نجح الباحث الإماراتي، عبيد الحمودي الحاصل على ماجستير هندسة البترول في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، في ابتكار طريقة علمية كيميائية فريدة من نوعها تقوم على استخراج أكبر كمية ممكنة من النفط من المكامن الكربونية في الدولة بهدف زيادة إنتاج الطاقة بأقل تكلفة.
وقال الحمودي: «كلي فخر بدعم قيادتنا الرشيدة للاختراعات والطاقات الشابة لرفعة هذا الوطن، وهذا هو ملهمي لعملي الدؤوب في مجال البحث العلمي». وأضاف الحمودي الذي يسعى إلى تسجيل براءة اختراع لهذه التقنية المبتكرة: «إن ما يميز فكرة بحثه هو سهولة تطبيقه وانخفاض تكلفته مقارنة بالطرق التقليدية في استخراج النفط، حيث لا تحتاج هذه التقنية لأي استثمار جديد في البنى التحتية المتوفرة في حقول النفط».
وتابع: «على الرغم من نجاح الطرق التقليدية طيلة العقود المنصرمة بتوفير الكميات المطلوبة من النفط، إلا أن هناك تقديرات تبين أن نسبة النفط المتبقي أكثر بكثير من النفط الذي تم استخراجه منذ بداية إنتاج النفط في الدولة، وعليه فإن ما تبقى من نفط يشكل كميات كبيرة كفيلة بتوفير مصادر الطاقة للأجيال المقبلة».
وحول فكرة البحث وارتباطه بإشكالية مصادر الطاقة واستيعابها للزيادة السكانية، يقول الحمودي: «الكثير من الإحصائيات تشير إلى أن تعداد سكان العالم سوف يصل إلى قرابة 10 مليارات بحلول 2050، وهنا تتجلى الحاجة الملحة لتوفير مصادر للطاقة تلبي الاحتياجات المتنامية».
وحول بداية مراحل البحث بيّن الحمودي: «بدأت المرحلة الأولى من البحث والتجربة في مختبرات المعهد البترولي، كما قمت أيضاً بإجراء بعض التجارب الدقيقة المتخصصة لدى شركات بحثية عالمية لديها فروع في أبوظبي مثل شركة «بتريكور» وشركة «كورلابس»، هذا بالإضافة إلى أنني اقتنيت بعض المواد المختبرية الخاصة لأبحاثي المستقبلية، بعد ذلك بدأت بدراسة فيزيائية معمقة لنوعية الصخور المستخدمة في البحث بحيث تكون ذات خصائص مشابهة لتلك الموجودة في المكامن النفطية في الدولة، كما عملت على دراسة كيميائية أكثر تعمقاً لنوعية النفط المستخدم، من خلال جمع عينات من حقول نفط إماراتية مختلفة، لدراسة جدوى استخدام هذه التقنية في أكثر من حقل في الدولة».
وأضاف الباحث الإماراتي: «قمت باستخدام وصفة كيميائية فريدة لابتكار ماء معدل كيميائياً يتم ضخه بصخور مشبعة بالنفط، ومن ثم تحليل عينة من الماء بعد خروجه من تلك الصخور، ودراسة التغييرات الكيميائية التي طرأت عليه بسبب اختلاطه بالصخور والنفط، وبالتالي توصلت إلى نتيجة مفادها أن الماء المعدل كيميائياً أسهم بتغيير خاصية ابتلال الصخور فتحرر النفط، ما ساهم بإنتاج كمية أكبر من النفط مقارنة بالطرق التقليدية، وانطلاقاً من ذلك أظهرت نتائج بحثي إمكانية وجود خطأ رياضي بمعادلة الرقم الشعري والحاجة الملحة لصياغة معادلة رياضية تصف العلاقة بين خاصية تبليل الصخور والرقم الشعري، حيث قمت باستخدام قرابة 8 من الطرق المختبرية المختلفة للتحقق من صحة فرضيتي».
ويسعى الحمودي إلى تسجيل براءة اختراع هذه التقنية المبتكرة من خلال برنامج «تكامل» التابع لدائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، لإثبات هذه الفكرة وتسويقها بشكل جيد والبدء بتطبيقها كتقنية حديثة.