بغطاء ناري كثيف من مدفعية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية استهدف مواقع وتحصينات ميليشيا الحوثي الموالية لإيران في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، تقدمت المقاومة اليمنية المشتركة في الساحل الغربي أثناء المواجهات مع مسلحي الميليشيا، ما أسفر عن تهاوي دفاعاتها وفرار عناصرها، وذلك ضمن عملية عسكرية جديدة بهدف السيطرة على مركز المديرية وتأمين الطريق الساحلي باتجاه الحديدة، وفيما ألقت طائرات التحالف منشورات على مدينة الحديدة، دعت فيها المدنيين إلى الابتعاد عن مواقع الحوثيين، وطالبت من هم خارج المحافظة بعدم التوجه إليها إلا في حالات الضرورة القصوى، أقرّت الميليشيا بمقتل أحد كبار قادتها وعضو وفدها المفاوض غير أنها لم تحدد تاريخ مقتله والمكان الذي هلك فيه، غير أن مصادر رجّحت أن يكون قد لقي مصرعه بغارات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت اجتماعاً لعدد من قيادات الميليشيا المطلوبين في قائمة التحالف بمكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء مطلع مايو الماضي.
ولقي 34 عنصراً من ميليشيا الحوثي الموالية لإيران مصرعهم في مواجهات مع قوات المقاومة اليمنية المشتركة، وقصف دقيق لمدفعية التحالف العربي في ضربات كبيرة وموجعة، أربكت صفوفها وأنهكت قدراتها العسكرية.
وتلقت ميليشيات الحوثي الإيرانية ضربات قوية وهزائم ميدانية أخيراً، بالتزامن مع العمليات العسكرية في مختلف الجبهات والتقدم المستمر والمدروس من محاور عدة، مما أدى إلى تقهقرها وتمزيق صفوفها، وهو الأمر الذي جعلها عاجزة عن الصمود والثبات في ساحات القتال.
وتمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة، مسنودةً من قوات التحالف العربي، من تأمين منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا وكامل مزارعها، وسط انهيارات كبيرة وخسائر فادحة في صفوف ميليشيا الحوثي، في عملية عسكرية مباغتة أجبرتها على الفرار الجماعي من السويق والمغرس والمدمن وكامل مزارع الفازة صوب مركز مديرية زبيد بعد مصرع وجرح العشرات من عناصرها.
وفي الوقت الذي تستجدي فيه الميليشيا الحوثية عناصرها للقتال، تحقق القوات المشتركة انتصارات كبيرة وسريعة في العملية العسكرية الجديدة التي أطلقتها، مدعومةً من التحالف العربي، في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة. وباغتت القوات المشتركة، بعد قصف مدفعي وغارات جوية للتحالف، الميليشيا الحوثية بهجوم على محاور عدة جنوبي الحديدة.
وأسرت القوات المشتركة عدداً من الحوثيين خلال المواجهات التي تأتي ضمن عملية ترمي إلى تأمين وتمشيط مديرية التحيتا ومنطقة الفازة التابعة لها، وكذلك تأمين الطريق الساحلي الذي يمتد من التحيتا حتى الضواحي الجنوبية والغربية لمدينة الحديدة.
وفي محاولة لتعويض خسائرها المتتالية، ووقف نزيف مقاتليها في جبهات القتال، تهدد ميليشيا الحوثي الإيرانية المواطنين في مناطق سيطرتها في حال رفضوا الذهاب إلى جبهة الساحل الغربي، خاصة بعد الانتصارات السريعة التي حققتها القوات المشتركة في عملية مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، وبينما تواجه الميليشيا رفضاً من قِبل مقاتلين لها بالعودة إلى الجبهات، قالت مصادر بصنعاء إن قادة المتمردين هددوا منتسبي المرور بالفصل من أعمالهم في حال رفضوا التوجيهات بالقتال على الساحل الغربي.
وكان المتمردون شنّوا حملة مداهمات ضد الضباط والجنود السابقين في الجيش اليمني ورجال الأمن للزج بهم في جبهات القتال، في إطار حملة التجنيد الإجباري المستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات إيران.
ويتكبد الحوثيون خسائر كبيرة عدداً وعديداً يومياً في مختلف الجبهات، بالتزامن مع عزوف كلي لمعظم السكان الخاضعين لسيطرتها عن الانضمام إلى صفوفها والمشاركة في حربها العبثية. وأكد مصدر عسكري لوكالة «خبر» أن القوات المشتركة أسرت 36 حوثياً خلال العمليات العسكرية النوعية التي شهدتها مناطق الفازة بمديرية التحيتا.
إلى ذلك، ألقت طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن منشورات على مدينة الحديدة، حذّرت فيها المواطنين من التوجه إلى المحافظة إلا في الحالات الضرورية، وعدم التوجه إلى المناطق المجاورة لها إلا للضرورة، حفاظاً على سلامتهم، وفق ما أفادت مصادر محلية في الساحل الغربي.
وفي خطوة تحاول الميليشيا من خلالها عرقلة تقدم وحدات الجيش الوطني جعلت من المدنيين دروعاً بشرية، وأعاد الانقلابيون مئات الأسر النازحة بقوة السلاح، ومنعوا 25 حافلة محملة بالنازحين في مديرية الجراحي كانت في طريقها إلى محافظة إب وأجبروها على العودة إلى الحديدة. أما في منطقة السرايا بمديرية الراهدة جنوب شرقي محافظة تعز، فقد احتجز الحوثيون نازحين، بينهم أطفال ونساء يواجهون ظروفاً معيشية قاسية في العراء دون غذاء.
كما أنهم يحتجزون منذ ثلاثة أيام أكثر من 40 حافلة على متنها مئات النازحين كانوا في طريقهم إلى عدن، وشمل منع نزوح السكان من الحديدة أيضاً إغلاق الشوارع ومنافذ المدينة، وفرض إجراءات تفتيش دقيقة على المارة. وبرغم تلك الإجراءات، نزح حتى الآن نحو 30 ألف شخص من الحديدة وضواحيها، اتجهوا إلى الأرياف ومحافظات المحويت وإب وتعز والعاصمة صنعاء.
وأعلنت ميليشيا الحوثي عن مقتل أحد قادتها، من دون تحديد مكان وتاريخ مصرعه. وأصدر ما يسمى المكتب السياسي للحوثيين بياناً نعى فيه القيادي عبد الناصر الجنيدي، عضو وفد الميليشيا في مفاوضات الكويت عام 2016، الذي ينتمي إلى محافظة شبوة الجنوبية.
وفيما لم تحدد الميليشيا تاريخ ومكان مقتل الجنيدي، رجحت مصادر أن يكون قد لقي مصرعه بغارات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت اجتماعاً لعدد من قيادات الميليشيات المطلوبين في قائمة التحالف بمكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء مطلع مايو الماضي.
كما لقي قرابة 70 عنصراً حوثياً مصرعهم خلال الساعات الماضية في معارك مع الجيش الوطني والمقاومة وغارات طائرات تحالف دعم الشرعية، في جبهات البيضاء وتعز وشمال لحج، وسط تقدم ميداني لقوات الشرعية.
وصرح العميد عبد الرب الصبحي قائد اللواء 117 مشاة أن «ما لا يقل عن 25 عنصراً من الميليشيا قُتلوا وجُرح آخرون خلال معارك في جبهة قانية بمحافظة البيضاء، وبالتزامن تتواصل المعارك العنيفة شمال محافظة لحج، حيث تقدمت قوات الجيش الوطني باتجاه منطقة الراهدة جنوب شرقي تعز، بعد أن استعادت السيطرة على مواقع ومرتفعات في مناطق القبيطة وحيفان وطور الباحة».
وقال ناطق باسم قوات الجيش الوطني في القبيطة: «إن الجيش والمقاومة استعادا أجزاء واسعة من الأطراف الشمالية لمحافظة لحج، حيث سيطرا على جبل القحوص الاستراتيجي في منطقة الجوازعة وجبل الركيزة في المرابحة ومناطق أخرى مجاورة، بعد معارك عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين».
الحوثيون ينهبون مخازن «الغذاء العالمي»
أقر برنامج الغذاء العالمي بأن ميليشيا الحوثي تقوم ببيع المساعدات الغذائية التي يقدمها لفقراء صنعاء في الأسواق، وقال في تغريدة على حسابه على تويتر:«يتم بيع المساعدات الغذائية التي يفترض أن يقدمها البرنامج إلى الفقراء في أسواق صنعاء»، في وقت قامت ميليشيا الحوثي، أمس، باقتحام مخازن غذائية تتبع للبرنامج في كيلو 7 بمدينة الحديدة. وأفادت وسائل إعلام يمنية أن مجموعة من المسلحين اعتقلوا، أيضاً، 7 أشخاص من العاملين في المنظمة الدولية.
ولم يصدر أي توضيح من البرنامج بخصوص الواقعة. يذكر أن البرنامج أطلق في شهر أكتوبر 2015 عملية طارئة تهدف إلى تقديم المساعدات الغذائية للأشخاص المتضررين من الحرب، تشمل أنشطة العملية الطارئة تقديم المساعدات الغذائية العينية عن طريق التوزيع العام للأغذية، وكذا التدخلات القائمة على السوق عن طريق التحويلات النقدية ونظام قسائم السلع، فضلاً عن الدعم الغذائي للأطفال والنساء الحوامل، والمرضعات اللائي يعانين من سوء التغذية، وقد تركزت بعض هذه الأنشطة في مدينة الحديدة.