نحو لقب بطل تحدي القراءة العربي، ظلت ترنو عيون المئات من الطلبة العرب، من المحيط إلى الخليج، حيث استطاع التحدي أن يمد شباكه، ليصبح المبادرة الكبرى عربياً والهادفة إلى غـرس ثقافة القراءة لدى النشء.
ويبدو لافتاً في الصدد، ما أثمره التحدي من نتائج نوعية أفضت إلى غرس حب القراءة والتعلق بها في نفوس النشء، وبشكل بارز لدى طلبة الإمارات، إذ تمكن هؤلاء، منذ انطلاقة التحدي في 2015، المنضوي في إطار مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من أن يتعاملوا مع القراءة كنهج وأسلوب حياة، وأن يحوّلوها إلى عادة يومية قادرة على بناء عقلية متفتحة.
تصفيات الإمارات النهائية، التي أسفرت أمس عن فوز الطالبة شمسة جاسم النقبي في الدورة الثالثة، حيث كرمت والعشرة الأوائل وغير ذلك من الفائزين بفئات جائزة التحدي، في حفل رسمي نظمته أول من أمس، وزارة التربية والتعليم بحضور معالي جميلة المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام.
وقد كان لافتاً وبارزاً حجم التفاعل والجواب النوعي والكبير من قبل طلبة الإمارات مع منافسات التحدي التي شهدت إقبالاً عالياً من الطلبة المتمرسين الذين زادوا من مهمة المشرفين، فرفعوا من منسوب المنافسة فيما بينهم، حيث اضطرت اللجنة المسؤولة عن التحدي في الإمارات إلى إجراء تصفية رابعة لـ46 طالباً، وهم الذين وصلوا إلى النهائيات.
وذلك نظراً لما وجدته اللجنة من صعوبة بالغة في فرز العشرة الأوائل، الذين تمتعوا بمستوى عالٍ من التميز وحرفية القراءة، وفق ما أفادت به ليلى الزبدة، المنسق العام لمشروع تحدي القراءة العربي، خلال الإعلان عن العشرة الأوائل في تحدي القراءة العربي.
لتؤكد خلال حديثها ارتفاع المستوى الذي وصل إليه الطلبة، وتمكنهم من التحدي الذي وصلت نسبة مشاركة الذكور فيه إلى 47% مقارنة مع الأعوام الماضية، وهي نسبة مرتفعة، وهو الأمر الذي نال إشادة معالي جميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام.
وكانت تصفيات الدورة الثالثة على مستوى الدولة قد شهدت إقبالاً لافتاً من الطلبة؛ فوفق الإحصائيات التي أعلنت عنها الأمانة العامة لتحدي القراءة العربي، في وقت سابق، فقد مثل المشاركون في التحدي نحو 1245 مدرسة على مستوى الدولة، في حين وصل عدد المشرفين على الطلبة إلى 2300 مشرف مشارك، وهو ما يؤكد المكانة التي بات تحدي القراءة العربي يحظى بها على مستوى الدولة.
ضخامة عدد المشاركين على مستوى الإمارات في دورة التحدي الثالثة كان قد دعا القائمين عليه إلى توزيع التصفيات على أكثر من يوم، بحيث خصّص يوم لإمارة أبوظبي والمناطق المحيطة بها، وخصص يوم آخر لإمارة دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين، ويوم لإمارة رأس الخيمة وآخر لإمارة الفجيرة.
وذلك حتى تتمكن اللجان من حصر المنافسات. وكانت الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي، التي عقدت العام الماضي، قد شهدت تتويج الطالبة حفصة راشد من منطقة الفجيرة التعليمية، بطلة للتحدي على مستوى الإمارات.
بينما حصلت كل من الطالبتين هيا عماد حمدان ورنيم صالح القادري على المركز الأول في تحدي القراءة، على مستوى إمارة أبوظبي، فيما حصلت الطالبات عائشة سعيد العوضي وصائبة عبد الرحمن محمد النعيمي وشوق بنت سعيد المهري، على المركز الأول على مستوى إمارة دبي.
أما على المستويين العربي والعالمي، فحقق تحدي القراءة العربي إصداءً لافتة، حيث بلغ عدد الطلبة الذين تنافسوا على لقب بطل التحدي الثالث نحو 10 ملايين طالب، من 44 دولة مشاركة في المنافسات، بينها 14 بلداً عربياً، في حين كان في التحدي 30 دولة أجنبية في أول مشاركة رسمية لها، بعد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بفتح التحدي أمام الطلبة العرب في المهجر. وكانت الأمانة العامة للتحدي قد طبعت نحو 100 مليون جواز خصوصاً للدورة الحالية، في حين بلغ عدد الطلبة المشاركين من موريتانيا نحو 300 ألف طالب، ومن فلسطين فاق عدد المشاركات حاجز 400 ألف طالب.
بينما بلغت عدد المدارس السودانية المشاركة في الدورة الحالية نحو 3093 مدرسة. تصفيات تحدي القراءة في الدول العربية والأجنبية كانت قد انطلقت في مارس الماضي، من خلال تنافس الطلبة في مدارسهم على مستوى المناطق والمديريات التعليمية في كل دولة على حدة، بحيث يتم إثر ذلك اختيار العشرة الأوائل على مستوى دولهم .
وشهدت الفترة الماضية إعلان نتائج تصفيات الدورة الثالثة النهائية في عدد من الدول العربية، التي أفضت إلى تتويج بطلين على مستوى المملكة العربية السعودية، وهما الطالب عمر معيض القرني من مدينة مكة على مستوى الطلاب الذكور، والطالبة سديم عبد العزيز المبدل من مدينة الرياض على مستوى الطالبات، في حين توّجت فلسطين الطالب قسام محمد صبيح بطلاً للتحدي.
وانتزعت مدرسة بنات العودة الأساسية – بيت لحم، لقب المدرسة المتميزة على مستوى فلسطين، في حين نال المعلم بسام عبد ربه أحمد العدم، من الخليل، لقب المشرف المتميز على مستوى المنطقة التعليمية. ووفق التقارير، كانت فلسطين قد شهدت خلال الدورة الثالثة من التحدي مشاركة متميزة مع تسجيل نحو 402 ألف طالب وطالبة من 2333 مدرسة من القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء فلسطين.
بينما توجت الطالبة مريم عبد السلام بلقب بطلة للتحدي على مستوى مصر، في حين توجت السودان الطالب عمر النور آدم محمد، بطلاً، في حين تم تتويج الطالبة مريم لحسن أمجنون من مدرسة الداخلة في منطقة فاس -مكناس التعليمية بطلة للتحدي على مستوى المملكة المغربية. أما على مستوى دولة الكويت، فقد توجت الطالبة زهرة منصور الشمري بطلة للتحدي على مستوى الكويت.
وفاز بالمركز الأول على مستوى موريتانيا الطالب محمد الشيخ ولد سيد المين، أما في لبنان فقد توجت الطالبة رلى حسين بطلة، أما على مستوى الطلبة العرب المقيمين في دول المهجر، فقد استحقت الطالبة رولا الزهراني المركز الأول على مستوى إيطاليا، كما تم تتويج الطالب معمر الحنتوش بلقب بطل التحدي على مستوى إسبانيا.
بينما شهدت الدورة الثانية من التحدي تتويج الطالبة عفاف شريف من فلسطين، فيما انتزعت مدارس الإيمان من البحرين، لقب المدرسة المتميزة، وذهبت جائزة المشرف المتميز للمغرب، إلى الدكتورة حورية الظل .
أما الدورة الأولى فقد شهدت تتويج الطالب الجزائري عبد الله جلود، بطلاً، بينما نالت «طلائع الأمل الثانوية للبنات» في فلسطين جائزة المدرسة المتميزة، وخلالها قرأ الطلبة 150 مليون كتاب خلال عام واحد.