|  آخر تحديث أكتوبر 21, 2018 , 15:06 م

الإمارات تشيد بقرارات وتوجيهات خادم الحرمين بشأن قضية خاشقجي


الإمارات تشيد بقرارات وتوجيهات خادم الحرمين بشأن قضية خاشقجي



أعلنت المملكة العربية السعودية نتائج تحقيقاتها في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدةً وفاته إثر شجار مع أشخاص داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وأوقفت المملكة بشكل فوري 18 شخصاً على ذمة التحقيق، مشيرةً إلى أنهم حاولوا التكتم على الحادثة، فيما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مراسيم ملكية أعفى فيها مسؤولين رفيعين وعدداً من الضباط من مناصبهم، وأشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات وقرارات خادم الحرمين الشريفين بخصوص الحادث المؤسف الأليم الذي أودى بحياة المواطن السعودي جمال خاشقجي، فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ثقته في التحقيقات السعودية.

 

 

وأثنى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، على ما أولاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من اهتمام كبير وحرص بالغ على تحري الحقيقة في هذا الموضوع، وهو ما تجسّد في توجيهاته وقراراته بكل شفافية وعدل، وبما يكفل المحاسبة القانونية العادلة.

 

 

وقال سموه إن المملكة العربية السعودية الشقيقة، ممثلةً بقيادتها، كانت ولا تزال دولة المؤسسات التي تقوم على العدل والإنصاف، وإن القرارات والإجراءات الملكية التي اتُّخذت بعد التحقيق الذي تم في هذه القضية تؤكد مجدداً هذه القيم والمبادئ الراسخة بما يكفل تطبيق القانون والعدالة. وابتهل سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في ختام تصريحه، بأن يحفظ الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادةً وشعباً، ويجنّبها كل سوء.

وكان خادم الحرمين الشريفين أصدر أوامر ملكية، فجر أمس، قضت بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد بن حسن بن محمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني من منصبيهما، وإنهاء خدمات عدد من الضباط في الاستخبارات العامة، وهم اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح، مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات، واللواء عبد الله بن خليفة الشايع، مساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية، واللواء رشاد بن حامد المحمادي، مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة.

 

 

ووجه خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها، والتسلسل الإداري والهرمي بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات. وذلك إثر الحادث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي.

وقضى الأمر الملكي الصادر بناءً على ما رفعه ولي العهد إلى خادم الحرمين الشريفين عن الحاجة الماسة لتشكيل اللجنة وللمصلحة العامة التي تقتضي ضرورة ذلك، حيث أمر الملك سلمان بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد وعضوية عدد من أعضاء المجلس وهم الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان، والدكتور إبراهيم العساف، وخالد العيسى رئيس الديوان الملكي، وعادل الجبير وزير الخارجية، وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة، وعبد العزيز الهويريني رئيس أمن الدولة، وأن ترفع اللجنة نتائج أعمالها خلال شهر من تاريخه.

وفي تفاصيل التحقيقات السعودية بشأن وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي، قال مصدر سعودي مسؤول إن وفاة خاشقجي حدثت إثر شجار داخل القنصلية السعودية في تركيا. وأكد المصدر أن موضوع اختفاء خاشقجي أثار اهتمام السعودية على أعلى المستويات، للملابسات التي أحاطت باختفائه، لتتخذ السعودية الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة، وباشرت إرسال فريق أمني إلى تركيا للتحقيق والتعاون مع الأجهزة النظيرة في تركيا.

 

وأضاف المصدر أنه عقب ذلك تم تشكيل فريق أمني مشترك بين السعودية وتركيا، مع السماح للسلطات الأمنية التركية بدخول قنصلية السعودية في إسطنبول ودار السكن للقنصل السعودي، حرصاً من المملكة على معرفة الحقائق كافة. كما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للنائب العام في السعودية سعود المعجب أمراً بإجراء التحقيقات اللازمة. وحققت النيابة العامة مع عدد من المشتبه فيهم بناءً على المعلومات التي قدّمتها السلطات التركية للفريق الأمني المشترك لمعرفة ما إذا كان لدى أي منهم معلومات أو له علاقة بما حدث، إذ كانت المعلومات التي تنقل إلى الجهات الأمنية تشير إلى مغادرة المواطن جمال خاشقجي القنصلية.

 

 

 

وإنفاذاً لتوجيهات القيادة السعودية بضرورة معرفة الحقيقة بكل وضوح، وإعلانها بشفافية مهما كانت، أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة قيام المشتبه فيهم بالتوجه إلى إسطنبول لمقابلة المواطن جمال خاشقجي، لظهور مؤشرات تدل على إمكانية عودته إلى البلاد. وذكر المصدر أن نتائج التحقيقات الأولية كشفت أن المناقشات التي تمت مع المواطن جمال خاشقجي أثناء وجوده في قنصلية المملكة في إسطنبول من قِبل المشتبه فيهم لم تسر بالشكل المطلوب، وتطورت بشكل سلبي أدى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهم وبين المواطن خاشقجي، وتفاقم الأمر مما أدى إلى وفاته، وإلى محاولتهم التكتم على ما حدث والتغطية على ذلك.

وأضاف المصدر أنه في الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمتها البالغ عددهم 18 شخصاً من حاملي الجنسية السعودية، فإن السعودية تعرب عن بالغ أسفها لما آلت إليه الأمور من تطورات مؤلمة، وتؤكد التزام السلطات في المملكة بإبراز الحقائق للرأي العام، ومحاسبة جميع المتورطين، وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة في المملكة العربية السعودية.

 

 

 

من جانبه، أعلن وزير العدل السعودي رئيس المجلس الأعلى للقضاء، الشيخ د. وليد بن محمد الصمعاني، أن التوجيهات والقرارات، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين إثر الحادث المؤسف الأليم الذي أودى بحياة خاشقجي، تأتي استمراراً لنهج الدولة في ترسيخ أسس العدل وفق شريعتنا السمحة، واهتمام القيادة بمواطنيها كافة، والحرص على سلامتهم ورعايتهم في أي مكان.

وشدد على أن القضاء في المملكة يتمتع بالاستقلالية الكاملة للتعامل مع القضية التي وقعت على أرض سيادتها للمملكة، مشيراً إلى أن القضية ستأخذ مجراها النظامي المتبع في المملكة، وستصل إلى القضاء بعد اكتمال المتطلبات. وأضاف أن إقامة العدل هي نهج المملكة العربية السعودية الدائم الذي لن تحيد عنه، ومن أهم مرتكزاتها عبر تاريخها المجيد من تأسيسها حتى يومنا الحاضر، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

 

 

وقال: «نحن، كمواطنين سعوديين، نفخر ونفاخر بولاة أمرنا الذين لم يدخروا جهداً أبداً في العناية بالوطن ومواطني هذه الدولة المباركة». وأوضح وزير العدل أن المملكة ثابتة بعدلها، ولن يزعزع ثباتها أي سلوكيات عدائية يمارسها الآخرون بوسائل إعلامية متهورة فاقدة للمهنية والمصداقية، وأن محاسبة أي مقصّر كائناً من كان ليست جملة تقال، بل هي حقيقة مفعّلة وواقع مطبّق تتعامل به المملكة، والشواهد كثيرة في ذلك.

 

 

 

إلى ذلك قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن التفسير الذي أعلنته السعودية بشأن كيفية وفاة الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول موثوق به. وقال ترامب للصحافيين: إن ما أعلنته السعودية بشأن ملابسات وفاة خاشقجي «خطوة أولى جيدة».

وأكد في الوقت عينه أنه من المبكر الحديث عن أي استنتاجات. وقال: «أثق في تفسير السعودية بشأن خاشقجي، ولا أعتقد أن القيادة السعودية كذبت علي». وأضاف خلال مؤتمر صحافي من أريزونا، امس، أن الإعلان عن تلك التحقيقات «خطوة أولى جيدة وخطوة كبيرة»، بحسب تعبيره.

وردّاً على صحافي سأله ما إذا كان يعتبر الرواية السعودية «جديرة بالثقة» قال ترامب: «أجل، أجل»، مضيفاً أنه يعتقد أنها خطوة مهمّة للغاية. وذلك في إشارة إلى ما أعلنته الرياض، من أنّ خاشقجي قتل داخل قنصليتها، إثر وقوع شجار مع عدد من العناصر. وأعلنت المملكة توقيف 18 شخصاً على ذمة التحقيق في القضية، إضافة إلى إعفاءات طالت مسؤولين بارزين، وإجراء إصلاحات مهمة في أجهزة الاستخبارات.

 

 

 

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أجرى اتصالاً مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أطلعه فيه الأمير محمد على البيان الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية بشأن وفاة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، قبل أن يطلع بومبيو، كلاً من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، على التفاصيل التي حصل عليها من ولي العهد السعودي، وفقاً لما ذكره مصدر لـ CNN. وأكد المصدر أن وزير الخارجية الأميركي أجرى اتصالاً مع الأمير محمد بن سلمان، أطلعه فيه الأمير محمد على الإعلان السعودي عن نتائج التحقيق بشأن خاشقجي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد قبيل إعلان المملكة عن نتائج التحقيق، على «أنه لا يريد الابتعاد عن السعودية». وقال ترامب في مقابلة على قناة «فوكس بيزنس نتورك»، رداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستبتعد عن حليفتها في منطقة الخليج، قائلاً «لا أريد ذلك».


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com