نفّذ قسم التفتيش الغذائي في بلدية دبي أخيراً حملة متخصصة على البقالات و«الميني مارت» ومحال السوبر ماركت الصغيرة البالغ عددها 1353، خاصة المنتشرة بين الأحياء والتي لا يتم تصنيفها ضمن المؤسسات الكبرى، للتأكد من عدم قطعها الكهرباء عن الثلاجات خلال فترات إغلاقها مساء للتوفير في الكهرباء، مما يعرض الأغذية للتلف وبالتالي تشكل خطراً بالغاً على المستهلكين قد يعرضهم للأمراض أو التسمم.
وأكد سلطان علي الطاهر مدير التفتيش الغذائي في إدارة سلامة الغذاء بالبلدية، أن الغرض من تلك الحملة التأكد من التزام تلك البقالات بالتخزين السليم للمواد الغذائية والتزامها بعدم إغلاق الكهرباء عن الثلاجات، ومكائن التبريد خلال فترة إغلاق البقالة، خاصة في فصل الصيف، حيث ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير ما يمكن أن يتسبب في تلف المواد الغذائية.
وقال: على الرغم من أن نشاط البقالات مدرج في التصنيف الغذائي لدى إدارة سلامة الغذاء بأنه نشاط «منخفض الخطورة» نظراً لعدم وجود عمليات تحضير وإعداد للأغذية عالية الخطورة التي قد تسبب تلوث الغذاء، إلا أن إدارة سلامة الغذاء متمثلة في قسم التفتيش الغذائي أولت موضوع الحملة على البقالات اهتماماً كبيراً لأسباب مهمة تتمثل في التعامل المباشر مع المستهلكين بكافة فئات المجتمع (وخاصة في الأحياء السكنية) ومن كافة الأعمار، الذين اعتادوا على شراء حاجياتهم من المنتجات الغذائية المعروضة (المعبأة، أو المغلفة، أو المعلبة، وأحياناً الطازجة) منها، وإمكانية خلط الأغذية مع المواد الاستهلاكية الأخرى غير الغذائية كمواد الغسيل، أو المطهرات، أو غيرها والتي قد تلوث الأغذية فيزيائياً، أو كيميائياً، أو بيولوجياً.
وأشار إلى أن عدد البقالات غير الملتزمة كانت قليلة مقارنة بعددها بالإمارة، حيث بلغت 5% فقط من إجمالي البقالات، مضيفاً: «الشرط الصحي المتعلق بمسألة المساحة، يهتم بعدد البضائع التي لا تصلها التهوية الكافية، أو الإنارة، أو برودة المكيفات أو الثلاجات، وبلغت نسبة المؤسسات المستوفية لهذا الشرط 98% بينما 2% من تلك المؤسسات لم تكن مستوفية لهذا الشرط».
وقال الطاهر: «يعمد بعض أصحاب تلك البقالات إلى قطع التيار الكهربائي عن الثلاجات ليلاً بغرض توفير استهلاك الطاقة، واعتقاداً منهم أن حرارة الليل أخف من النهار، إلا أن في التعامل مع الغذاء فإن الأمر يختلف تماماً، وتبين وجود انخفاض ملحوظ في هذه الممارسة، حيث بلغت النسبة 2.8% (15 بقالة) نظراً لحملات التوعية السابقة والمستمرة من قبل المفتشين أثناء الزيارات الروتينية، وتوصياتهم بضرورة عدم إطفاء التيار الكهربائي عن أجهزة التبريد، والمخاطر التي قد تتعرض لها الأغذية عالية الخطورة مثل منتجات الألبان.
كما أشار إلى أن 90% من العدد الكلي للبقالات يعمل على تطبيق برنامج المشرف الصحي الذي تلزمهم به إدارة سلامة الغذاء وكافة المؤسسات الغذائية بالإمارة بمختلف أنشطتها، نظراً لديناميكية النظام وفعاليته في الإشراف على سلامة الأغذية، إذ إن فعالية تطبيق البرنامج بلغت 85% للمؤسسات المطبقة
وأوضح أن هذه الحملات تأتي في إطار حرص إدارة سلامة الغذاء على حماية الصحة العامة للمستهلكين من المخاطر التي قد تترتب عن تناولهم وتداولهم أغذية مخالفة للمواصفات القياسية من حيث السلامة والجودة، ومن أجل تعزيز سلامة الأغذية المتداولة من خلال كافة أنشطة المؤسسات الغذائية في الإمارة، وتحقيقاً لرؤية إدارة سلامة الغذاء.
وذكر سلطان علي الطاهر أن سوء الممارسات الخاطئة وسوء تخزين المواد الغذائية سواء (خارج المؤسسة، أو في سكن العمال، أو في أماكن غير معتمدة) تقلصت بصورة واضحة نتيجة للحملات السابقة، إذ بلغ عدد المؤسسات المخالفة 110 بقالات وميني مارت فقط في الإمارة وبنسبة 10%، مشيراً إلى الانخفاض الملحوظ في عدد المؤسسات التي تمارس نشاط تحضير وبيع «خبز الرقاق» و«الأكلات الشعبية» إلى 7 مؤسسات فقط وبنسبة بلغت 0.5%.