أعلن ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أن السعودية لن تدفع مقابل أمنها.
وقال إن المملكة تربطها «علاقة عمل مميزة» مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أن «السعودية تشتري الأسلحة من أميركا ولا تأخذها مجاناً»، مبدياً في الوقت ذاته استعداد السعودية لفتح قنصليتها للسلطات التركية من أجل للبحث عن الصحفي السعودي المفقود، جمال خاشقجي، وكشف عن عزم بلاده على طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام بحلول بداية عام 2021.
وأكد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة واسعة مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن الرياض تشتري الأسلحة من الولايات المتحدة ولا تأخذها مجاناً، وأضاف «لن ندفع شيئاً مقابل أمننا». وأفاد ولي العهد السعودي بأن علاقة السعودية مع ترامب جيدة ومميزة، مشيراً إلى أنه يحب العمل مع الرئيس الأميركي.
وتابع قائلاً: «في تقديري، وأعتذر إذا أساء أحد فهم ذلك، أن الرئيس أوباما خلال فترة رئاسته التي دامت 8 أعوام، قد عمل ضد أغلب أجندتنا ليس فقط في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا فإننا كنا قادرين على حماية مصالحنا، وقد كانت النتيجة النهائية هي أننا نجحنا.
وأن الولايات المتحدة الأميركية في ظل قيادة أوباما قد فشلت، على سبيل المثال في مصر. وأوضح قائلاً إنه يجب تقبّل المديح والنقد من الأصدقاء. وأضاف: السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأميركية، إنها موجودة منذ عام 1744، أعتقد قبل أكثر من 30 عاماً من وجود الولايات المتحدة الأميركية».
وبشأن موقف السعودية من تصريحات ترامب قال: حسناً أنتم تعلمون أنه يجب عليك تقبّل مسألة أن أي صديق سيقول أموراً جيدة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظى بأصدقاء يقولون أموراً جيدة عنك بنسبة 100% حتى داخل عائلتك. سيكون هناك سوء فهم، لذا فنحن نضع ذلك ضمن هذا الإطار.
ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن موقف السعودية من كندا كان مختلفاً، لأن الأمر مختلف تماماً، وقال: كندا أعطت أمراً للسعودية بشأن مسألة داخلية، إنه ليس رأي كندا حول السعودية بقدر ما هو إعطاء أمر لدولة أخرى، لذلك نحن نعتقد أن هذه قضية مختلفة تماماً، ترامب كان يتحدث لشعبه داخل الولايات المتحدة الأميركية عن قضية.
وبيّن محمد بن سلمان أن بين الرياض وواشنطن استثمارات ضخمة، إضافة إلى تحسن جيد في التجارة بين البلدين، متابعاً بالقول: هنالك الكثير من الإنجازات وهذا رائع حقاً. وعن اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، قال: نسمع عن شائعات حول ما حدث.
مضيفاً: نحن مستعدون للترحيب بالحكومة التركية في حال كانوا راغبين في البحث عنه في المبنى الخاص بنا. وأضاف: هو مواطن سعودي ونحن حريصون جداً على معرفة ما حدث له.
وبشأن حملة بلاده على الفساد، قال: إن ثمانية أشخاص لا يزالون محتجزين ضمن حملة مكافحة الفساد في المملكة، وذلك بعد أن اعتقل عشرات ضمن الحملة التي بدأت في نوفمبر الماضي.
وأضاف: جرى تحويل 35 مليار دولار، 40 في المئة منها سيولة و60 في المئة منها أصول، إلى الحكومة. وتوقع في سياق آخر أن يتم طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام بحلول بداية عام 2021، موضحاً أن قيمة أرامكو لا تقل عن تريليوني دولار.
إلى ذلك أعرب ولي العهد السعودي عن أمله أن تنتهي الأزمة اليمنية في أقرب وقت ممكن. وأضاف في المقابلة أن المملكة تعمل مع الولايات المتحدة لكبح التحركات الإيرانية السلبية. وتابع: لا أحد يريد أن يكون «حزب الله» قريباً من منطقة تمر منها 15% من التجارة العالمية، مؤكدا أن المملكة لا تريد «حزب الله» جديداً في الجزيرة العربية، وهذا خط أحمر للعالم وليس للسعودية فقط.