يواصل حي دبي للتصميم، مسيرة رعايته المواهب الإبداعية والارتقاء بخبراتها، إذ يقدم في السياق، وبدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، خبرات وتجارب عشرة مصممين إماراتيين في أسبوع لندن للتصميم في شهر سبتمبر المقبل، حيث يعرض مع إبداعاتهم أعمالاً فنية مستوحاة من التراث الإماراتي.
وتعتبر هذه المشاركة المحطة الثانية في جولة هؤلاء الفنية بعد مشاركتهم في أسبوع ميلانو للتصميم في شهر أبريل الماضي في معرض «قصص الإمارات للتصميم»، وسيتجه المصممون بعد ذلك إلى مدينة باريس، ثم عودةً إلى دبي لاختتام جولتهم في أسبوع دبي للتصميم.
ويعد المعرض فرصة مهمة للقاء الحضارات المختلفة، وتسليط الضوء على التراث والثقافة الإماراتية، حيث يشارك مصممون من كل أنحاء العالم، في مثل هذه الأسابيع الفنية.
وكان قد شجع أسبوع دبي للتصميم، على التركيز بشكل أكبر على المواهب الإبداعية من المنطقة، مع توفير منصة لاكتشاف ورعاية المواهب الواعدة في مجالات الفن والتصميم.
والآن، بات يعد أسبوع دبي للتصميم في عامه الخامس، من أهم الأسابيع الدولية للتصميم في جميع أنحاء العالم، وخصوصاً أنه قد سلط الضوء على صناعة التصميم النابضة بالحياة في المنطقة، ما يعطي للمصممين من جميع أنحاء الشرق الأوسط، منبراً للإلهام والتعاون.. كما يؤكد مكانة دبي المرموقة وجهودها في تسخير الابتكار لدعم المواهب الناشئة.
إبداعات متنوعة المدارس والتوجهات في «الحي»
وبالفعل، قام عدد من المصممين الإماراتيين، مثل: خالد الشّعفار والجود لوتاه ولطيفة سعيد ومؤسسة «مجوهرات قافلة»، بعرض مجموعاتهم التي حظيت بتشجيع كبير في المناسبات الدولية، ومن بينها: أسبوع ميلان للتصميم، أسبوع لندن للتصميم.
كما تعاون خالد الشعفار مع علامات تجارية عالمية، مثل «لاسفيت»، وشارك في إنشاء العمل الفني «النداء الصامت»، وهو عبارة عن إضاءة ديناميكية متحركة ومستوحاة من العمارة الإسلامية وأركان الإسلام الخمسة.
ويعتبر دعم المواهب ورعايتها، من الأولويات الأساسية لإمارة دبي وحي دبي للتصميم، والذي ينطلق من قاعدة هذه الرؤية في دبي، حيث إنها أدركت منذ وقت طويل، أن الطريق إلى النمو والتطور، هو دعم المواهب المحلية ورعايتها وتثقيفها.
وشهدت فعاليات، مثل «فاشن فووروارد»، التي تدخل موسمها الحادي عشر هذا العام، مشاركة العديد من المصممين المحليين الذين دخلوا الساحة الدولية من خلال عرض أزيائهم أمام الجمهور المحلي. وتعتبر مدية الشارقي وبوقصا وخلود بنت ثاني وأروى البنوي، من هؤلاء المصممين الذين يزدهرون بشكل مستقل في كل مكان، بدءاً من نيويورك وباريس وميلانو، وقد تعاونوا كذلك مع ماركات عالمية أخرى في بعض الأحيان.
ومن المؤكد أن لمكانة دبي وقيمتها ونهضتها، دوراً كبيراً في الخصوص، خصوصاً أنها تعد من أكبر المدن وأكثرها تنوعاً من ناحية السكان في الإمارات، كما تكتسب شهرة كبيرة كوجهة بارزة في مجال التصميم والأزياء، فضلاً عن مكانتها الرائدة كمركز عالمي للسياحة والتجارة.
ومع ازدياد عدد علامات الأزياء واستوديوهات التصميم التي اختارت في السنوات الأخيرة تأسيس مكاتبها الإقليمية والعالمية في دبي، بدأت الإمارة بجذب أعداد كبيرة من المهنيين المبدعين، ما أدى إلى إثراء وتنوع مجموعة المواهب في المنطقة.
وكان لإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2013، عن إطلاق حيّ دبي للتصميم، كبير الدور في تعزيز تطوير ودعم مجالات الفن والتصميم وصناعة الأزياء في المنطقة.. وتحفيز جهود دعم الطلب المتزايد على المهنيين المبدعين.
واليوم، وبعد سنوات من تأسيس الحيّ، أصبح يضم هذا المشروع، الشركات الناشئة ورواد الأعمال والعلامات التجارية العالمية والفاخرة، بالإضافة إلى منشآت أساسية في مجال التصميم والإبداع، مثل: مركز IN5 ومعهد دبي للتصميم والابتكار، وأكثر من 500 شريك مبدع، و8000 شخص يشكلون قوام القوى العاملة من الموظفين المبدعين.
وقد عزّز حيّ دبي للتصميم، مصداقيته ومكانته، من خلال استضافة فعاليات ثقافية معترف بها دولياً، مثل: أسبوع دبي للتصميم، و«فاشن فووروارد»، و«سول دي إكس بي»، ومعرض الفنان العالمي فان جوخ، والمصور العالمي ماريو تيستينو. إضافة إلى فعاليات أخرى استقطبت الآلاف من الحضور.
وتسهم الفعاليات المنظمة محلياً، مثل «فاشن فووروارد» وأسبوع دبي للتصميم، في التعرف إلى عروض واتجاهات تقدمية في مجال التصميم وصناعة الأزياء بالمنطقة، تزامناً مع مساعي دبي الاستراتيجية لتصبح مركزاً إبداعياً، ووجهة عالمية للتصميم.
إن توجه قطاع الأزياء في المنطقة، يعكس بصورة كبيرة، التوجهات العالمية في مجال الأزياء، إذ أصبحت العلامات التجارية الدولية على دراية بالأنواع الجديدة والمختلفة للأسواق في مجال الأزياء، وتسعى إلى تلبية الطلب عليها، بما في ذلك الأزياء المحتشمة التي تتميز بها منطقة الشرق الأوسط.
وقد أطلقت علامات تجارية مثل «دولتشي آند غابانا»، عدة مجموعات للعبايات واللباس المحتشم. ومن جهة أخرى، تصنع علامة «نايكي» الآن، حجابات رياضية لتشجع بذلك علامات أخرى على المضي في طريقها، وصنع منتجات تتناسب مع كافة الأذواق والمتطلبات.
واستكمالاً لهذا الزخم، يشير نمو منصات التجارة الإلكترونية في أنحاء المنطقة، إلى أن الشرق الأوسط قد أصبح رسمياً منافساً حقيقياً في المشهد العالمي للأزياء. وشكّل ازدياد هذا النمو سبباً رئيساً لقدوم العديد من منصات التسوق الإلكتروني الجديدة إلى المنطقة، مثل «نيت آ بورتيه» و«مودا أوبيراندي» و«فارفيتش»، بالإضافة إلى شراء شركة «آمازون» العالمية لشركة «سوق دوت كوم».
ولدعم نمو هذا القطاع، اختارت جهات إعلامية عالمية في مجال الصحافة المعنية بالتصميم والأزياء، مثل «فوغ»، و«هاربز بازار»، و«جرازيا»، و«آركيتكتشورال دايجيست»، دبي مركزاً لإصداراتها العربية، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى كون دبي وجهة مثالية لانطلاق العديد من الموجات الإبداعية في المنطقة، وسهولة ممارسة الأعمال التجارية، ووجود العديد من العلامات التجارية العالمية في الإمارات.
ويرجح المتخصصون أن يلعب حي دبي للتصميم دوراً محورياً في دعم ورعاية المواهب في المنطقة والعالم خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل واقع كون منطقة الشرق الأوسط، ستحتاج بحلول 2019، إلى أكثر من 30 ألفاً من خريجي التصميم لدعم ازدهار القطاع، ذلك وفقاً لدراسة صادرة عن مجلس دبي للتصميم والأزياء.
كما يُتوقع تحقيق نمو بنسبة 90 في المئة في صناعة التصميم من الهندسة المعمارية والهندسة الداخلية والأزياء، مع اعتبار الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي أكثر المهن الإبداعية إقبالاً في المنطقة. ومؤكد أن دبي والإمارات، في ظل التسهيلات التي تقدمها للمبدعين، ستؤدي دوراً ريادياً وقيادياً عالمياً في الابتكار والإبداع.