء الأفراد لديهم بالفعل تأشيرة دخول فإنها ستلغى اليوم».
خطوة بريطانيا جاءت بعد يوم واحد من إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن إلغاء تأشيرات دخول 21 سعودياً، مشتبه بهم في القضية، إلى الولايات المتحدة، أو سيكونون غير مؤهلين للحصول على تأشيرات بسبب مقتل خاشقجي.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تعمل على جمع المعلومات بشأن قضية خاشقجي، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات على المتورطين في القضية. وأضاف أنه سيعمل مع وزارة الخزانة لبحث إمكان تطبيق قانون ماغنتسكي للمساءلة العالمية على هؤلاء الأفراد، مؤكداً أن بلاده لديها مصالح استراتيجية مشتركة مع السعودية.
وكان النائب العام السعودي قد كشف أن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في قضية خاشقجي كشفت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء وجوده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع خاشقجي، ما أدى إلى وفاته.
وعلى أثر ذلك، أمرت السلطات القضائية في السعودية بحبس 18 شخصاً على ذمة القضية، جميعهم من الجنسية السعودية، «تمهيداً للوصول إلى كل الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة».
وأمر العاهل السعودي بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني، من منصبهما، إضافة إلى إنهاء خدمات عدد من الضباط بالاستخبارات العامة.