قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن النظام الإقليمي العربي، تعرض خلال السنوات الماضية، لأزمات حادة تعد الأخطر منذ انتهاء حقبة التحرر الوطني، لافتاً إلى أن مستقبل ووجود الدولة الوطنية ذاتها بات مهدداً، بفعل ضغوط داخلية وتدخلات خارجية تهدد بتقويضها، وتفضي لفراغ استراتيجي أثبتت التجارب أنه لطالما مثل البيئة الملائمة لنشوء التوترات الطائفية والأعمال الإرهابية.
وأضاف السيسي في كلمته خلال زيارة أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني أمس، أن تحقيق التنمية التي تحتاجها الشعوب العربية وتستحقها، مرهون باستعادة الاستقرار السياسي في المنطقة، ووقف هدر الدم والطاقة والموارد الذي تتعرض له.
وتابع: «من هنا فقد كان الوجه الآخر للجهود الكبيرة التي قامت بها مصر على مدار السنوات الأربع الماضية لإعادة بناء دولتها واقتصادها، هو استراتيجية نشطة للتحرك الخارجي تستعيد زمام المبادرة في المنطقة، وتعيد لشعوبها مقدراتها، وترأب الصدع الذي أصاب النظام الإقليمي العربي ودوله الوطنية، وتستعيد الاستقرار الإقليمي، وتسترجع قيم الانتماء والعمل والثقة في المستقبل لدى الإنسان المصري والعربي».
وأوضح أن مصر تمسكت بأن مفتاح الخروج من المأزق الليبي هو المعالجة الشاملة لأزمة غياب الدولة، من خلال حكومة تمثل جميع الليبيين وتمارس سلطاتها على جميع أنحاء ليبيا، وجيش قوي يواجه الإرهاب ويحمي الاستقرار، وانتخابات حرة تستكمل المؤسسات التشريعية للدولة.
وشدد على أنه «لا وقف لنزيف الدم في سوريا، إلا بحل سياسي يبدأ بإعادة كتابة الدستور السوري بالطريقة التي تؤدي لإعادة بناء النظام السياسي والدولة الوطنية، وتلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، وكذلك لا مخرج في اليمن إلا بالحل السياسي، وبإنهاء محاولات طرف معين الاستقواء بأطراف غير عربية لفرض إرادته على سائر بني وطنه بقوة السلاح».
ورأى أنه «لا مجال لإنهاء أقدم صراعات المنطقة، إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة».
وتحدث السيسي في كلمته عن العلاقات الثنائية التي وصفها بـ «المتميزة» بين مصر والصين، التي تنبع من «اهتمام وحرص القيادة السياسية الصينية على تطوير ومتابعة تنامي العلاقات في مختلف المجالات مع أفريقيا»، إذ دخلت العلاقات بين الجانبين أخيراً في حقبة ذهبية، يجب البناء عليها لتحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا، وأصبحت الصين أكبر شريك اقتصادي لأفريقيا.
وعبر عن تطلعه إلى أن تشكل مصر قاعدة للاستثمار والتصنيع والتجارة وصولاً إلى أسواق قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا، من خلال اتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع دول الاتحاد الأوروبي والكوميسا والدول العربية، ويمكن للصين الاستفادة من هذا الموقع الاستراتيجي الفريد لبناء صناعات مشتركة ومتطورة للوصول لأسواق مختلفة بطاقة استهلاكية تماثل حجم السوق الصيني، فضلاً عن الاستثمار المباشر للانتفاع بالمزايا التي تقدمها منطقة قناة السويس والمناطق الصناعية الجديدة في المحافظات المختلفة، وتعتبر منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين أو ما يُعرف بالمدينة الصينية «تيدا» تجسيداً للشراكة الاقتصادية بين البلدين، فضلاً عن الفرص المتعددة أمام الشركات الصينية للمشاركة في المشروعات القارية الكبرى.
قانون «الأخبار الكاذبة» يدخل حيز التنفيذ
بدأت مصر، أمس، تفعيل قانون لتنظيم الصحافة والإعلام، يسمح بمراقبة بعض حسابات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، المعروف بقانون مكافحة «الأخبار الكاذبة». ونشرت الجريدة الرسمية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صدّق على القانون، وأنه سيعمل به في «اليوم التالي لنشره (الأحد)».
وبموجب القانون، الذي أقره غالبية نواب البرلمان في يوليو الماضي، يحق للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المشكّل بقرار رئاسي عام 2017، متابعة «كل موقع إلكتروني شخصي أو مدونة إلكترونية شخصية أو حساب إلكتروني شخصي، يبلغ عدد متابعيه 5 آلاف أو أكثر». وللمجلس الأعلى الحق في وقف أو حجب هذه الحسابات الشخصية في حال «نشر أو بث أخبار كاذبة أو ما يدعو أو يحرض على مخالفة القانون أو إلى العنف أو الكراهية».