بعيداً عن مدينة المفرق شمال شرق الأردن بحوالي 20 كيلومتراً وتحديداً مخيم الزعتري، يمارس «طارق حمدان»، وهو سوري دفعته ظروف الحرب التي يشهدها بلده إلى اللجوء، هوايته وفنّه الخاص، الذي يُقدم من خلاله جُملة من الرسائل، لعل من بينها أن شمس الإبداع السوري «لن تغيب» أبداً مهما كانت الظروف والتحديات، وأن الفنانين السوريين قادرون على التعبير عن المأساة الإنسانية التي تشهدها سوريا مهما كانت الظروف.
قصص مأساوية ووقائع معاناة هائلة غير مسبوقة يتبادلها الكثيرون كلما كان الأمر متعلقاً بالمشهد السوري؛ وذلك للدلالة على الآثار المُدمرة للحرب في سوريا، لكن على الهامش هنالك الكثير من قصص النجاح، إضافة إلى كثير من المُبدعين في مجالات شتى، عبّروا عن الحرب على طريقتهم الخاصة، وهي الحرب التي فجّرت طاقاتهم الإبداعية، وصمدوا أمام تداعياتها، رافضين الاستسلام.
المُميز في موهبة «طارق حمدان»، وهو من مواليد 1975 ببلدة المزيريب الواقعة في محافظة درعا، ليس أنه رسّام ونحّات فقط، لكنّه ينحت على «أقلام الرصاص» شديدة الحساسية، فيبدع منحوتات بالغة الجمال والروعة، وجميعها من سنون الأقلام الرصاص، ما أكسبه شهرة واسعة تخطت حدود المخيم الضيقة، إلى آفاق أرحب.
يقول حمدان، إنه من خلال فنّه يبعث برسائل مختلفة، خاصة فيما يتعلق بمعاناة اللاجئين السوريين، ومن ثم فهو دائماً ما يعمل -حسب ما يؤكده لـ«البيان»- على منحوتات موجودة بواقعه، وتعبر عن السوري وخاصة اللاجئ السوري. فقدم العديد من المنحوتات في ذلك الصدد منها مجسد لجنزير حديدي بسنون القلم الرصاص، على الرغم أنه لم يكمل عامين على بداية اكتشافه تلك الموهبة ومزاولتها بالفعل.
ويوضح الفنان السوري، الأدوات البسيطة التي يستخدمها في تنفيذ منحوتاته، ومن بينها «السكاكين» المتوافرة في كل منزل، وكذا الإبرة على اعتبار أن سنّها رفيع ويمكن تشكيل المنحوتات باستخدامها. كما يستخدم أدوات بسيطة في النحت على الصابون وكذا الصخور والخشب أيضاً، وهي موهبة أخرى يجيدها «حمدان» الذي يتمنى أن يعرض أعماله في معارض كبيرة.