شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في القمة الفرانكوفونية التي انطلقت اليوم في العاصمة الأرمينية “يريفان” بصفة عضو مشارك وذلك بوفد يرأسه معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة.
وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الدولة في القمة الفرانكوفونية بصفتها عضو مشارك بعد مشاركتها كعضو مراقب في تطور يعكس حجم التقدير لدور دولة الامارات وجهودها في تعزيز قيم الأمن والسلام والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتنوّع الثقافي .
وجاء الإعلان عن العضوية الدائمة لدولة الإمارات في المنظمة الدولية الفرانكوفونية خلال انعقاد القمة في يريفان.
وقال معالي زكي نسيبه في كلمته أمام القمة – التي تستمير يومين – ” انه لمن دواعي سروري أن أشكركم باسم حكومة وشعب الإمارات العربية المتحدة، وإنه لشرف كبير المشاركة والحضور وتأكيد دخول الإمارات كعضو مشارك في المنظمة العالمية للفرانكوفوني “.
وأكد معاليه ان هذه المبادرة القيمة تعكس عمق الصداقة والتعاون والتضامن الحقيقي والتاريخي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين مجموعة الدول الفرانكوفونية، كما يعكس ذلك التزامنا بالقيم والمبادئ التي قامت عليها المنظمة الفرانكوفونية العالمية وهو التزام مشترك يحدد مدى أهمية الدور الذي تلعبه هذه المنظمة العالمية.
وقال ” نحن في دولة الإمارات نعتبر أن اللغة الفرنسية تعزز التنوع الثقافي كونها تحمل في طياتها قيم التسامح والتعددية الثقافية وهي تخدم بدون شك ثقافة الحوار .. كما تمثل اللغة الفرنسية جزءاً مهما من التراث الإنساني حيث الانفتاح على الاختلافات الثقافية بين المجتمعات كافة ما يجعل اللغة الفرنسية إحدى الينابيع التي تسقي الأرض بثقافة وقيم السلام بين الشعوب”.
وترأس معالي زكي نسيبه وفد الدولة إلى الاجتماعات الوزارية للمنظمة الفرانكوفونية التي عقدت خلال اليومين الماضيين في العاصمة “يريفيان” تمهيدا للقمة حيث ضم الوفد يعقوب الحوسني مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية ومحمد سيف هلال الشحي مدير إدارة الأمم المتحدة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وآمنة عبدالله الحمادي نائب مدير الاتصال بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وسالم سهيل النيادي رئيس قسم الشؤون الفرانكوفونية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وطارق الشحي مسؤول ملف الفرانكوفونية في سفارة الدولة لدى باريس ومريم زايد المزروعي مدير مكتب وزير الدولة وعليا إبراهيم الحوسني رئيس قسم الفعاليات والأنشطة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي.
كما شارك في تلك الاجتماعات التي تُقام تحت عنوان ” العيش معا بتضامن والتشارك في المبادئ الإنسانية واحترام التنوع .. مصدر السلام والإزدهار في العالم الفرانكوفوني” عدد من الوفود الرسمية التي تمثل الدول الأعضاء بالمنظمة بالإضافة إلى وفود الدول التي تتمتّع بوضع مراقب.
وكان معالي الوزير زكي نسيبه قد أدلى بتصريحات لصحيفة “أرمينيا برس” اليومية الصادرة في يريفان قال فيها إن الإمارات تشارك في المنظمة الدولية للفرانكفونية كعضو مراقب منذ عام 2010 لكنها ستشارك في القمة الحالية بصفة عضو مشارك للمرة الأولى ..مشيدا معاليه بالعلاقات القوية القائمة بين دولة الإمارات وأرمينيا ..واكد وجود إمكانيات هائلة لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين في المرحلة المقبلة.
وقال معاليه ” بالنسبة لنا، فإن اللغة الفرنسية مهمة للغاية، لأنها لغة الحوار بين الثقافات المُختلفة، كما يدعو الكثير من الناس اللغة الفرنسية كلغة حوار السلام” .
وأعرب معاليه عن أسفه العميق لوفاة الفنان الأرمني الفرنسي الشهير تشارلز أزنافور، والذي ترك إرثاً فنياً كبيراً وساهم في شهرة اسم بلاده على الصعيد العالمي حيث قام الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان بمنحه “المواطنة الفخرية”.
ويرتكز مغزى الاجتماعات الوزارية للمنظمة الفرانكوفونية على المبادئ العالمية التي تقوم على تعزيز قيم الأمن والسلام والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتنوّع الثقافي وهي قيم لطالما تشاركت كلاً من المنظمة الفرانكوفونية ودولة الإمارات في تبنيها والالتزام بمضامينها نهجاً وسلوكاً ثابتاً على امتداد تاريخهما.
وعلى هامش القمة الفرانكوفونية التقى معالي زكي نسيبه وزير دولة مجموعة من الطلاب الذين يدرسون بقسم الدراسات العربية في جامعة يريفيان الحكومية كانوا قد زاروا دولة الإمارات في إطار برنامج تعليمي بمبادرة من سفارة الدولة في أرمينيا اذ تضمنت زيارتهم رحلة تعريفية إلى مدينة البستكية ومتحف الاتحاد تعرفوا خلالها على ثقافة دولة الإمارات وتاريخ ومراحل تأسيسها.
من جهة أخرى افتتح سعادة الدكتور جاسم محمد القاسمي سفير الدولة لدى أرمينيا قاعة الإمارات للترجمة في كليات الدراسات الشرقية في جامعة يريفيان الحكومية وذلك في مبادرة تؤكد التزام الإمارات بتعزيز الحوار الثقافي بين الأمم والدول الأعضاء في المنظمة الفرانكوفونية.
وضمن فعاليات القمة شاركت الإمارات في مهرجان الفرانكوفونية الذي أقيم في قرية الفرانكوفونية وسط مدينة يريفيان حيث قدمت فرق إماراتية مجموعة من العروض التراثية المستمدة من الفلكلور الإماراتي كرزفة العيالة والحربية والليوا وغيرها.