يشهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة بمشاركة وفود من كل دول العالم.
هذا الملتقى الذي تشارك به دولة الإمارات بدبلوماسية فعالة، يمثل أهم لقاء على مستوى رؤساء الدول، إضافة إلى القضايا التي يتم طرحها من خلال الكلمات المشاركة، وما تطرحه جمعية الأمم المتحدة من تحديات دولية، وكذلك الفعاليات التي تنظمها الدول، وفي مقدمتها دولة الإمارات، والاجتماع الذي يعقده مجلس الأمن حول إيران، ويترأسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
دولة الإمارات التي يشارك وفدها برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، لها دور مهم في هذه الدورة، حيث ينظم الوفد مجموعة من الفعاليات، من أبرز عناوينها «بناء عالم أفضل لرائدات الأعمال» بمشاركة ملكة هولندا، ورئيس البنك الدولي، ومستشارة الرئيس الأميركي إيفانكا ترامب، كما ينظم الوفد فعالية «المجلس العالمي.. إكسبو 2020»، ولقاء القيادات النسائية الإماراتية والأميركية في قطاع الأعمال والاستدامة، ومناقشة بعنوان «تفاقم اندلاع الأمراض في المستقبل»، حول الاستثمار في الخدمات الصحية الروتينية، ونماذج التعاون الجديدة لتقليل خطر التفشي، بمشاركة مؤسسة «بيل ومليندا غيتس» ومنظمة اللقاحات العالمية GAVI ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من الدول المانحة.
يترقب العالم أيضاً خطاب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي سيلقيه باسم الدولة يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وفيه سيتم التحدث إلى العالم حول أبرز التحديات، ومواقف الدولة من مختلف القضايا، حيث حددت تسع أولويات رئيسية أهدافاً وغايات لمشاركتها، وتوضح هذه الأهداف والغايات النهج الذي تتبعه الدولة في أدائها السياسي والإنساني والتنموي، ليعبّر عن دولة حديثة متطورة ذات مكانة متميزة في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى إلى نشر قيم التسامح والاندماج وتحقيق التنمية البشرية.
إن الأولويات التي تبنتها الإمارات في هذه الدورة، تؤشر على بصيرة الدولة ورؤيتها، خصوصاً حين ترتكز على التزامها بدعم الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وضرورة مواجهة تهديدات التطرف والإرهاب، وأهمية تعزيز السلام والجهود الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية النهوض بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتعزيز إدماج الشباب في المجتمع، وضرورة إصلاح الأمم المتحدة لتمكينها من الوفاء بالأغراض المنوطة بها، وأهمية قيادة الجهود لتسخير التكنولوجيا لمواجهة التحديات العالمية، وضرورة التصدي للتغير المناخي والتخفيف من آثاره، وهذه الأولويات التسع سيتم تبنيها خلال مشاركة الدولة في هذه الدورة، بما يمثله ذلك من رؤية متطورة، لدولة حيوية وناهضة وذات مكانة.
إن مشاركة الإمارات تأتي هذه المرة وسط تحديات كبيرة، ولقد كانت الدولة وستبقى صوت الاعتدال والمنطق والتسامح، الدولة التي تركز على التنمية البشرية والإنسانية، وتتبنى نهجاً يقوم على تجنب الصراعات، وتعزيز السلم والاستقرار، وهذا دور يصب – في المحصلة – في مصلحة البشرية جمعاء.
بقلم: مني بو سمرة